أوكرانيا تعلن "تحرير" منطقة كييف في ظل تقدم المحادثات مع روسيا

 

يسعى مسؤول كبير من الأمم المتحدة الأحد، الثالث من أبريل في موسكو للتوصل إلى "وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية" في أوكرانيا، حيث أفيد بتجاوزات في حق مدنيين في منطقة كييف التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، فيما سمعت سلسلة انفجارات في مدينة أوديسا الساحلية.

وسُمع دوي سلسلة انفجارات وشوهد دخان يتصاعد في مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا في الساعات الأولى من صباح الأحد، وقال مجلس المدينة في منشور على الإنترنت، إن أوديسا تعرضت لهجوم بالصواريخ، وإن هناك تقارير عن اندلاع حرائق في بعض المناطق، وذلك غداة إعلان أوكرانيا "تحرير" منطقة كييف بكاملها، بينما تجري القوات الروسية "انسحاباً سريعاً" من شمال البلاد من أجل "الحفاظ على السيطرة" بشكل أفضل على "الأراضي الشاسعة" التي تحتلها في الشرق والجنوب.

وأعلنت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، السبت 2 أبريل الحالي، أن الأوكرانيين استعادوا السيطرة على منطقة كييف بكاملها بعد انسحاب القوات الروسية من مدن رئيسة قرب العاصمة. وقالت ماليار، إن "إيربين وبوتشا وغوستوميل ومنطقة كييف بكاملها حُررت من الغزاة".

وتمكن مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية من التوجه، السبت، إلى بوتشا التي "حُررت" أخيراً وتعذر على الصحافيين الوصول إليها طوال نحو شهر.

وقال رئيس بلدية بوتشا أناتولي فيدوروك، السبت، إن نحو 300 شخص تم دفنهم "في مقابر جماعية" في المدينة الواقعة أيضاً شمال غربي كييف. وشاهد مراسل جثث ما لا يقل عن 20 رجلاً يرتدون ثياباً مدنية، ملقاة في الشارع.

وتقع غوستوميل أيضاً شمال غربي العاصمة، وتضم مطار أنطونوف العسكري الذي هاجمته القوات الروسية في 25 فبراير الماضي.

أما في مدينة ماريوبول (جنوب شرق) التي تضيق القوات الروسية الخناق عليها وتشهد وضعاً إنسانياً كارثياً، فلم يُعرف، مساء السبت، ما إذا كان الصليب الأحمر تمكن من إجلاء المدنيين كما كان مقرراً.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أن نائبه للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث "سيزور موسكو الأحد ويتوجه بعدها إلى كييف"، مذكراً بأنه كلفه "السعي لوقف إطلاق نار إنساني في أوكرانيا".

وكانت روسيا حتى الآن ترفض أي زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة يكون موضوعها الرئيسي أوكرانيا.

المفاوضات الروسية- الأوكرانية

من جهة أخرى، أعلن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي أن المحادثات مع أوكرانيا ستستأنف الاثنين الرابع من أبريل، لكنه أضاف أنه لا توجد بعد مسودة اتفاق سلام جاهزة لعقد أي اجتماع على مستوى كبير.

وقال ميدينسكي عبر تطبيق "تليغرام"، "مسودة الاتفاق ليست جاهزة لتُقدم إلى اجتماع على المستويات العليا. أكرر مراراً وتكراراً... موقف روسيا بشأن القرم ودونباس لم يتغير".

وكان كبير المفاوضين الأوكرانيين في مفاوضات السلام مع روسيا ديفيد أراخاميا، كشف السبت أن موسكو وافقت "شفهياً" على مقترحات أوكرانية رئيسة، ما يعزز الآمال بإحراز تقدم في المحادثات لإنهاء الحرب.

وقال أراخاميا لقنوات تلفزيونية أوكرانية إن أي لقاء محتمل بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين  سيعقد "على الأرجح" في تركيا.

وأضاف، "قدم الاتحاد الروسي رداً رسمياً على جميع المواقف، وهو أنه يوافق على الموقف (الأوكراني)، باستثناء قضية شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا عام 2014)".

ولفت إلى أنه ليس هناك من "تأكيد رسمي مكتوب"، لكن الجانب الروسي أعرب عن ذلك "شفهياً".

وقال أراخاميا، إن موسكو وافقت في المحادثات على أن إجراء استفتاء على الوضع المحايد لأوكرانيا "سيكون السبيل الوحيد للخروج من هذه الحالة".

ورداً على سؤال عما سيحدث في حال صوت الأوكرانيون ضد حيادية البلاد، أجاب أراخاميا، "إما نعود إلى حالة الحرب، ربما، أو إلى مفاوضات جديدة".

ويشدد الكرملين على حياد أوكرانيا  وعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال أراخاميا، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "اتصل بنا وبفلاديمير بوتين"، الجمعة، مبدياً استعداده لاستضافة اللقاء بين زيلينسكي وبوتين.

لكنه أوضح أن الموعد والمكان "غير معروفين، لكننا نعتقد أن المكان سيكون على الأرجح أنقرة أو اسطنبول".

وسعت تركيا التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا للتوسط في هذا النزاع.

ومنذ أن غزت روسيا أوكرانيا، دعا زيلينسكي مراراً إلى عقد لقاء مباشر مع بوتين.

بريطانيا: روسيا تمنع أوكرانيا من إمدادات البحر الأسود

وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية الأحد، إن القوات البحرية الروسية تواصل حصار الساحل الأوكراني على البحر الأسود وبحر آزوف، مما يمنع إعادة التزود بالإمدادات عن طريق البحر.

وتحتفظ روسيا بالقدرة على محاولة تنفيذ إنزال برمائي، لكن من المرجح أن تنطوي مثل هذه العملية على مخاطر عالية بسبب الوقت المتاح للقوات الأوكرانية للاستعداد، حسب ما قالت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة على "تويتر" في نشرة دورية.

وقالت، "الألغام في البحر الأسود تشكل خطراً جسيماً على النشاط البحري". وأضاف تقرير الوزارة أن مصدر الألغام غير واضح، لكن من شبه المؤكد أن وجودها نتيجة للنشاط البحري لروسيا في المنطقة، مما يوضح كيف يؤثر هجومها على أوكرانيا على المصالح المحايدة والمدنية. ولم يتسنَ لـ"رويترز" بعد التحقق من صحة النبأ.