جرس الإنذار الأخير في مأرب

YNP – خاص :

فيما تشهد أروقة السياسة والدبلوماسية الإقليمية والدولية استنفاراً أمريكياً أوروبياً سعودياً إماراتياً لمنع سقوط محافظة مارب في يد قوات صنعاء ، تشير الكثير من تطورات الأحداث والوقائع الجارية على المستويين السياسي والعسكري وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي لليمن إلى فشل وعجز ذلك الاستنفار في منع استمرار تقدم قوات صنعاء واقتراب موعد نجاحها في الاستكمال والحسم النهائي للمعركة وفرض سيطرتها على المدينة آخر معاقل قوات هادي وحزب الإصلاح.

في السياق أعلنت قبائل عبيدة الحياد في أي مواجهة ضد قوات صنعاء، كما أعلنت عدد من القبائل الأخرى البارزة على لسان مشائخها ووجهائها عن براءتها من خطاب محافظ هادي في مأرب سلطان العرادة الذي ألقاه الأحد واتهمها فيه بإسقاط المدينة.

ورغم خطاب العرادة المتشنج الذي أعلن فيه وقوفه مع قوى التحالف واستمرار القتال والصمود في وجه قوات الحوثيين.

 يمكن القول أن موقف قبائل مارب قد مثل جرس الإنذار الأخير له ولقوات هادي وحزب الإصلاح ، وإجماعاً قبلياً شبه كامل على الالتفاف حول قوات صنعاء وقرب موعد انتصارها الكامل وهزيمة التحالف سواء استجابت قوات هادي وحزب الإصلاح إلى دعوات تجنيب مدينة مارب ويلات الحرب وتسليمها بصورة سلمية أو لم تستجيب .

إلى ذلك كان بيان عن الأحزاب والقوى السياسية في مأرب، قد صدر مؤخراً عقب تمكن قوات صنعاء من السيطرة على مديرية الجوبة وجبل مراد .. واتهم البيان قوى التحالف والشرعية اليمنية بالفشل في تحقيق أهدافها.

كما تجدر الإشارة هنا إلى قيام المبعوث الأمريكي لليمن ثيم ليندركينغ بجولة تشمل الرياض ومسقط يقول أنها بشأن إيقاف التصعيد ، والحقيقة أنها تأتي في إطار المساعي والمحاولات الأمريكية الهادفة  إلى إيقاف تقدم  قوات صنعاء ومنع سقوط مارب.

بالمقابل لا يبدو أن صنعاء تهتم كثيرا بما يعتمل في الجبهة الخارجية بقدر ما يهمها إحداث تغيير في خارطة التحالفات الميدانية والقبلية في الداخل ، وقد نجحت كثيرا في استمالة عدد كبير من قبائل مارب التي وصل مشايخ ووجهاء بعضها إلى العاصمة صنعاء، وأعلن بعضها الآخر الوقوف على الحياد ؛ ليبقى الهدف الرئيسي لصنعاء هو الاستمرار في تسديد ضرباتها الموجعة للتحالف وأدواته وصولا إلى تحقيق الانتصار وفرض سيطرتها الكاملة على محافظة مارب النفطية .