ماذا بعد فشل التحالف بتمرير المجلس الرئاسي الجديد ؟!

YNP _ حلمي الكمالي :

بعد مرور أسبوعين على إعلان قوى التحالف مجلس رئاسي جديد، تمهيدا لفرارها من المستنقع اليمني، والمحاولة الفاشلة للتغطية عن أفضع هزيمة في التاريخ الحديث، تفشل السعودية مجددا، بإعادة تدوير أدواتها لتثبيت أي "رافعة" شكلية للوقوف أمام صنعاء، التي باتت اليوم، اللاعب الأول والرئيسي والقوي في المشهد السياسي العسكري باليمن.

الفشل السعودي الجديد، يكمن في عجزها عن تثبيت مجلس العليمي، في مدينة عدن، ليكن الواجهة الجديدة، فبالرغم من تفويجها أعضاء المجلس وبعض نواب مجلس البركاني، ومسؤولي حكومة معين، إلى المدينة، لتشريع إجراءاتها ومجلسها، إلا أنها لم تستطع تهيئة الأجواء لتدشين تلك الإجراءات على النحو المخطط له.

لا تكمن مشكلة المجلس الرئاسي الجديد، في كونه مجلسا غير شرعيا في القانون والدستور اليمني، وحسب، بل أيضا في كمية التناقضات البينية الرهيبة بين مكوناته المتناحرة على إمتداد مناطق سيطرتها في المحافظات الجنوبية، إلى جانب ضعفها عسكريا وسياسيا، وافتقارها لأي قاعدة شعبية حقيقية تساند موقفها، إذ تتكئ على قواعد افتراضية وهشة.

ففي ظل المعارضة الشديدة التي يبديها الإنتقالي، للمجلس الرئاسي، ورفض الزبيدي أمام الكاميرات أداء اليمين الدستورية بما يتعلق بالوحدة، وتحريك محسن والإصلاح ورقة "القاعدة"، للعودة مجددا إلى هرم السلطة؛ يبقى المجلس الرئاسي الجديد مجرد فريسة سهله لفصائل التحالف المتناحرة.

ما يمكن ملاحظته في خضم التطورات الأخيرة، حجم السخرية الشعبية من مجلس العليمي، والطريقة التي تم من خلالها الإعلان عنه، والأحداث التي رافقته، بدءا من تشكيل وحدات من القوات الأمريكية لحماية أعضاء المجلس في عدن، ونسبة المشاركة الضيئلة لنواب هادي، في أول اجتماع لبرلمان البركاني في المدينة، والذي لم يحضره سوى 16 نائبا من أصل 100 نائبا.

بالتالي، فإن كل تلك الأحداث، تعكس عدم وجود أي قاعدة شعبية حقيقية للمجلس، الذي يضم نفس الأدوات السابقة، ونفس الشخصيات، التي لاقت سخطا واسعا طوال السنوات الماضية، في ظل ارتهانها للقوى الخارجية، وتسليمها البلاد قربانا للمشاريع والمصالح الأمريكية والسعودية والإماراتية، وقيام مسؤولي ما كان يسمى بـ"الشرعية"، بنهب الثروات وأقوات اليمنيين، وتسببهم في أسوأ إنهيار للأوضاع الإقتصادية والأمنية في تاريخ البلاد.

من الواضح جدا أن هذا المجلس لن يستمر كثيرا على واجهة المشهد، ليس لمجمل تلك التناقضات والأسباب السابقة وحسب، وإنما للتداعيات البالغة التي تفرضها صنعاء على واقع المواجهة مع قوى التحالف، والتي تدفع الأخيرة تلقائيا للتخلص من جميع فصائلها، ومحاولتها البراءة منها، للحفاظ على أمنها واستقرارها الداخلي، في ظل عجزها وجميع القوى الغربية المساندة للتحالف، عن مواجهة التطورات الحربية الفائقة لقوات صنعاء.

في نهاية المطاف، فإن كل المؤشرات تعكس قرب نهاية التحالف السعودي الإماراتي، وبالتالي إختفاء فصائلها المختلفة من المشهد ، في حين تؤكد أن لا مأمن لقوى التحالف سوى السير نحو تحقيق سلام جاد مع صنعاء، والتخلي عن محاولاتها لتقويض جهود السلام الأخيرة، التي يبدو أنها آخر طوق لنجاتها.