مانشستر سيتي إنجازات تؤكد علو كعبه عالميا

YNP ـ اختتمت الجمعة بطولة كأس العالم للأندية 2023 التي استضافتها مدينة جدة السعودية بين الـ12 والـ22 من ديسمبر) الجاري، وكانت النسخة الأخيرة لمونديال الأندية بصيغته الحالية قبل الانتقال إلى الشكل الموسع الذي سيقام كل أربع سنوات بمشاركة 32 فريقاً، بداية من نسخة 2025 في أميركا.

وأسدل رفع مانشستر سيتي الإنجليزي كأس البطولة في استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة) الستار على قرابة ربع قرن من تشكل وتطور فكرة تنافس أبطال القارات المختلفة على صعيد الأندية بحثاً عن مسابقة تضاهي أرفع بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهي كأس العالم للمنتخبات التي انطلقت نسختها الأولى عام 1930، ولا تزال تقام كل أربع سنوات.

مانشستر سيتي يتوج بالذهب ويهيمن

بعد موسمه التاريخي في (2022 - 2023) وتتويجه بثلاثية الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية ودوري أبطال أوروبا، أضاف العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي لسجله الرائع بطولة كأس السوبر الأوروبية قبل انطلاق الموسم الحالي (2023 - 2024)، وكان على موعد مع مونديال الأندية في جدة لإكمال الخماسية التاريخية بقيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا.

وبالفعل توج مانشستر سيتي باللقب بعد خوض مباراتين في كأس العالم، إذ فاز على أوراوا ريد دياموندز الياباني بطل آسيا بنتيجة (3 - 0) في الدور نصف النهائي، ثم اكتسح فلومينينسي البرازيلي بطل دوري أبطال أميركا الجنوبية "كوبا ليبرتادوريس" بنتيجة (4 - 0) في المباراة النهائية.

وحقق سيتي رقماً غير مسبوق للأندية الإنجليزية في تاريخ مونديال الأندية حين رفع الكأس في مشاركته الأولى، وهو ما فشلت فيه باقي أندية إنجلترا التي سبقته لاقتناص الكأس، إذ فشلمانشستر يونايتد بطل أوروبا لموسم 1999 في الفوز بأول لقب لمونديال الأندية عام 2000 ثم فاز في محاولته الثانية عام 2008، وخسر ليفربول لقب نسخة 2005 ثم عاد للتتويج في 2019، وكذلك خسر تشيلسي اللقب في أولى مشاركاته عام 2012 قبل العودة لرفع الكأس في 2021.

ونجح السيتي في الحفاظ على الهيمنة الأوروبية على لقب البطولة في السنوات الأخيرة، إذ فاز باللقب الـ16 لأندية القارة العجوز والـ11 في آخر 11 سنة على التوالي.

وأصبح مدرب السيتي غوارديولا أول مدرب يفوز بكأس العالم للأندية أربع مرات، وكان قد فاز باللقب ثلاث مرات في (2009-2010) و(2011-2012) مدرباً لبرشلونة الإسباني، وفي موسم (2013-2014) مع بايرن ميونيخ الألماني، وبذلك فض الشراكة في الرقم القياسي مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي فاز باللقب ثلاث مرات مع ناديي ميلان وريال مدريد.

وأنهى سيتي نسخة 2023 بأقوى خط هجوم وأقوى خط دفاع وثاني أعلى فارق تهديفي في تاريخ المسابقة (+7 أهداف)، خلف برشلونة الإسباني بنسخته التاريخية التي ضمت ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا في 2011 وحققت البطولة بفارق (+8 أهداف)، كما أن فوز السيتي على فلومينينسي (4 - 0) عادل فوز برشلونة على سانتوس في أكبر انتصار في المباراة النهائية.

وسجل المهاجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز لاعب السيتي أسرع هدف في تاريخ كأس العالم للأندية بعد 40 ثانية فقط ضد فلومينينسي، وكان أسرع بفارق 45 ثانية عن الأسرع السابق، الذي سجله محمد أحمد لصالح العين الإماراتي ضد الترجي التونسي في 2018.

