أسرار اغتيال جواس !!

YNP -  إبراهيم القانص :

المبادرات السعودية والدعوات التي توجهها بين الحين والآخر لما تطلق عليه إحلال السلام في اليمن، محاولات بائسة لتقديم نفسها على أنها وسيطاً لتضلل الرأي العام العالمي والعربي عن حقيقة كونها الطرف الرئيس في الحرب والدمار؛ وعادةً ما تتزامن تلك الدعوات التمثيلية مع تصعيد الحرب التي تقودها في اليمن، إما بتكثيف الغارات على الأحياء السكنية في صنعاء وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها، أو التصعيد في الجانب الاقتصادي الذي يُعدّ حرباً قائمة بحد ذاتها وتتوازى تماماً مع العمليات العسكرية التي لم تتوقف منذ سبعة أعوام، وهذا التصعيد الاقتصادي تزامن هذه المرة مع دعوة الرياض إلى حوار يمني يمني، وكأنها بريئة تماماً مما يحدث، وقد تسبب هذا التصعيد في خنق اليمنيين معيشياً، حيث يحتجز التحالف سفن المشتقات النفطية حتى فاقت أسعارها قدرات المواطنين الشرائية خصوصاً بعد ما أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، وقد وصل تأثير هذا التصعيد إلى مناطق سيطرة التحالف وحكومة هادي، لكن وطأته أشد كثيراً على مناطق حكومة صنعاء، كونها أساساً محاصرة منذ بداية الحرب.

 

المناطق التي يسيطر عليها التحالف والشرعية، كان نصيبها من التصعيد وافراً، ومختلفاً تماماً عن بقية المناطق، فقد بدأت الإمارات والسعودية موسماً جديداً من التصفيات والاغتيالات في مدينة عدن، تم تدشينه الأربعاء الماضي، بتصفية واحد من أبرز القيادات العسكرية الجنوبية، اللواء ثابت مثنى جواس، قائد محور العند، وقائد اللواء ١٣١ مشاة، بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه في المنطقة الخضراء بمدينة عدن، وحسب وسائل إعلام محلية فقد تسبب التفجير في مصرع جواس وأحد أبنائه وثلاثة من مرافقيه.

 

أما السيارة المفخخة الثانية فقد تم تفجيرها، الخميس، في المدخل الشرقي لمدينة عدن، وتحديداً في نقطة العلم، وكان الهدف هذه المرة قائداً جنوبياً آخر، هو فضل باعش، قائد القوات الخاصة في عدن ولحج والضالع وأبين، الذي كان قد انشق عن قوات هادي مؤخراً.

 

السيارتان المفخختان اللتان تم تفجيرهما حتى الآن في عدن، تُعدان من أصل عشر سيارات مفخخة دخلت مدينة عدن، حسب تصريح قناة "أخبار الآن" الإماراتية، التي قالت إنها حصلت على هذه المعلومات من مصادر استخباراتية، ورغم أن القناة أشارت إلى أن العمليات جارية لكشف مواقع السيارات المفخخة إلا أن مراقبين اعتبروا ذلك اعترافاً ضمنياً بأن الإمارات هي من تقف وراء التفجيرات التي دشنتها بصفية جواس، وكما معروف لدى الجميع فكل ما يدخل إلى عدن أو يخرج منها يتم بإشراف مباشر من الإمارات، وأن الفصائل العسكرية والأمنية التي يصل عدد أفرادها إلى أكثر من أربعين ألفاً كلها تابعة للإمارات وتتلقى التوجيهات من أصغر ضابط إماراتي في كل تحركاتها، وبالتالي فكل ما يحدث داخل عدن يتم بعلم ودراية وتوجيهات إماراتية، حسب المراقبين، الذين أكدوا أن إغراق عدن وبقية المحافظات التي يسيطر عليها التحالف يصب في مصلحة تنفيذ خططه التوسعية، وبالتالي لا يمكن أن يرعى أو يدعم أي تحركات يمكن أن تؤدي إلى الحد من هذه الفوضى وإحلال الأمن والاستقرار كون ذلك يتعارض كلياً مع مصالحه، وهو الأمر الذي عجز عن تحقيقه في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، التي تدار من قيادة موحدة ولم تستطع أي قوى إقليمية أو دولية تحقيق أي اختراق أو تدخل في تلك المناطق، الأمر الذي يفسر حالة الاستقرار الأمني السائدة هناك، وهو ما يدفع بالتحالف إلى تكثيف عملياته العسكرية وحصاره الاقتصادي على تلك المناطق.