آخر ممثل للعرب في كأس أمم أفريقيا يودع على يد جنوب أفريقيا

YNP ـ ودع منتخب المغرب بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023، بعد خسارته أمام منتخب جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين، في دور الـ 16، وكان هو المنتخب العربي الوحيد المتبقي في البطولة.

وحملت ثنائية جنوب إفريقيا توقيع كل من اللاعبين، إيفيدينس ماكجوبا، تيبوهو موكيانا في الدقيقتين (57، 90) على الترتيب.

في حين أضاع المدافع المغربي أشرف حكيمي ركلة جزاء في الدقيقة 84، وتعرض زميله سفيان أمرابط للطرد، بحلول الدقيقة الرابعة المحتسبة بدلا من الوقت الضائع لللقاء الذي جرى على ملعب "لاورينت بوكو - Laurent Pokou Stadium" بمدينة سان بيدرو الإيفوارية "ساحل العاج".

وأكمل منتخب جنوب إفريقيا عقد المتأهلين إلى الدور ربع النهائي لمسابقة كأس إفريقيا 2023، وسيواجه فيه منتخب الرأس الأخضر، الذي تغلب بدوره على نظيره الموريتاني بهدف وحيد في المباراة التي جمعتهما مساء يوم الاثنين، على ملعب "فيليكس هوفويت بوانيي" بمدينة أبيدجان الإيفوارية (ساحل العاج).

منذ فوز المغرب على البرتغال في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، وتأهله لدور نصف النهائي من المونديال لأول مرة في تاريخ قارة أفريقيا والدول العربية، بات كثيرون يفكرون في أن الموعد قد حان لعودة أسود الأطلس إلى عرش القارة السمراء، لكن جنوب أفريقيا بددت تلك الآمال.

المغرب الذي تأهل لكأس العالم 1970، وصعد للدور الثاني في مونديال 1986، ثم تأهل مرتين متتاليتين للمونديال في 1994 و1998، ومرتين أخريين في 2018 و2022، لم يتوّج بطلًا لقارته إلا في مناسبة وحيدة في 1976.

البطولة التي شارك بها المغرب لأول مرة في 1972 ظلت عصّية عليه رغم تأهله للمونديال عدة مرات في نفس الفترات، التي صاحبت فشله قارياً، ولم يفز بها إلا في مشاركته الثانية في إثيوبيا 1976، عندما كانت مرحلة التتويج من دور مجموعات، فاز فيها المغرب على مصر ونيجيريا وتعادل مع غينيا ليتوج بطلًا للقارة.

لكن منذ أن صارت البطولة بنظام خروج المغلوب، لم يتأهل المغرب للمباراة النهائية سوى في مناسبة وحيدة، في نسخة تونس 2004، التي فاز بها أصحاب الأرض في الديربي المغاربي بهدفين لهدف، وهو التتويج الأفريقي الوحيد في تاريخ نسور قرطاج.

المغرب في 2022 فاز على بلجيكا وكندا وتخطى إسبانيا والبرتغال في المونديال، في نفس العام الذي خسر فيه أمام مصر في أمم أفريقيا، وهي الخسارة الرسمية الوحيدة لأسود الأطلس منذ مونديال 2018 وحتى مواجهة فرنسا في نصف نهائي مونديال 2022.

وقبل توديع أمم إفريقيا 2021 أمام مصر، ودع المغرب نسخة 2019 بركلات الترجيح أمام بنين، ليبقى الفريق القادر على منازلة أكبر منتخبات العالم، غير قادر على تحقيق اللقب الأفريقي منذ قرابة خمسين سنة.

مع انطلاق نسخة ساحل العاج 2023، كان المغاربة يقدمون أداءً مطمئنًا إلى حد كبير بالنسبة لجماهيرهم، بالفوز المريح في الافتتاح على تنزانيا بثلاثة أهداف للا شيء، ثم التعادل 1-1 مع الكونغو الديمقراطية بأقل مجهود، قبل الفوز على زامبيا بهدف، ليتصدر رجال المدير الفني وليد الركراكي مجموعتهم، ويتأهلوا لمواجهة جنوب أفريقيا في دور الـ 16 بهدف وحيد في شباكهم في دور المجموعات.

وحل منتخب جنوب أفريقيا، الملقب بـ "البافانا بافانا"، في وصافة مجموعته بالدور الأول، بعد الخسارة أمام مالي المتصدرة بهدفين للا شيء، ثم الفوز الكبير على ناميبيا برباعية نظيفة، ثم التعادل السلبي مع تونس، والذي أقصى "نسور قرطاج" من البطولة، في ذيل ترتيب المجموعة.

ومنذ احتلال المركز الرابع في دورتين متتاليتين في 1986 و1988، لم ينجح المنتخب المغربي في عبور دور المجموعات سوى مرة واحدة فقط في نسخة 1998، واكتفى فيها بتوديع البطولة من ربع النهائي، حتى الوصول لنهائي نسخة 2004 التي خسرها أمام تونس. كما ودع البطولة من دور المجموعات في دورتي 2006 و2008، ولم يتأهل بالأساس لنسخة 2010، ثم كرر الخروج من دور المجموعات في نسختي 2012 و2013، قبل الانسحاب من نسخة 2015 بسبب تفشي فيروس الإيبولا.

لكن أسود أطلس عبروا دور المجموعات في أربع دورات متتالية، بالوصول لربع النهائي مرتين في ثلاث نسخ، وتوديع الثالثة من دور الـ 16 بركلات الترجيح.

كان كثيرون يرون أن الفريق الذي وصل لمرحلة كبيرة من الانسجام تحت قيادة الركراكي كان أقرب من ذي قبل للتتويج بطلًا لأفريقيا، وأن الفريق الذي تخطى إسبانيا والبرتغال لنصف نهائي المونديال، سيكون قادرا على تخطي جنوب أفريقيا، لكنه لم يتمكن من ذلك.

لم يكن منتخب جنوب أفريقيا لقمة سائغة للمغرب، وهو الذي فاز على أسود الأطلس ثلاث مرات في ثمان مواجهات قبل ذلك، فاز فيها المغرب مرتين فقط مع ثلاثة تعادلات، وتمكن منتخب جنوب أفريقيا من تكرار مفاجأة نسخة 2019، التي تغلب فيها على البلد المنظم مصر في دور الـ 16، بعد تغلبه على المغرب، المصنف الثالث عشر عالميا حاليا.

وكان المنتخب المغربي هو المنتخب العربي الوحيد المتبقي في البطولة، قبل أن يودعها اليوم من دور الـ 16. وقد ودعت كل من الجزائر وتونس البطولة من دور المجموعات، في المركز الرابع في مجموعتيهما، ثم ودعت مصر البطولة أمام الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح من دور الـ 16، وموريتانيا من نفس الدور بالخسارة بهدف أمام الرأس الأخضر، ليتأهل الأخير لمواجهة جنوب أفريقيا بعد فوزها على المنتخب المغربي.