من اين ستأتي الهجمة التالية على السعودية؟

خاص – YNP ..

يتسع مأزق السعودية  في اليمن، كلما حاولت الخروج منه بطريقتها، ويتعزز  وجعها مع فشل حلفائها  في  الدفاع عنها وحمايتها، ولم يتبقى لها من خيارات بعد 8 سنوات تقريبا من الحرب والحصار المدمر  سوى الطريق الذي يحدده اليمنيين انفسهم ، ويخطونه بدمائهم ، فهل تفهم المملكة الدرس، أم لا تزال تائهة في ظلمات  نزوة القوة والاستعراض؟

خلال الـ48 ساعة، كانت السعودية محط انظار العالم الذي تراقب دوله الوضع عن كثب،  وقد تحولت مدنها  لساحة معارك مفتوحة  تخيم عليها سحابة كبيرة من الدخان المتصاعد من نيران مصافي النفط ومنشاته  والتي تعرضت لضربات  صاروخية واخرى بالطيران المسير .. كانت رسالة صنعاء واضحة وقد وسمها  متحدث قواتها العميد يحي سريع  بـ"كسر الحصار"  وهي تتويجا لتصريحات الرئيس مهدي المشاط  التي  ادلى بها قبل ساعات من الهجمات وتوعد خلالها بالرد على الحصار على الشعب اليمني والذي شدده التحالف مؤخرا بمنع دخول الوقود إلى مناطق صنعاء..  وفقا لهذا المسار فإن  تركيز قوات صنعاء الهجمات على مصافي ومنشات النفط مضمونها لن  تهنوا بالنفط ما دام نرزح تحت معانته.

هذه الهجمات توسع من مأزق السعودية ليس على مستوى اليمن بل على مستوى العالم ، والتخبط الذي برز فيه  منظري السياسة السعودية خلال الساعات الماضية  في تعليقهم على الهجمات  دليل على حجم التوجس والقلق الذي تعيشه الرياض، وحجم الرعب الذي تنتظره  ولم تعرف مصدره بعد..

 السعودية الأن في وضع لا يحسد عليه.. تتعرض لضغوط  امريكية وغربية لزيادة انتاج الطاقة وتأمين السوق العالمية  المهترئ بفعل العقوبات على روسيا هذا من ناحية، أم من ناحية اخرى فإنها تضع في حساباتها الرد الروسي في حال  تملصت من اتفاق اوبك بلاس بعدم زيادة الانتاج، أما المرحلة الثالثة فتتمثل بمحاولة السعودية اللعب مع الكبار عبر استخدام النفط  للمساومة تارة مع الامريكيين لإخضاع الرئيس بايدن  للاعتراف بسلطة بن سلمان، واخرى  بتهدئة المعسكر الشرقي بقيادة روسيا والصين، وبقدر ما بات يشكل النفط  وسيلة مهمة لتحقيق اجندتها يشكل ايضا  مصدر قلق ورعب لها،  فهي الأن  لا تعرف من  سيهاجم منشاتها وعصب الاقتصاد، وتخشى أن يكون  ثمة اكثر من طرف دولي واقليمي  قد دخل اللعبة والسباق، خصوصا في هذا الوقت الذي تحاول فيه الخروج من المأزق  في اليمن عبر بوابة  لا يبدو انها   محل قبول الكثيرين داخل اليمن وخارجه..

وبغض النظر عن اهداف الاطراف الخارجية، تبدو  صنعاء الأن  الطرف الاقوى في المعادلة بتبنيها للهجمات التي تشنها قواتها على المنشأت وتحديدها  بالفعل سقف اية مفاوضات لإخراج السعودية من المأزق  بمطلبة رفع الحصار ووقف الحرب ونقل اية لقاءات إلى دولة محايدة،  الإ أن محاولة السعودية تمرير  اجندتها بتحشيد اتباعها في الخارج تحت يافطة "سلام يمنية"  يعقد المسار ويدفع نحو تصعيد  قد لا يكون  للسلام فيه منفذ مستقبلا، وهو ما قد يضيف اعباء  جديدة على السعودية في هذا الوقت العصيب الذي يعاد فيه رسم خارطة التحالفات حول العالم ..