الملفت أن المخدرات تروَّج وتباع في تلك المناطق بأسعار منخفضة ربما لا تغطي تكاليف صناعتها أو نقلها من الخارج حتى تصل إلى البلاد، وهو ما يشجع الشباب للحصول عليها وتعاطيها وبالتالي يوسع رقعة انتشارها، خصوصاً في تلك المناطق التي يسيطر اليأس والإحباط على الشباب العاطلين عن العمل أو المنضوين ضمن التشكيلات المسلحة التي يمولها التحالف ويغذي صراعاتها، وكيف لا يحدث ذلك وقد أصبح الحصول على جرعة من تلك المخدرات بأنواعها أسهل وأقل كلفةً من الحصول على وجبة غذاء أو علبة دواء.
وتساءل ناشطون وإعلاميون محسوبون على الشرعية والتحالف عن الجهة التي تدعم وصول المخدرات بتلك الكلفة الزهيدة إلى الشباب في مناطق سيطرة التحالف والشرعية، حيث قال الصحافي الجنوبي فتحي بن لزرق، على موقع تويتر، إن أشرطة الحبوب المخدرة تباع في تلك المناطق بسعر لا يكاد يغطي كلفة إنتاجها، أو حتى كلفة نقلها عبر البحر ومن ثم عبر المحافظات حتى تصل إلى يد المتعاطي، مشيراً إلى أن بمقدور أي شخص شراء سيجارة حشيش فاخرة بألف ريال يمني، أي ما يعادل سبعين سنتاً أمريكياً، وهو ثمن زهيد لا يكاد يغطي حتى تكلفة نقلها، مؤكداً أن هناك من يقف وراء تغطية فارق التكلفة.
ناشطون أكدوا أيضاً أن أعداد متعاطي ومدمني المخدرات بأنواعها يزداد يوماً بعد يوم، خصوصاً في تعز وعدن، بالتزامن مع انهيار الأوضاع المعيشية والانفلات الأمني، معبرين عن استيائهم وقلقهم على مستقبل الأجيال، في تلك المدن التي أصبحت "من أكثر المناطق التي تشهد انتشاراً واسعاً لظاهرة تعاطي المخدرات على مستوى العالم"، وفق تعبير الإعلامي محمد حلبوب.