نجوم الرياضة العرب ما بين المنع والتهديد والطرد بسبب دعم فلسطين

دخل عدد من نجوم الرياضة العرب أو ذوي الأصول العربية المحترفين خارجياً على خط المواجهة الصعبة مع الكيانات الرياضية الكبرى والأندية ووسائل الإعلام العالمية وحتى خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي التي يقف أغلبها عائقاً أمام دعم الشعب الفلسطيني في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأصبح لاعب كرة القدم الهولندي من أصل مغربي أنور الغازي أول المتضررين مباشرة من سياسات الأندية الأوروبية، حين أعلن ناديه ماينز الألمان، الثلاثاء الماضي إيقافه تماماً لأجل غير مسمى بعد إعلانه التضامن مع فلسطين في تدوينة عبر حسابه على منصة "إنستغرام".

ونشر النادي الألماني بياناً عبر موقعه الرسمي وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه "نادي ماينز يعفي أنور الغازي من التدريبات والمباريات، هذا الإعفاء هو رد على منشور على وسائل التواصل الاجتماعي تم حذفه الآن بواسطة الشاب البالغ من العمر 28 سنة مساء الأحد، وبهذا اتخذ الغازي موقفاً لا يطاق بالنسبة إلى النادي بشأن الصراع في الشرق الأوسط، وسبق إصدار البيان مناقشة تفصيلية بين مجلس الإدارة واللاعب".

أضاف "يحترم ماينز وجود وجهات نظر مختلفة حول الصراع المعقد في الشرق الأوسط المستمر منذ عقود، ومع ذلك فمن الواضح أن النادي ينأى بنفسه عن محتوى المنشور لأنه لا يعكس قيم نادينا".

وانضم الغازي إلى ماينز في 22 سبتمبر الماضي، بعقد يمتد حتى 30 يونيو 2025.

وسار نادي نيس الفرنسي على خطى ماينز حين أعلن، الأربعاء إيقاف لاعبه الجزائري يوسف عطال رداً على دعمه للشعب الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي وارتداء الوشاح الفلسطيني مع زملائه في المنتخب الجزائري قبل المباراة الودية أمام منتخب كاب فيردي، التي انتهت بفوز "محاربو الصحراء" بنتيجة (5-1) استعداداً للتصفيات الأفريقية.

وقال نيس في بيان "بعد عودة يوسف عطال من المنتخب الوطني الجزائري، حيث كان هناك منذ تاريخ التاسع من أكتوبر استدعى مسؤولو نادي نيس لاعب الفريق الذي اعترف بأنه أخطأ، وأزال المنشور الذي نشره بسرعة وتقدم باعتذار كتابي وعلني، ومع ذلك نظراً لطبيعة المنشور وجدية الأمر، اتخذ النادي قراراً بفرض عقوبات تأديبية أولية على الفور ضد اللاعب في انتظار أي إجراءات إضافية قد تتخذها السلطات الرياضية والقضائية، وفي هذا الصدد، اختار النادي إيقاف يوسف عطال لأجل غير مسمى".

وكان نادي بايرن ميونيخ الألماني أعلن عن رفضه لموقف لاعبه المغربي الدولي نصير المزراوي الداعم لفلسطين، وقال ممثلو النادي البافاري، إنه سيتم التواصل مع اللاعب بعد عودته من فترة التوقف الدولي.

وأردف النادي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية "بغض النظر عن ذلك، فإن كل موظفة وموظف وكل لاعبة ولاعب في النادي يعرفون القيم التي يتبناها فريق بايرن ميونيخ"، وأكمل "نشرنا بعد الهجوم الإرهابي على إسرائيل بياناً للعموم، وبشكل لا يقبل اللبس عبرنا فيه عن حزننا بخصوص أصدقائنا الإسرائيليين ووقوفنا بجانبهم، وفي الوقت نفسه عبرنا عن أملنا بالتعايش السلمي لجميع الشعوب في الشرق الأوسط".

وأبرز لاعب المنتخب المصري لكرة القدم ونادي بينديكسبور التركي أحمد حسن كوكا حجم القيود المفروضة على منشوراته الداعمة لفلسطين عبر منصة "إنستغرام"، وكتب "تحذير من إنستغرام بتقييد التعليقات على صفحتي فجأة قلل الوصول لها، وربما سيتم إغلاق حسابي بعد ذلك، ولكن هل تعتقدون أنني أهتم، في الواقع هذا يظهر للعالم مدى أهمية أن نتحدث! بالمناسبة أخبرني أحد الأصدقاء أن الرئيس التنفيذي لشركة إنستغرام هو أميركي إسرائيلي، وهذا يفسر كل شيء".

وأعلن المهاجم الفرنسي من أصل جزائري كريم بنزيما لاعب الاتحاد السعودي دعمه لفلسطين، حين كتب عبر حسابه على منصة "إكس"، "كل صلواتنا من أجل سكان غزة الذين يقعون ضحايا لهذا القصف الظالم الذي لا يستثني النساء ولا الأطفال كل يوم".

ولجأ حارس المرمى الإسرائيلي السابق دودو أواتي إلى سب بنزيما بخمس لغات هي الإسبانية والعربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية.

وكان لاعب المنتخب المصري للسباحة عبدالرحمن سامح كشف في تصريحات إعلامية عقب تتويجه بذهبية سباق 50 متراً فراشة في بطولة كأس العالم باليونان، بأنه تعرض لتهديدات بالقتل بسبب دعمه للشعب الفلسطيني.

وقال "لا أعلم إن كان بإمكاني الاحتفال، كان أسبوعاً صعباً للغاية من الناحية الذهنية، لقد تلقيت تهديدات بالقتل وكان الناس يهاجمونني طوال الأسبوع بسبب دعمي لفلسطين".

"تذهب عائلتي إلى النوم وهي لا تعلم ما إذا كان شخص ما سيقتحم غرفتي، ويشعرون بالقلق في كل مرة لا أرد فيها على مكالمة".