المجلس الرئاسي.. خطة سعودية غامضة للبحث عن مخرج من ورطتها في اليمن

YNP -  إبراهيم القانص :

الخروج من المأزق اليمني بأقل ما تبقى من ماء الوجه، في حال إن تبقى شيء منه فعلاً، هو ما تسعى السعودية لتحقيقه من خلال تحركاتها الأخيرة ضمن ما أطلقت عليه مشاورات الرياض، والتي نتج عنها إرغام هادي على التنحي وإخراجه تماماً من المشهد، كونه لم يعد فاعلاً في ما يخص أجندات ومخططات التحالف، واستبداله لحساب كيان جديد أُطلق عليه مجلس القيادة الرئاسي.

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ذكرت في تقرير نشرته خلال الأيام القليلة الماضية، إلى أن الإجراء السعودي وتشكيل مجلس رئاسي بديل لهادي وطاقمه، يأتي في سياق مساعي دول التحالف للخروج من مأزقها المتعاظم في اليمن، مشيرةً إلى أن سنوات الحرب السبع التي تشنها على اليمن عصفت بشبه الجزيرة العربية، ووصلت أضرارها إلى البنية التحتية النفطية في الإمارات والسعودية، في إشارة إلى تمكن قوات صنعاء من تطوير طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية استطاعت الوصول إلى عمقي الدولتين، وحملت رسائل لا مجال لتجاهلها، بل سببت الهلع لدى نظامي الدولتين وحكامهما. 

 

الصحيفة الأمريكية ألمحت إلى أن السعودية استهانت بقدرات صنعاء في مواجهة حربها على اليمن، بقولها إن السعودية أبلغت الولايات المتحدة أن التحالف يمكنه هزيمة من أسمتهم بالحوثيين بسرعة، منوهةً بأن ذلك هو ما لم يتحقق طوال سنوات الحرب السبع الماضية التي عصفت بشبه الجزيرة العربية، الأمر الذي اضطر المسئولين السعوديين في الآونة الأخيرة للبحث عن طرق لإنهاء الحرب، مؤكدةً أن الحرب شوهت سمعة المملكة وأضرت باقتصادها، ودفعت بالمملكة إلى فرض ضرائب على مواردها المالية، مضيفةً أن الحرب وصلت بعد 7 سنوات من النزيف الدموي إلى طريق مسدود، وهو ما ساعد قوات صنعاء في تطوير طائرات بدون طيار وصواريخ متطورة ضربت عمق السعودية والإمارات، وأسفرت عن تدمير البنى التحتية النفطية في كلا البلدين.

 

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى تساؤلات أثارها محللون بشأن مدى فعالية إعلان السعودية كياناً سياسياً جديداً موالياً لها في الدفع بعملية السلام إلى الأمام، في ضوء المواقف المتباينة لأعضاء المجلس الثمانية، حيث قال غريغوري جونسن، العضو السابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، في تغريدة على تويتر: "من الواضح تماماً أن هذه محاولة أخيرة لإعادة تشكيل شيء يشبه الوحدة داخل التحالف المناهض للحوثيين، لكن المشكلة هي أنه من غير الواضح كيف يمكن لهؤلاء الأفراد المختلفين، وكثير منهم لديهم آراء متعارضة تماماً، أن يعملوا معاً".