وأصبح لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش نجم السيتي أول لاعب يرفع الكأس مع ثلاثة أندية مختلفة، بعد فوزه بالبطولة مع ريال مدريد الإسباني عامي 2016 و2017، وتشيلسي في عام 2021، ولعب دوراً حاسماً في تتويج سيتي بنسخة 2023 في جدة.

وخلال تاريخ البطولة خرج ثمانية لاعبين آخرين منتصرين مع ناديين، هم: ديدا (كورنثيانز وميلان) ودانيلو (ساو باولو وكورينثيانز) وفابيو سانتوس (ساو باولو وكورينثيانز) وتياغو ألكانتارا (برشلونة وبايرن ميونيخ) وتوني كروس (بايرن وريال مدريد) وكريستيانو رونالدو (مانشستر يونايتد وريال مدريد) وشيردان شاكيري (بايرن ميونيخ وليفربول) وديفيد ألابا (بايرن ميونيخ وريال مدريد).

وحصد لاعب الوسط الإسباني رودريغو "رودري" نجم السيتي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة، متفوقاً على زميله كايل ووكر الذي حصل على الكرة الفضية للمركز الثاني، وصاحب المركز الثالث والكرة البرونزية جون آرياس لاعب فلومينينسي، وتقاسم جوليان ألفاريز صدارة الهدافين مع الفرنسي كريم بنزيما نجم الاتحاد السعودي، والتونسي علي معلول الظهير الأيسر للأهلي المصري، ولكل منهم هدفان.

الأهلي يعيد كتابة التاريخ

وبينما حظي السيتي بالذهب، استغل الأهلي المصري بطل أفريقيا مباراة تحديد المركز الثالث التي استضافها استاد مدينة الأمير عبدالله الفيصل الرياضية لاقتناص المركز الثالث والميدالية البرونزية، إثر فوزه على أوراوا ريد دياموندز الياباني، بنتيجة (4 - 2). 

وجلب هذا الفوز الميدالية البرونزية الرابعة للأهلي في تاريخه بمونديال الأندية بعد نسخ 2006 و2020 و2021.

وبعد خوض ثلاث مباريات في نسخة 2023 بالسعودية أصبح العملاق القاهري أول فريق يلعب 25 مباراة في تاريخ كأس العالم للأندية.

ولم تتوقف إنجازات المارد الأحمر عند كونه الأكثر مشاركة في البطولة، لكن بأهدافه السبعة ضد الاتحاد السعودي (3 -1)، وأوراوا الياباني (4 - 2)، أصبح ثاني أكثر الأندية تسجيلاً للأهداف في تاريخ المونديال برصيد 31 هدفاً، ولا يتفوق عليه إلا ريال مدريد الإسباني برصيد 40 هدفاً.

الأهلي هو ثاني أكثر الأندية مشاركة في البطولة (تسع مشاركات) خلف أوكلاند سيتي النيوزيلندي الذي شارك 11 مرة، لكن الأهلي تميز بسجل أكثر بريقاً، إذ إنه النادي الأكثر وصولاً للمربع الذهبي من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية، والوحيد في العالم الذي دخل المربع الذهبي خلال آخر أربع نسخ متتالية في 2020 و2021 و2022 و2023.

وسجل بنزيما مرة أخرى أمام الأهلي قبل أربعة أيام من عيد ميلاده الـ36، ليصبح ثاني أكبر هداف في البطولة بعد خافيير زانيتي.

وبات حارس مرمى فلومينينسي فابيو البالغ من العمر 43 سنة أكبر لاعب سناً يشارك في المباراة النهائية، وثاني أكبر لاعب يشارك في المسابقة بعد أوسكار بيريز، الذي حافظ على مرمى باتشوكا أمام غريميو في نصف نهائي بطولة الإمارات 2017 عن عمر يناهز 44 سنة.

وأصبح فيليبي ميلو أكبر لاعب - ليس حارس مرمى - يشارك في كأس العالم للأندية، بل إن ميلو وزميله فابيو أكبر سناً من اثنين من مدربي البطولة هما نيكولا لاركامون مدرب كلوب ليون المكسيكي، وألبرت رييرا مدرب أوكلاند سيتي.

