تصاعد المزاج الشعبي اليمني الرافض للتحالف .. الجوبة أنموذجا  

YNP -  إبراهيم القانص

كشف أهالي مديرية الجوبة في محافظة مارب، أن الماكنة الإعلامية للتحالف ظلت على مدى السنوات الماضية من الحرب تتحكم في تشكيل وعيهم وتوجيهه توجيهاً خاطئاً لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع الحقيقة فيما يخص أنصار الله الحوثيين، بحيث أخذتهم بعيداً جداً عن الواقع،

مشيرين إلى أن التحالف استطاعت حرص خلال السنوات الماضية على تكريس صورة نمطية عن الجماعة في أذهان العامة، ملصقين بهم صفات منفرّة بهدف تحفيز الناس على رفضهم، بل تدفع بهم إلى درجة من الحماس لمواجهتهم وقتالهم، حتى وصل بهم الحال إلى اعتبارهم غير يمنيين، مؤكدين أن الواقع عكس ما كان يروج له التحالف ويضللهم به، فمع وصولهم إلى قرى ومناطق مديرية الجوبة وجد الأهالي واقعاً مغايراً تماماً، حيث رأوا نموذجاً راقياً في التعامل.

 

مصادر خاصة نقلت عن مواطنين في قرى مديرية الجوبة التي سيطرت عليها قوات صنعاء مؤخراً، أنهم وجدوا في تعامل تلك القوات شيئاً مختلفاً عمّا كان يصوره لهم التحالف عبر ماكنته الإعلامية وقياداته المكلفين بتزييف الحقائق، وقدموا شهاداتهم مدعمةً بما رأته أعينهم، قائلين إن كل ما كان يحذرهم التحالف منه في حال سيطر الحوثيون على مناطقهم لم يظهر إطلاقاً في سلوكيات قوات صنعاء بل العكس تماماً، فبمجرد وصولهم حرصوا على تأمين منازل المواطنين الذين نزحوا بسبب الرعب مما كانوا يسمعونه في إعلام التحالف والشرعية، وكذلك بقية الممتلكات الخاصة والعامة أيضاً، موضحين أن قوات الشرعية والتحالف كانت تحرص على حفر الخنادق والتمركز أمام المنازل رغم اعتراض الأهالي على ذلك إلا أنها أجبرتهم تحت التهديد، وكان هذا أحد أسباب النزوح من القرى.

 

الأهالي دعوا كل إخوانهم وأقربائهم الذين نزحوا من منازلهم إلى العودة، مؤكدين لهم أن ما كانوا يسمعونه ويتلقونه من التخويف والتحذير لم يكن سوى حرب نفسية وعصبية لجأ إليها التحالف تغطيةً لعجزه عن المواجهة الميدانية، وأنه حين أدرك أن إشاعاته المضللة تحولت إلى مكسب لقوات صنعاء التي حظيت بالترحيب وانضمام غالبية أبناء تلك المناطق إليها؛ لم يجد سوى أن يصب جام غضبه على المنازل والممتلكات بغارات طيرانه المكثفة.

 

ويرى مراقبون أن المزاج العام للشارع اليمني بدأ يتغير، حيث تظهر الآن لدى المواطنين قناعات بأنهم تعرضوا لعملية استغفال كبيرة وصلت حد الاستهتار والاستخفاف بوعيهم، فوعود التحالف لهم بحياة مستقرة أمنياً ومعيشياً كانت زائفة، ومثلها وضع حواجز بينهم وبين إخوانهم في المحافظات التي تقع في نطاق سيطرة حكومة صنعاء وتصويرهم على أنهم وحوش أو كائنات فضائية، واكتشفوا يقيناً أنه ذلك كان عبارة عن أسلوب لتعميق الشقاق بين أبناء البلد الواحد، وفي النتيجة كان الغرض من كل ذلك هو السيطرة على ثروات البلاد وموانئها ومنافذها، طالما أبناؤه منشغلون بالصراع الداخلي الذي أسسه وموله وعمّقه التحالف نفسه، لكن ذلك تحول إلى نقاط إيجابية لمصلحة قوات صنعاء التي تعززت مكانتها وتقدمت بشكل غير مسبوق، بينما التحالف يواصل حصد الخسائر سواء في ميدان المواجهة أو الولاءات القبلية.