استغناء اماراتي - سعودي عن خدمات الفصائل الجنوبية

خاص – YNP ..

حسم المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن،  قراره بشان وضع الفصائل الجنوبية ، وقد  أخرج الجوع  المئات من عناصرها إلى الشوارع بانتفاضة  جديد تهدد بجرف الجميع ، لكن المؤلم في الإمر   لا تكمن في اسباب من يقف وراء تجويع هؤلاء الذين ضحوا ولا يزالون في سبيل وهم "استعادة الدولة الجنوبية" بل بالشطط الذي ظهر ت به قيادات الانتقالي  وهي ترد على  خروج هؤلاء.

في العام 2016، ومع دخول الحرب التي قادها التحالف  على اليمن عامها الثاني ، لم يكن هاني بن بريك  ولا عيدروس الزبيدي شيء يذكر  أمام  قيادات ميدانية تم تصفيتها .. كان الزبيدي وبن بريك  بالكاد يطمحان لمناصب وقد حصلا عليها بتعين احدهما وزيرا والاخر محافظ لعدن، لكن فشلهما قاد في نهاية المطاف  لإزاحتهما  ما  دفع الامارات التي كانت تعاني من  مضايقات سعودية لتحريكهما كورقة بديلة  في خاصرة الرياض عبر اعادة تكوين مجلسهما الذي عرف بـ" الانتقالي" لاحقا وتم تنصيب الزبيدي وبن بريك  قادة له وتأطيرهم بكافة الفصائل المسلحة والمنادين بانفصال الجنوب. كانت هذه المسرحية فعالة وقد  نجحت الإمارات خلالها من تطويع السعودية واعادتها إلى  طاولة التقاسم مجددا بعد أن كانت تحاول التفرد بكل شيء . اليوم وقد انهت السعودية والإمارات خلافاتهما بتقاسم  حصص اليمن ومناطقه النفطية والاستراتيجية، ترك الانتقالي يواجه مصيره الذي يبدو  مشابها للحزب الاشتراكي اليمني كما يرى  الصحفي صلاح السقلدي، فالقوة  التي كان يستند عليها  الانتقالي لتحقيق اهدافه  بفك الارتباط عن الشمال  تعيش اسواء فتراتها، وقياداته تحاول الان اعادة انتاج نفسها  فراح شلال شائع  يعيد احياء  الحراك الجنوبي  وقرر هاني بن بريك الاقامة الدائمة في ابوظبي في حين  ضمن  عيدروس الزبيدي منصب في رئاسة اليمن  ومصاريف لفصائله.

عموما خروج الوية الدعم والاسناد إلى الشارع لن يكون الأول وليس الأخير ، فهذه الفصائل واحدة من عدة فصائل ابرم الزبيدي وقيادات اخرى  في الانتقالي صفقة مع التحالف لتفكيكها والتخلي عنها مقابل  بقاء  الفصائل الاكثر ولاء  لهذه القيادات، فالفصائل الجنوبية  أو التي تنتشر هناك ليس كلها لم  تتسلم مرتباتها فالوية الصاعقة والعاصفة التابعة للزبيدي تسلم مقاتليها قبل عيد الاضحى قرابة نصف مليون ريال لكل مقاتل وهي المرة الثانية التي يتم صرف هذه المبالغ لها منذ شهر رمضان، وحتى الحزام الأمني والوية اخرى تتبع  ابوزرعة المحرمي  تسلمت مبالغ مماثلة وهذا الصرف نتيجة لعملية دمج تمت في  فترات سابقة برعاية سعودية اماراتية  حددت كمية محددة من العناصر الجنوبية للتثبيت وتخلت عن البقية ، وقطع الراتب  هو بداية للضغط على بقية الفصائل بالاندماج أو العودة إلى منازل امهاتهم وابائهم كما رد هاني بن بريك على مطالب الرواتب. 

لا خيار  اخر  أمام الفصائل الجنوبية بعدن الأن وقد تسلم محمد المقدشي ، وزير دفاع معين، دفة القيادة أما الالتحاق بفصائل شمالية  أو العودة إلى المنازل ، فإمكانية صرف المرتبات لهؤلاء او حتى ضمهم اصبحت  مستبعدة وقد اكمل وزير دفاع هادي زيارته التفقدية  لكافة المحور باستثناء يافع التي  تشكل   لواء الدعم والاسناد وفصائل اخرى تتمركز بعدن ..