إحصاء يكشف أفضل المهاجمين في الدوري الإنجليزي وغياب صادم لهالاند

YNP ـ تعود اليوم السبت عجلة منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز للدوران بعد فترة التوقف الدولي، فتنطلق مباريات الجولة الـ30 إيذاناً ببدء الفترة الحاسمة في السباق على اللقب بين أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي.

ويحتل أرسنال مركز الصدارة برصيد 64 نقطة بعد خوض 28 مباراة، ويتساوى مع وصيفه ليفربول في رصيد النقاط لكنه يتفوق عليه في الفارق بين الأهداف المسجلة والمستقبلة، ويأتي من خلفهما مانشستر سيتي برصيد 63 نقطة، ولا يزال يصارع للدفاع عن لقبه الذي أحرزه في المواسم الثلاثة الماضية على التوالي.

وتزامناً مع احتدام المنافسة بين الأندية الثلاثة على لقب الدوري، لا تزال المنافسة على قمة قائمة الهدافين مشتعلة على عكس حالها في الموسم الماضي حينما انفرد النرويجي إيرلينغ هالاند بالصدارة مبكراً وظل في موقع بعيد من أقرب ملاحقيه حتى النهاية، واقتنص جائزة الحذاء الذهبي لهداف المسابقة في موسم (2022 - 2023)، لكن خلال ما مضى من الموسم حافظ هالاند على تصدر القائمة برصيد 18 هدفاً بعد خوض 23 مباراة، متفوقاً على أولي واتكينز مهاجم أستون فيلا الذي سجل 16 هدفاً في 29 مشاركة، ويتقاسم المركز الثالث لاعبان هما المصري محمد صلاح جناح ليفربول الذي يمتلك 15 هدفاً في 22 مباراة، والإنجليزي دومينيك سولانكي مهاجم بورنموث الذي سجل عدد الأهداف نفسه في 28 مباراة، ثم يأتي الكوري الجنوبي سون هيونغ مين مهاجم توتنهام، وجارود بوين جناح وست هام يونايتد في المركز الخامس ولكل منهما 14 هدفاً.

ولكن بينما تتجه كل الأنظار إلى صراع هالاند وصلاح على وجه التحديد، كشف تقرير إحصائي جديد عن النجم الهجومي الأخطر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهو ليس هالاند.

ووفقاً لتقرير مفصل أعدّ بالتعاون بين شركتي التحليل الإحصائي "سكواكا" و"أوبتا" لتحديد أقوى المهاجمين في الدوري، مع الأخذ في الاعتبار أن يكون التقييم وفق مجموعة واسعة من العوامل التي تتجاوز مجرد الأهداف المسجلة، بما في ذلك الأهداف المتوقعة (مقياس لجودة الفرص) والتمريرات الحاسمة وخلق الفرص والكفاءة في المجالات الرئيسة مثل الاحتفاظ بالكرة والتمركز الهجومي، ظهر اسم المهاجم الأوروغواياني داروين نونيز لاعب ليفربول في صدارة القائمة باعتباره المهاجم الأخطر هذا العام.

وانضم نونيز (24 سنة) إلى ليفربول في الأول من يوليو (تموز) 2022 آتياً من بنفيكا البرتغالي نظير 85 مليون يورو (91.71 مليون دولار)، باعتباره منافساً لصفقة مانشستر سيتي الهجومية الجديدة إيرلينغ هالاند المنضم في اليوم نفسه من بوروسيا دورتموند الألماني إلى السيتي مقابل 60 مليون يورو (64.75 مليون دولار).

وخلال موسمه الأول مع سيتي قاد هالاند فريق المدرب بيب غوارديولا إلى تحقيق الثلاثية التاريخية بالفوز في الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، وحصد الحذاء الذهبي الإنجليزي والأوروبي وجائزة لاعب العام في القارة وثاني أفضل لاعب في العالم، بعد تسجيل 52 هدفاً في 53 مباراة، أما نونيز فتأثر بموسم ليفربول المخيب وسجل 15 هدفاً فقط في 42 مباراة.