تاريخ لا ينسى

وشهدت كأس العالم للأندية المعروفة سابقاً باسم بطولة العالم للأندية تحولات كبيرة منذ انطلاقها للمرة الأولى في عام 2000، وكانت البطولة في بدايتها تقام بالتوازي مع كأس "إنتركونتيننتال" وهي منافسة شارك فيها الفائزون بدوري أبطال الاتحاد الأوروبي "يويفا" وكوبا "ليبرتادوريس".

في عام 2005 حدثت لحظة حاسمة في تاريخ البطولة عندما تم دمج كأس العالم للأندية مع كأس "إنتركونتيننتال"، وفي العام التالي 2006 خضعت البطولة لتغيير الاسم وأصبحت تعرف الآن باسم كأس العالم للأندية، وهي بطولة رسمية يصبح من يفوز بلقبها هو بطل العالم، ويحق له وضع شارة على صدر قميصه تشير إليه كونه بطل العالم.

وشارك في الصيغة الحالية للبطولة سبعة فرق من القارات المختلفة، هم الفائزون بدوري أبطال آسيا ودوري أبطال أفريقيا وكأس الأبطال لأميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي "كونكاكاف" وكوبا "ليبرتادوريس" في أميركا الجنوبية ودوري أبطال أوقيانوسيا ودوري أبطال أوروبا "يويفا"، إلى جانب بطل الدوري الوطني لبلد الاستضافة.

ويحمل ريال مدريد الإسباني الرقم القياسي لعدد مرات التتويج باللقب برصيد خمس كؤوس، ثم الجار والغريم الإسباني برشلونة برصيد ثلاث كؤوس، ويتساوى كورنثيانز البرازيلي مع بايرن ميونيخ الألماني في المركز الثالث ولكل منهما لقبان.

وتبرز إسبانيا كأنجح دولة في تاريخ البطولة برصيد ثماني بطولات ثم البرازيل بالتساوي مع إنجلترا ولكل منهما أربع بطولات، ثم إيطاليا وألمانيا ولكل منهما لقبان.

وكان للقارة الأوروبية نصيب الأسد في الهيمنة على النهائيات والكؤوس، إذ خاضت أنديته 19 مباراة نهائية فازت في 16 منها، بينما لعبت أندية أميركا الجنوبية 14 مباراة نهائية فازت في أربع فقط.

ووصلت أندية آسيا إلى النهائي ثلاث مرات، وأفريقيا مرتين، ومرة واحدة لأميركا الشمالية لكن لم ينجح أحد منها في رفع الكأس.

ويعد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي الحالي، هو الهداف التاريخي للمسابقة برصيد سبعة أهداف في ثماني مباريات مع ناديي مانشستر يونايتد وريال مدريد.

إنجازات عربية

وكان للأندية العربية باع طويل وإنجازات لن تنسى في كأس العالم للأندية، بداية من النسخة الأولى عام 2000 التي شهدت مشاركة النصر السعودي، ونال بسببها لقب "العالمي"، والرجاء المغربي، واستمرت من بعده المشاركات العربية عبر الأهلي المصري - الأكثر مشاركة - في تسع نسخ لأعوام (2005 و2006 و2008 و2012 و2013 و2020 و2021 و2022 و2023)، وتأكدت مشاركته في 2025، والهلال السعودي الذي شارك في ثلاث نسخ في أعوام 2019 و2021 و2022 وسيشارك هو الآخر في نسخة 2025.

وتحققت أرفع إنجازات الكرة العربية في مونديال الأندية على يد ثلاثة أندية تمكنت من الوصول للمباراة النهائية هي الرجاء المغربي في نسخة 2013 حينما خسر في الدور النهائي من بايرن ميونيخ الألماني، ثم العين الإماراتي في نسخة 2018 حينما فقد فرصة معانقة الذهب على يد ريال مدريد، وأخيراً الهلال السعودي في نسخة 2022 حينما حل وصيفاً للنادي الملكي ريال مدريد بعد مباراة ماراثونية انتهت بنتيجة (5 - 3) لصالح البطل الأوروبي.