صنعاء تجهّز  لرد قاس  على فصائل الإمارات

YNP -  إبراهيم القانص :

تعذيب الأسرى وإعدامهم، ليس مسألة جديدة أو مستغربة في سلوكيات وممارسات الفصائل المنضوية تحت راية التحالف في اليمن، فهو منهج منظم مرسخ وفق عقائد وأدبيات تلك الفصائل التي توجهها مرجعيات دينية متطرفة، ليس في اليمن وحسب، بل في كل بقعة يتواجدون فيها سواء ضمن جغرافيا الجزيرة العربية أو خارجها.

 

المشاهد التي رآها العالم أجمع لعمليات القتل الجماعي التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي ومثله تنظيم القاعدة، في العراق وسوريا، سواء للأسرى من قوات جيوش الدولتين أو لمجاميع من الأطفال والنساء والمدنيين، هو نفسه السلوك الذي يمارس ضد الأسرى والمسافرين والمغتربين في اليمن، وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة التابعة لحكومة هادي ودول التحالف، والتي هي عبارة عن مجاميع تنتمي للتنظيمات الإرهابية المتشددة، وتدار من غرفة عمليات واحدة ويوجهها مرشد واحد، وتحصل على الدعم والإسناد المالي والعسكري من قوة دولية وإقليمية معروفة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وأدواتها في المنطقة ممثلة بالسعودية والإمارات.

 

لا وجود لجرائم مثل تعذيب وقتل الأسرى سوى في المناطق التي تتواجد فيها فصائل حزب الإصلاح، والفصائل والتشكيلات التي تمولها وتديرها الإمارات، فقوام تلك الفصائل تشكيلة مختلطة من عناصر التنظيمات الإرهابية "داعش والقاعدة"، ففي سجون حزب الإصلاح بمارب يتم تعذيب الأسرى وقتلهم، حتى وصل الحد بأولئك المتطرفين إلى إعدام الأسرى سحقاً تحت جنازير الدبابات، وفي تعز حدث أن أعدمت فصائل الإصلاح أسرى من قوات صنعاء وتم التمثيل بجثثهم وسحبهم خلف سيارات طافت بهم شوارع المدينة، ومثل تلك الجرائم حدثت في عدن وشبوة، وآخرها كان في محافظة الحديدة.

 

جريمة قتل الأسرى العشرة من قوات صنعاء في محافظة الحديدة، على يد فصائل الإمارات التي يقودها طارق صالح، هي امتداد واستمرار للفكر والسلوك الإجرامي الداعشي، حتى وإن تم إلباسها ثوباً رسمياً نظامياً وإطلاق صفة رسمية عليها مثل حراس الجمهورية، وغيرها من التسميات التي لا تبهر سوى من يجهلون الحقيقة، فبمجرد معرفة من يمول ويدعم ويدير تلك الفصائل يتم إدراك توجهها وانتمائها الحقيقي، أما حراس الجمهورية فليسوا سوى أولئك الذين أسقطوا الوصاية الخارجية التي ظلت تسلب الجمهورية قرارها وسيادتها، وأولئك الذين يلقنون المملكة دروساً قاسية على الحدود وداخل الجبهات التي حاولوا من خلالها إسقاط الجمهورية، وليسوا أبداً من يتلقون دعمهم وأوامرهم من الدول التي تقود الحرب على الجمهورية منذ ما يقارب سبع سنوات.

 

أصبح قتل الأسرى بصمة مسجلة باسم القوات التي تدعمها وتديرها دول التحالف، تماماً مثلما أصبح ذبح المدنيين ماركة مسجلة باسم القاعدة وداعش، كون المنهج واحداً والتوجه واحداً وإن اختلفت المسميات والبزات العسكرية التي يرتدونها، وهي في المجمل سقوط أخلاقي وقيمي وديني، وسيظل عاراً يلاحقهم حتى بعد فنائهم، بينما تظهر صنعاء واقعاً راقياً في تعاملها مع أسرى وجرحى قوات التحالف والشرعية، ولا أحد يستطيع المزايدة على ذلك.

 

تعاملت صنعاء مع جريمة قتل الأسرى العشرة في الحديدة بالرقي نفسه، وأخلاق الشجعان، حيث أدانت واستنكرت الجريمة ووجهت خطابها لكل الجهات الدولية والإقليمية المعنية، وفي القوت نفسها أكدت أن تلك الجريمة لن تمر بدون عقاب، وحسب تصريحات القيادي الحوثي يوسف الفيشي فإن الفصائل الإرهابية التي يدعمها التحالف والتي وصفها بالعصابات المتفلتة لن تردعها إلا القوة، في إشارة إلى أن الرد سيكون قاسياً وحاسماً على تلك العصابات، وبالعودة إلى تصريحات المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، خلال الأيام الماضية، التي خاطب فيها الإمارات محذراً من أن لدى قواته أهداف في أبوظبي ودبي، فقد يكون الرد في العمق الإماراتي، كون أبوظبي هي الداعم الرئيس لفصائل الساحل الغربي، وكما يقول مراقبون إن صنعاء لا تخلف وعودها والشواهد كثيرة.