وعلى رغم ثبات نونيز كعنصر هجومي أساسي في ليفربول خلال الموسم الحالي، لكنه تعرض لانتقادات في البداية بسبب ضعف قدرته على إنهاء الهجمات، حتى إنه يحتل المركز الـ11 في ترتيب هدافي الموسم برصيد 10 أهداف من 26 مباراة.

ولكن وفقاً لنموذج التحليل الإحصائي الموسع والدقيق، فإن نونيز يحتل المركز الأول بين المهاجمين الأخطر في الدوري بنسبة 78 في المئة، إذ تشير البيانات إلى أنه يخلق باستمرار فرصاً عالية الجودة لنفسه ولزملائه، ويسهم بصورة كبيرة في جميع أنحاء الملعب، وهذا النهج الشامل جعله يتفوق إحصائياً حتى على هالاند غزير الأهداف.

ويبدو أن قدرة نونيز على حمل الكرة للأمام وجذب المدافعين وإيجاد مساحة في الخلف تجعله كابوساً لدفاعات الخصوم، مما جعله نقطة محورية في هجوم ليفربول، لكن تأثيره يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد إنهاء الهجمات.

ومن المثير للدهشة أن آلة أهداف مانشستر سيتي هالاند لم يصل حتى إلى المراكز الخمسة الأولى، وهذا يتحدى النظرة التقليدية لقيمة المهاجم، مما يشير إلى أن البراعة في تسجيل الأهداف ليست المؤشر الوحيد للفاعلية، ويفتح الباب لفهم أكثر دقة لدور المهاجم، مع التركيز على قدرته على خلق الفرص والتواصل مع زملائه في الفريق والأسهام دفاعياً في أنظمة الضغط العالي.

ويظهر إحصاء الأهداف المتوقعة من غير ركلات الجزاء (npxG) أن هالاند أتيحت أمامه 17.8 فرصة للتسجيل فأحرز 18 هدفاً، بينما سجل نونيز 10 أهداف من 12.7 فرصة للتسجيل، لكن الأوروغواياني يتفوق باكتساح في جوانب أخرى مثل أنه حمل الكرة 46 مرة إلى داخل منطقة جزاء الفرق المنافسة، في مقابل 22 مرة فقط للنرويجي، وقدم نونيز 45 تمريرة مكتملة إلى داخل منطقة جزاء خصومه في مقابل 18 فقط لهالاند، ونجح نونيز في صناعة سبعة أهداف لزملائه، بينما كان عدد الأهداف المصنوعة من هالاند خمسة.

ويأتي أولي واتكينز لاعب أستون فيلا خلف نونيز بنسبة 76 في المئة، وتألق اللاعب البالغ من العمر 28 سنة هذا الموسم مع المدرب الإسباني أوناي إيمري، فأصبح بمثابة اكتشاف جديد تحت قيادة المدرب الذي نجح في الاستفادة من سرعته وحركته وقدرته على إنهاء الهجمات.

وظهر الدنماركي راسموس هويلوند، لاعب مانشستر يونايتد، المنضم في الصيف الماضي، بصورة مفاجئة في المركز الثالث بتقييم بنسبة 75 في المئة، بعدما أسكت المهاجم الشاب المشككين في أعقاب انطلاقته البطيئة، ليصبح أصغر لاعب يسجل في ست مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويبدو أن الجمع بين القوة والتقنية والقدرة على إنهاء الهجمات بنجاح هي الصفات التي يتمتع بها هويلوند وجعلته يفوق التوقعات في موسمه الأول في إنجلترا.

ويأتي في المركز الخامس لاعبان برازيليان هما رودريغو مونيز لاعب فولهام (71 في المئة) وريتشارليسون لاعب توتنهام (69 في المئة).

ويقدم هذا النهج المبني على البيانات منظوراً جديداً لأداء المهاجمين ويسلط الضوء على قيمة الإسهامات الشاملة بما يتجاوز مجرد تسجيل الأهداف.

ومع احتدام السباق على اللقب والتأهل لدوري أبطال أوروبا، يمكن لهؤلاء المهاجمين المتألقين أن يقوموا بأدور محورية في تحديد النتيجة النهائية للموسم.