لعنة الإصابات تطارد "هازارد"

 

YNP: لازمت الإصابات النجم البلجيكي (30 عاماً)، منذ أن وطئت قدماه العاصمة الإسبانية في صيف عام 2019، من أجل ارتداء قميص ريال مدريد، في واحدة من أغلى الصفقات التي عقدها النادي، والتي بلغت 100 مليون يورو.

وقتها اعتقد مسؤولو وعشاق النادي، أن هازارد الذي تألق مع تشيلسي لمدة 7 مواسم، قادر على تعويض رحيل النجم كرستيانو رونالدو، الذي رحل إلى يوفنتوس قبلها بعام.

غير أن ذلك لم يحدث، بسبب سوء الحظ الذي لازم هازارد الذي يقترن اسمه منذ عامين بالإصابات المتكررة، حيث نلمحه مرة وهو جالس على أرضية الملعب، ويمسك بإحدى ركبتيه من شدة الألم، وأخرى يغادر الملعب متوكئاً على أحد أفراد الجهاز الطبي، وثالثة وهو يصرخ من شدة آلام الإصابة، بعد تدخل عنيف من أحد منافسيه.

الغريب في الأمر، وما يعزز وجود سوء حظ يلازم البلجيكي هو أنه، وبخلاف الإصابات العضلية التي احتاجت التدخل الجراحي مرتين، فإنه عند إجراء التحليل الخاص بالكشف عن فيروس «كورونا»، أثبتت التحاليل إيجابية عينته.

وتكشف الإحصاءات أن مشاركات هازارد مع ريال، لم تتخطَ 700 دقيقة طوال موسمين قضاهما في مدريد، ما دفع البعض إلى حساب ما يتقاضاه اللاعب مع فريقه في الدقيقة الواحدة، لنجد أنه يتخطى 90 ألف يورو، للتأكيد على أن صفقة شرائه لم تؤتِ ثمارها إلى الآن.

ومنذ صيف 2019، يكافح هازارد من أجل أن يكون بمثابة صفقة نجم جعلت إدارة «الميرينغي» تنفق عشرات الملايين من أجل التعاقد معه، ولكن حتى الآن، لم يقدم البلجيكي سوى خيبة أمل، كونه لم يخض في الموسم المنقضي (2020-2021) سوى 13 مباراة فقط، سجل خلالها 4 أهداف.

ويتواجد هازارد حالياً مع منتخب بلاده، في معسكر إعداد لمواجهة منتخبي اليونان وكرواتيا، وذلك استعداداً لبدء مشواره في بطولة يورو 2020، بمواجهة منتخب روسيا في سان بطرسبرغ.

ورفض المدير الفني للمنتخب البلجيكي، روبرتو مارتينيز، إشراك اللاعب أمام اليونان، الخميس، وقرر أن يعتمد عليه أمام كرواتيا، الأحد، بسبب عدم إمكانية إشراكه في مباراتين في غضون 3 أيام.

ولم يرتدِ هازارد، قميص المنتخب البلجيكي منذ ديسمبر 2019، بسبب كثرة الإصابات في الموسمين الماضيين.

ودفعت الإصابات المتكررة، النجم البلجيكي، للحديث عن تعمد لاعبي الفرق المنافسة إيذاءه، وهو ما أخبر به زملاءه في ريال مدريد، الأمر الذي جعل خبراء الطب الرياضي يتحدثون عن أن العامل النفسي يؤثر في سرعة تعافي اللاعب من الإصابة.

ومن الشائع جداً، رؤية لاعبي الفرق المنافسة يحاولون عرقلة هازارد خاصة أنه لاعب يتمتع بمهارة المراوغة، واللعب في المساحات الضيقة، وهذا ما جعل النجم البلجيكي يشعر بتعمد إيذائه في كل التحام، فضلاً عن خوفه الشديد من تكرار إصابته في الكاحل، والتي احتاج على إثرها إلى التدخل الجراحي، آخره خضوعه لعملية جراحية في مارس من العام الماضي.

وقال الطبيب الإسباني خوسيه غونزاليز، والذي يعمل في أتلتيكو مدريد، أن عملية جراحية ثالثة على مستوى الكاحل، من الممكن أن تؤدي إلى إنهاء مسيرة هازارد، وأضاف: «يجب عليه أن يخوض 10 تدريبات مع الفريق أو أكثر، حسب خبرتي، من الصعب أن يلعب مع ريال بمستواه المعهود خلال الموسم الحالي، لأن اللاعب الذي يغيب لفترة طويلة دون الخضوع لتدريبات شاقة، يكون متوقعاً بأن يصاب مجدداً».

وما زاد الطين بلة تجاه جماهير النادي ما فعله هازارد عقب خروج ريال مدريد على يد فريقه السابق تشيلسي من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وعقب المباراة التي خسرها الميرينغي بهدفين نظيفين، وقف البلجيكي يتبادل الضحكات مع لاعبي البلوز، وهو ما أثار غضب عشاق ريال تجاهه، وفتح باب التكهنات برحيله إلى ناديه القديم، على الرغم من أنه لا تزال هناك ثلاثة مواسم متبقية في عقده.

هازارد يؤكد أنه لا ينوي ترك ريال مدريد

وعلى الرغم من أن تقارير إعلامية كشفت أن ريال مدريد جاهز لتلقي عروض تصل قيمتها إلى 50 مليون يورو للتخلي عن هازارد في فترة الانتقالات الصيفية، إلا أن اللاعب قال، أنه لا يزال لديه ثلاثة أعوام في عقده، وأنه يحب النادي واللاعبين، وسيعطي كل ما لديه الموسم المقبل، خصوصاً أنه لا يرى نفسه خارج ريال مدريد في الوقت الحالي.

وأضاف: «نعلم جميعاً أن العامين الأولين كانا سيئين بسبب الإصابة، أنا أعرف نفسي جيداً، وأعرف إذا ما كنت جاهزاً لصنع أشياء عظيمة لهذا الفريق، في المقام الأول، أنا أفكر في نهائيات يورو 2020، وسأعطي ريال مدريد كل شيء الموسم المقبل، هذا فريقي، ولا يزال لدي سنوات جيدة في مسيرتي، كنت مصاباً في تشيلسي، وعدت إلى أفضل مستوى، كل ما أحتاجه فقط، هو حساسية المباريات، لم أحظَ باللعب في الكثير من الدقائق».

وبالعودة إلى مشهد استقبال اللاعب في يونيو 2019، في ملعب سانتياغو بيرنابيو، وسط ما يقرب من 50 ألف مشجع، فقد جاءت كلمات رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، خلال تقديمه، توحي بأن النادي عثر على ضالته، عندما قال: «نرحب بأحد أفضل اللاعبين في العالم، إيدين هازارد»، لكن إلى الآن، لا يزال ريال يبحث عن ضالته، رغم وجودها بين جدران النادي.