السعوديون يذَكِّرون أتباع الإمارات بـ"رهن عائلاتهم" لدى أبوظبي

YNP /  إبراهيم القانص -

يتعمد التحالف إهانة المسئولين اليمنيين الموالين له في حكومة الشرعية، سواء السياسيين أو القيادات العسكرية، بأساليب وطرق شتى، بدءاً من إلزامهم بما يقولون وكيف يفكرون، وتلقينهم ما يصرحون به على منصات التواصل الاجتماعي،

مروراً بتحديد مساحة تحركاتهم، أي أنهم مسلوبو القرار، بالإضافة إلى النفي القسري من البلاد وإقامتهم قسراً في عواصم دول التحالف، في وقت تدير قيادة التحالف كل ما يعتمل على الأرض اليمنية في مناطق سيطرتهم، وفق مصالحه وأهدافه المرسومة والمعدّة مسبقاً، واستخدامهم واجهات تشرعن مصادرة سيادة البلاد وثرواتها، وهذا ما يحدث منذ بدء العمليات العسكرية على اليمن. 

لكن الأشد مرارة والأنكأ جرحاً من بين كل الإهانات التي يتلقاها المسئولون اليمنيون التابعون للتحالف، هو ما تم فرضه عليهم وإجبارهم على ترحيل عائلاتهم إلى عواصم دول التحالف، ووضعها تحت الإقامة الجبرية، باعتبارها "رهائن" مقابل التزامهم بتنفيذ ما يتلقونه من الأوامر والتوجيهات، وكانت هذه أكبر الإهانات وأشدها ألماً، إذ تمثل اعتداء سافراً على كرامة المجتمع اليمني الذي تحكمه منظومة من القيم والأعراف القبلية، التي تأتي "العائلة" في أعلى مراتبها قداسةً واحتراماً، حيث يُضحى من أجلها بالدماء والأرواح، فيما أهدرها التحالف بجرّة قلم أو ربما برسالة نصية يعممها على هواتف المسئولين التابعين له، وفرط في تلك القيمة التي يرتكز على صونها المجتمع اليمني ويجمع على ذلك بكل فئاته أتباع التحالف الذين ربما اعتبروها امتيازاً وأماناً لعائلاتهم، إلا أنها كانت وستظل العار الذي سيلاحقهم حتى آخر لحظة في حياتهم. 

وسرعان ما بدأ التحالف يمرر شماتة واستعراضه للعار الذي ألحقه بأتباعه في اليمن، الذين رهنوا لديه عائلاتهم، وعبر أحد كتابه الذين يمرر من خلالهم رسائله التي لا تحتمل الصيغ الرسمية، فقد شنّ السياسي والكاتب السعودي المقرب من مخابرات المملكة، سليمان العقيلي، هجوماً بذيئاً على المجلس الانتقالي، في تدوينة على تويتر، وعلى خلفية الهجوم الذي تقوض به الرياض صلاحيات المجلس الانتقالي الجنوبي، بوصفه قيادات المجلس أنها لا تملك قرارها، ولم يتردد العقيلي في تذكيرهم بأنهم "يرهنون زوجاتهم وعائلاتهم في دول أخرى"، وهي إشارة ضمنية إلى الأوامر التي أصدرتها الإمارات لأتباعها من قيادات الانتقالي بترحيل عائلاتهم إلى أبوظبي، وهو الأمر الذي التزموا به واحتفوا بأنه يمنحهم ميزات ومكانة، لكنهم اليوم يصلون إلى نتائج الفداحة التي ارتكبوها بحق أنفسهم ومجتمعهم وبلادهم بشكل عام، إضافة إلى أن السعودية أصدرت أوامر مشابهة قبل أشهر لعدد من القيادات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح، بترحيل عائلاتهم إلى الرياض للأغراض والتوجهات نفسها. 

من جهتها أدانت سلطات صنعاء بذاءة السياسي السعودي وتطاوله على قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره إساءة لليمنيين كافة، حيث ذكر عضو المكتب السياسي لـ (أنصار الله) محمد البخيتي، في تغريدة على تويتر، أن ما تلفظ به سليمان العقيلي يسيء لكل اليمنيين، مبدياً أسفه الشديد لكون ما قاله الكاتب السعودي حقيقة، معتبراً أن ذلك يأتي في سياق التوجهات السعودية الجديدة المعادية للإمارات، مضيفاً أن الإماراتيين أنفسهم سوف يستخدمون الأمر نفسه ضد اليمنيين ذات يوم، مشدداً على ضرورة "لَمِّ الشمل وتوحيد الصف الداخلي لتأديب كل المعتدين"، حسب تعبيره.