بعد فشل التحالف ومجلسه.. هل إنتهت المسرحية الهزلية؟!

YNP _ حلمي الكمالي :

بعد أيام قليلة سيكمل مجلس التحالف السعودي الإماراتي، شهره الرابع، وهو يجر وراءه أذيال الإنكسار والخذلان، مفرغا من أي هدف يخص اليمنيين ، ومجسدا مع تحالف الحرب خيبة مشتركة لهزيمة واحدة.

في كل الملفات الساخنة السياسية والعسكرية، شكل المجلس الرئاسي الجديد، دور " الكومبارس" الصامت، كجزء من مسرحية هزلية للتحالف، باتت أضحوكة في قواميس الحرب والسياسة أو كما يردد اليمنيون في مواقع التواصل الإجتماعي.

الحديث هنا، لا يقتصر على انفلات الأوضاع المعيشية والأمنية في مناطق سيطرة التحالف وفصائلها، وحسب بل في تصاعد الإقتتال بين فرقاء التحالف، والتي حولت تلك المناطق إلى غابة، في ظل تناحرها الدائم والمستمر على رؤوس المدنيين.

من الواضح أن التحالف يسعى للتخلص من أدواته في اليمن، وهنا نقول جميع أدواته وليست السابقة فقط، من خلال إقحامها في معارك فاصلة وعنيفة وهو ما يمكن ملاحظته اليوم، من تحشيدات عسكرية متبادلة بين فصائل التحالف في شبوة وحضرموت وأبين، والتي تستعد لمواجهة واسعة مرتقبة، يرى فيها التحالف الخلاص من أسباب الهزيمة.

إمتدادا للمسرحية الهزلية السابقة، يطل مسؤولين سعوديين للكشف عن نقل أموال وديعة الثلاثة مليار دولار التي كانت مخصصة إلى البنك المركزي في عدن، عن طريق الخطأ إلى البنك الأهلي السعودي، في واحدة من أبشع صور السخرية والتندر في التاريخ.

بالطبع، لا تتوقف المسرحية التي ما تلبث أن تقدم عرضا يوميا، عند هذا الأمر، وليس آخرها قيام رشاد العليمي بعقد اجتماعاته في عدن وحيدا دون أعضاء المجلس، في ظل "حنق" أعضاء المجلس ورفضهم العودة إلى المدينة.

التحالف خسر رهانه على الرئاسي في وقت مبكر ، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لمجلس أسسه في بلاط الأمير على عجل، ليواري سوءته، إلا أن اليمنيين لم يراهنوا قط على مجلس لا يعرفون ملامحه أكثر من نزلاء فنادق الرياض، بدليل فقدان الرئاسي لأي قاعدة شعبية.

هذا ببساطة ما يخلص فرار التحالف من أي مواجهة عسكرية مباشرة مع قوات صنعاء، الأدوات التي قدمها وقودا لحربه على اليمن، لم تعد صالحة للإستخدام، تحولت رمادا بفعل بندقية صنعاء من جهة، وبفعل صكوك التناقضات والاحتراب البيني في صفوف فصائله التي ينثرها التحالف في كل بقعة.

لذلك، تتهرب قوى التحالف اليوم، للحديث عن تمديد الهدنة الأممية، التي تتستر خلفها كلص جبان وخائف، معتقده أنها ستحقق مكسبا سياسيا لما عجزت عنه في الحرب، وتلك بواقع الحال ضرب من الوهم في ظل ما أثبتته صنعاء من خيارات شاهدها العالم أجمع، قلبت موازين المواجهة رأسا على عقب.

الإنهيار والهزيمة التي يجسدها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، هي إمتداد لتراجع قوة الشريك الأساس للسعودية في حربها على اليمن، الولايات المتحدة، وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب الذي أكد أن " واشنطن ركعت على ركبتيها، وأنها مجبرة على تحمل الإذلال".

على أية حال، فإن الحلم السعودي الإماراتي في السيطرة على اليمن وإبقاء أي شكل من أشكال التواجد الأجنبي في البلد، تبخر مع الريح، وصار على دول التحالف أن تتحسس وجودها في عمقها الإستراتيجي، بعد ما تلقت من ضربات هزت القارات السبع.