هزائم التحالف ترتد في ملعبه .. "هلوسات " الأنفاس الأخيرة !

YNP_ حلمي الكمالي :

يترهل المشهد السياسي والعسكري بشكل متسارع، في حلبة التحالف والشرعية، خلال الفترة الأخيرة، تزامناً مع إقتراب قوات صنعاء من حسم أم المعارك " مأرب "، التي يبدو أنها ستكون بوصلة لتحديد مستقبل الحرب على اليمن، لتفرض واقعا مغايرا للتوازنات الإقليمية والدولية.

بالإشارة إلى البيانات التي أدلت بها أحزاب التحالف، وحملت التحالف مسؤولية الهزيمة في مأرب، فإنها تعد بيانات نعي مصفوفة على نعشها الأخير، فإنها بمدلولها " البراغماتي " البسيط ، تصف الأرضية الرخوة التي تقف عليها اليوم فصائل التحالف، في وقت تعكس فيه تصاعد حالة التشظي داخل غرف عمليات التحالف التي أصبحت شبه ميته.

بيانات النعي لتلك الأحزاب، تزامنت مع بيانات نعي عظمى في محافل القوى الغربية، التي عولت كثيرا على التحالف والشرعية في إعادة حضورها على الساحة اليمنية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان سراعتا لندب حظها العاثر في بيانات القلق الشديد، التي دائما ما تعبر عن حجم إنتكاسة مشاريعها وآمالها الخارجية.

بطبيعة الحال، فإن فشل التحالف السعودي في معركة مأرب، يعد إمتداد صريح لفشل ذريع يسجله التحالف وجميع فصائله بكل تناقضاتها، منذ اللحظة الأولى لحربه على اليمن، كما أن هذا الفشل يؤكد قسريا عجز جميع القوى الدولية الداعمة لهذا التحالف، في تطويع القوى المناهضة لها بصنعاء، والتي تغدو على مشارف حسم معركة كل اليمن، بحسب المعطيات على الأرض.

في خلاصة بسيطة للمشهد العسكري القائم، فإن صنعاء استكملت قبضتها على كامل تفاصيل المعركة في محافظة مأرب، بعد وصول قواتها إلى " نقطة الفلج "، بوابة المدينة الجنوبية، وتنسيقها بشكل علني مع قبائل المحافظة التي سارعت لإستقبال قوات صنعاء على منافذ المدينة وسلمت لها المنطقة تلو الأخرى.

الأمر ذاته ينطبق على محافظة شبوة، التي تؤكد مؤشرات عسكرية أنها مهيئة للسقوط بالكامل بيد قوات صنعاء، بالأخص بعد مغادرة القوات السعودية، وتصاعد حالة الصدام بين فرقاء الشرعية، والتي ضاعفت من معاناة المواطنين، وأوضاعهم المعيشية والأمنية، إضافة إلى الترحيب القبلي الواسع بقوات صنعاء، تزامناً مع تمددها خلال الأيام الماضية، في المحافظة، وتمكنها في ظرف ساعات من السيطرة على مناطق واسعة في مديرية رابعة.

على كلا ، فإن قوات صنعاء أثبتت أن معايير الحسم لمعارك كبرى مثل معركة مأرب، لا تحتاج فقط إلى أسلحة متطورة، وليس الرهان على حجم العتاد، التي تحججت بها قوات هادي والإصلاح، إنما على النوايا الصادقة والخبرة الفائقة لقواتها، في ظل قيادات ميدانية حاضرة مع أفرادها، ولديها الحضور والمؤهلات الحقيقية على كافة النواح العسكرية والسياسية.

بخلاف ما يمكن أن يشاهد في واقع قوات الشرعية، التي ذهبت قياداتها العسكرية والسياسية لتطويع كل الإمكانيات المتوفرة لها، لصالحها الشخصي، بنهب الثروات وشراء العقارات في الخارج، وتسجيل عشرات الآلاف من المجنديين العسكريين الوهميين، لجيش إفتراضي، بإعتراف رئيس سلطتها هادي، وأسباب أخرى كثيرة يدركها اليمنيين.