مجندو التحالف يقصفون بطائراته .. والعرادة وبن عزيز يجبران الأهالي على استلام الجثث

 YNP -  إبراهيم القانص :

تكثر التكهنات والتخمينات والتحليلات عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء استهداف التحالف القوات الموالية له في اليمن، فالأمر لم يعد خطأً في تصويب طائراته العمياء، كما كانت تبرره قيادة التحالف في البداية، بل أصبح استهدافاً ممنهجاً متعمداً، فالخطأ قد يكون مرةً أو اثنتين أما أن يتكرر بين الحين والآخر حاصداً أرواح المئات من الضباط والأفراد وأبناء القبائل الذين يقاتلون نيابة عن التحالف وتحت قيادته وإشرافه وتوجيهه؛ فالمسألة تجاوزت نطاق الأخطاء المزعومة، كما لو كان قصف قوات الشرعية بطائرات التحالف ضمن بنك الأهداف غير المعلنة، فقد أصبحت تلك القوات تتساوى في نصيبها من صواريخ وقنابل الطائرات السعودية والإماراتية مع مقاتلي قوات صنعاء والمدنيين في مناطق سيطرتها، فالأرقام التي تحصدها الغارات الجوية من أرواح قوات الشرعية ليست بالهيِّنة، وترتفع محصلاتها كلما ارتفع عدد الاستهدافات.

 

الأحد الماضي، حصدت طائرات التحالف بغارات متعمدة أرواح أكثر من أربعين ضابطاً وجندياً من قوات الشرعية الموالية له، حيث استهدفت الطائرات تجمعاتهم بالقرب من معسكر أم ريش على تخوم مدينة مارب، أكد ذلك مصادر محلية وقيادات محسوبة على حكومة هادي، من بينها وزير النقل السابق صالح الجبواني، الذي طالب عبر تدوينة على تويتر بتشكيل لجنة تحقيق محايدة لكشف دوافع ومسببات تكرار استهداف التحالف قوات الشرعية الموالية له، وفيما يرجع البعض أسباب قتل قوات هادي بغارات جوية متعمدة إلى رفضها توجيهات معينة من قيادة التحالف أو محاولتها الفرار والعودة إلى مناطقها؛ اتهم الجبواني السعودية والإمارات باستهداف هذه القوات لدوافع سياسية، ربما يكون من بينها التخلص من الإصلاح وعلي محسن الأحمر، نائب هادي وأحد أكبر القيادات في الجناح العسكري للحزب، ضمن مساعي الرياض وأبوظبي لإعادة هيكلة الشرعية.

 

في المقابل، وعلى أثر مقتل العشرات من قوات الشرعية بقصف جوي للتحالف، تجمع المئات من أهالي القتلى أمام بوابة مستشفى الهيئة بمارب، الذي امتلأ بالجثث والمصابين، في وقفةٍ أرادوا من خلالها مطالبة التحالف والقيادات العسكرية اليمنية الموالية له بفتح تحقيق بشأن مقتل العشرات من أبنائهم بغارات نفذتها طائرات التحالف استهدفت تجمعاتهم في موقع تابع للمنطقة العسكرية السادسة بمنطقة العكد، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، ولن تكون الأخيرة.

 

المكلومون على فقد أبنائهم لم يحصلوا حتى على حقهم في الاحتجاج والمطالبة بالتحقيق في الجريمة البشعة التي أفقدتهم أغلى ما يملكون، فالمتخمون بالأموال والعطايا السعودية والإماراتية كان لهم راي آخر؛ حيث خرجت قوة تابعة للتحالف لتفرِّق بالعنف المحتجين من ذوي القتلى، وأمام إصرارهم على الاحتجاج تحولت الوقفة إلى مواجهات عنيفة، أدت إلى احتراق طقم تابع لقوات التحالف بنيران المحتجين، فيما دمرت القوة الموالية للتحالف سيارة أحد المواطنين، وحسب مصادر محلية في مدينة مارب فإن أكثر المنتفخين بأموال التحالف حد التخمة والولاء المطلق، القيادي الإصلاحي سلطان العرادة المُعين من التحالف محافظاً لمارب، وصغير بن عزيز، رئيس أركان دفاع الشرعية، الموالي للإمارات، كانا قد طلبا من أهالي القتلى استلام جثث أبنائهم من ثلاجة مستشفى الهيئة بمارب، إلا أنهم رفضوا ذلك، وكانت النتيجة أن تم تفريق وقفتهم الاحتجاجية بالقوة المفرطة.

 

لن يتوقف التحالف عن قتل أتباعه من مجندي قوات الشرعية، ما دام هناك مَن يرخص دماءهم وأرواحهم، مِن إخوانهم القادة والمسئولين الذين وصل ولاؤهم وإخلاصهم للتحالف حد السكوت عن دماء إخوانهم، بل وإخراس أي صوت قد يرتفع مطالباً بالإنصاف والثأر، الأمر الذي سيكون وبالاً على أولئك المتواطئين الذين يظنون أنفسهم في مأمن من المصير الذي ناله إخوانهم، لكن الحقيقة أنها مجرد فترة تنتهي خلالها صلاحيتهم وحين يستغني التحالف عن خدماتهم لن يتردد في تدبير أي طريقة للتخلص منهم، فهم في الأول والأخير ليسوا سوى أدوات سرعان ما تتحول إلى عبء بمجرد الانتهاء من إنجاز ما كُلفت به، ولن ينسى اليمنيون ما حدث في نقطة العلم، أحد مداخل مدينة عدن، حين قصفت طائرات التحالف كتائب من قوات الشرعية، مزهقةً أرواح أكثر من ثلاثمائة ضابط وجندي، ومثلها في البيضاء والجوف وفي الحدود الجنوبية السعودية، والكثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف.