ترتيبات ما بعد الهدنة.. المحافظات الجنوبية في مرمى التصعيد للحفاظ على مصالح التحالف

YNP / إبراهيم القانص -
فيما ترفع الأمم المتحدة والتحالف شعارات التخفيف من معاناة الشعب اليمني معيشياً واقتصادياً، من خلال الهدنة الإنسانية التي تم التوافق على تمديدها شهرين إضافيين بعد انتهاء مرحلتها الأولى؛ تظهر في الواقع تحركات للتحالف وأدواته في الداخل اليمني توحي بأن الهدنة ليست سوى واجهة ألبسوها ثوب الإنسانية، ومن وجهة نظرهم كانت إجراء ضرورياً ليحصلوا على مساحة زمنية مناسبة لإعادة ترتيب صفوفهم وأوراقهم، في إطار خطط واستراتيجيات جديدة يعتقدون أنها ستغير الموازين على الأرض لمصلحتهم، بعد ما تمكنت سلطات صنعاء من تغييرها لمصلحتها من واقع تقدمها على الأرض، ومضيها بخطى واثقة في طريق المواجهة التي بدأتها وقطعت فيها شوطاً أجبر التحالف على الاعتراف بأنه أمام خصم لا يستهان به، خصوصاً بعد ما شعرت دول التحالف بما يمكن أن ينالها من الضرر في مرحلة فرضها التطور العسكري لقوات صنعاء حيث تمكنت من الوصول إلى عمق لم تحسب السعودية والإمارات حساباته إلا بعد اشتعال النيران في منشآتهما النفطية والحيوية.

وفي وقت تلتزم سلطات صنعاء ببنود الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، تنفذ القوات الموالية للتحالف واحدةً من أكبر عمليات التجنيد في المحافظات الجنوبية، تصل إلى مائة ألف مجند، يتم استقبالهم في معسكرات استقبال بمحافظة أبين، استعداداً لتصعيد عسكري جديد، كان لا بد من إتاحة الفرصة للإعداد له من خلال الاستراحة التي أطلق عليها "الهدنة". كشفت إعلاميون سعوديون عن ترتيبات لتزويد مسلحي التحالف في اليمن بأسلحة نوعية، استعداداً لخوض معركة فاصلة ضد قوات صنعاء في اليمن بدعم الرياض وأبوظبي.
عمليات التحشيد والتجنيد الواسعة التي تتم تحت مسمى "قوات اليمن السعيد" هي في حقيقتها تابعة للسعودية، ولا تتبع الإمارات، في إطار خطط التقاسم القائمة بين الدولتين، حسب القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني، الذي أكد في تغريدة على تويتر أن القوات التي يتم إنشاؤها من أبناء المحافظات الجنوبية هي قوات سلفية على غرار العمالقة التابعة للإمارات، ويقودها شاب سلفي يُدعى بشير المضربي الصبيحي، واصفاً إياه بالتابع للسعودية حيث ما تذهب وكما تريد، وليس في رأسه دولة ولا جيش، حسب تعبير الحسني، موضحاً أن مهمة تلك القوة ستكون حماية الحدود السعودية ومصالح المملكة ونفوذها في جنوب اليمن.

سياسيون جنوبيون أكدوا أن القوات التي تنشئها السعودية ليست مهمتها الذهاب إلى صنعاء كما يشاع، بل حماية حدود المملكة وحماية ما أصبح واقعاً تحت أيدي التحالف في جنوب اليمن، مشيرين إلى أن الإمارات والسعودية تستغلان الظروف المعيشية الصعبة التي أوصل التحالف أبناء الجنوب إليها، ليزج بهم في معارك لا علاقة لهم بها ولا تخدم سوى مصالحه.

إعلاميون سعوديون كشفوا أن التحالف يستعد لمعركة فاصلة مع قوات صنعاء، حيث يرتب خلال مدة الهدنة الإنسانية لتزويد مقاتليه بما وصفوها "أسلحة نوعية"، حيث أكد مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية عبدالله آل هتيلة أن الجولة الخارجية التي ينفذها رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي رشاد العليمي، تأتي في إطار حشد الدعم السياسي والمالي والعسكري لمواجهة قوات صنعاء.
وذكر هتيلة في تغريدة على تويتر زيارة العليمي وبعض أعضاء مجلسه لبعض الدول، تأتي في إطار حشد الدعم وتسير بالتوازي مع الترتيبات العسكرية لمواجهة الحوثيين، حسب تعبيره، الأمر الذي يكشف استغلال قوى التحالف للهدنة الإنسانية واستخدامها غطاء لتصعيد عسكري ينسف كل ما يلمعون به أنفسهم كدعاة إلى السلام، وأن رفع المعاناة عن اليمنيين ليست سوى شعار يتم توظيفه لتحقيق مصالح وأطماع تزيد من معاناتهم وبؤسهم.