المحويت .. جارة السحب  

YNP – خاص :

ما أروع أن نجد مدننا اليمنية تجمع بين عبق وآصاله الماضي وبين إشراقه الحاضر والأروع من ذلك أن يجتمع إلى جانب ذلك سحر الطبيعة ليبقى هدوء الريف واعتدال ونقاءة الجو ملازماً لحياة المدينة وكل ذلك نجده في مدينة المحويت, مركز محافظة المحويت

, تلك المدينة الحالمة مدينة الضباب والتي لا ينقطع جوارها عن السحاب .. جميلة هي وتكون أجمل وأروع عندما تحط الرحال على أرضها الطيبة تستنشق عبيرها الفواح وتكتشف ما خبأه الزمن من أسرار وعجائب منقوشة على جدران وواجهات منازلها الشامخة على جبل قرن تيس (المصنعة) لترتسم أمامك صورة وكأنها من نسج الخيال ..

ولكنه ليس خيالاً إنما واقع والواقع ملموس ومحسوس ومن مدينة المحويت يتكون لدينا مجلد سياحي يتصفح صفحاته جميع المتوافدين إليها وإذا كان لكل كلمة معنى فلعلك تتساءل لماذا سميت بالمحويت؟ ليزيل التاريخ علامة الاستفهام ليتضح لك المعنى حيث سميت كذلك كما تذكر الروايات والمصادر بأنها محوية بالجبال والتي تحيط بها من جميع الاتجاهات عدا فتحة صغيرة من جهه الغرب ويقال لأنها محوية بمياه الغيوم مثل غيل ماسية وموهبة  ومعين ومعفر ومحيد ومحمى والمنجل وموبل والنقاعة.

وإن كان قد استحوذ عليك الإعجاب بذلك المنظر البديع لتلك المنازل المتربعة والمتراصة والمتلاصقة بجمالها المعماري الأصيل وتريد معرفة المزيد عن ذلك فستجد الجواب سريعاً فذلك الجبل ليعرف بقرن تيس وذلك الحصن هو حصن المصنعة ويحيط به سور من جميع الاتجاهات ويشرف على العديد من الوديان والمدرجات الزراعية والقرى المتناثرة التي تحيط بمدينة المحويت وقد ورد ذكر الحصن في كتاب معجم البلدان والقبائل اليمنية للأستاذ / إبراهيم المقحفي ان ذلك الحصن هو أول بناء شيد في مدينة المحويت في القرن الثالث الهجري.

وإن كنت ترغب بالاطلاع على تلك المدينة وما يحيط بها فما عليك سوى الصعود إلى سطح أعلى مبنى على سفح جبل قرن تيس وهو بيت الحكومة القديم فمن على سطحه ترى نواحي المدينة الممتدة أمام عينيك تنقسم إلى قسمين القسم القديم والمتمثل في المصنعة وبيوته المزدحمة على قرن تيس بطرازها المعماري القديم وكذلك السوق القديم والذي يقع أسفل حصن المصنعة وكذلك الجامع القديم (جامع) ماسية  نسبة إلى منبع ماسية المائي ثم تنتقل من الماضي إلى الحاضر المشرق والمتمثل في المدينة الحديثة التي اتسعت وازدهر عمرانها وطال بنيانها .

وإلى الغرب من حصن المصنعة تشاهد الضبر وهو أحد أحياء المدينة القديمة والذي يتميز بمبانيه العالية والمتراصة ذات الفن المعماري الأصيل  ويحتوى على معالم أثرية مثل المدافن والسدود والخزانات الصغيرة المبنية بالقضاض ويحيط بمدينة المحويت أجمل وأروع المتنفسات والمنتزهات الطبيعية مثل منتزه الشرف الريادي والذي يعتبر من أجمل المنتزهات الطبيعية في اليمن ويشرف على العديد من الوديان حتى محافظة حجة وكذلك يشرف على القرى المعلقة على قمم الجبال ومن المنتزهات الأخرى الضبرة وبيت أنقع والذي يشرف على عزله الغربي الأعلى والأسفل وتمثل تلك المنطقة منظراً في غاية الجمال والإبداع متمثلاً في القرى المتراصة على مستوى واحد ومتقاربة وهي قرية مذبه والمعرس والسيه والقرن تزينها المدرجات الزراعية وأشجار الذرح وأسفل منها يقع منتزه محيد البديع ومتنزه محمى المشهوران بزراعة البن لينتهي ذلك المنظر البديع بقرية بيت الجرعى والتي تقع على سفح جبل على هيئة سفينة ضخمة ولذلك يطلق عليه سفينة نوح .

ومما زاد المدينة جمالاً وتألقاً ما تشهده من عمليات نظافة وتحسين والمتمثلة في توسعة الشوارع وأشجار الزينة وأعمدة الإنارة وتناثر المباني الحديثة على جنبات المدينة وهذا بفضل الازدهار الحضري الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة .