الاتحاد الأوروبي يقر خطة تقنين الغاز الروسي وأوديسا تتعرض للقصف

اتفق الاتحاد الأوروبي على خطة لخفض استهلاك الغاز في خطوة للتضامن مع ألمانيا والرد على استخدام روسيا الإمدادات "سلاحاً اقتصادياً"، فيما ألقت ضربات صاروخية على ساحل البحر الأسود الأوكراني بظلال من الشك على اتفاق تصدير الحبوب.

وجاءت جهود مساعدة ألمانيا في التخلص من الغاز الروسي خلال فصل الشتاء فيما أعلنت تركيا اجتماعاً في روسيا الأسبوع المقبل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأشيد بالخطة التي أقرها وزراء الطاقة في بروكسل، واعتبرت رداً فعالاً على استخدام روسيا ثروتها الطاقية "سلاحاً اقتصادياً".

وتلزم الخطة دول الاتحاد الأوروبي بخفض استخدامها الغاز بنسبة 15 في المئة خلال فصل الشتاء، مع وجود استثناءات لبعض الدول، إلا أن المجر كانت البلد العضو الوحيد الذي عارضها قائلاً على لسان وزير خارجيته بيتر سيارتو "هذا اقتراح غير مبرر وعديم الفائدة وغير قابل للتنفيذ وضار".

وأضاف أن هذا الاقتراح "يهدف إلى الحفاظ على صدقية بعض السياسيين في أوروبا الغربية".

وأفاد وزير الصناعة التشيكي جوزيف سيكيلا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "لقد أنجزنا خطوة كبيرة نحو تأمين إمدادات الغاز لمواطنينا واقتصاداتنا لفصل الشتاء المقبل".

وقال مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي في بيان "في محاولة لزيادة أمن الاتحاد الأوروبي من إمدادات الطاقة، توصلت الدول الأعضاء اليوم إلى اتفاق سياسي على خفض طوعي للطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 15 في المئة هذا الشتاء".

وأضاف البيان أن "نظام المجلس يتوقع احتمال إطلاق تحذير الاتحاد بشأن أمن الإمدادات، ما يعني أن خفض الطلب على الغاز سيصبح إلزامياً".

وتابع أن "الهدف من خفض الطلب على الغاز هو الاقتصاد في الاستهلاك قبيل الشتاء للاستعداد لاضطرابات محتملة في إمدادات الغاز من روسيا التي تواصل استخدام إمدادات الغاز سلاحاً".

وجاء هذا القرار بعدما أعلنت "غازبروم" أنها ستخفض شحنات الغاز اليومية إلى الاتحاد الأوروبي بحوالى 20 في المئة اعتباراً من اليوم الأربعاء.

وأعلنت "غازبروم" الإثنين أنها ستوقف تشغيل أحد آخر التوربينين العاملين بسبب "مشكلة تقنية في المحرك"، لكن مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون رفضت الأمر.

وقالت "نعرف أنه لا يوجد سبب تقني للقيام بذلك". وأضافت "هذه خطوة مدفوعة سياسياً وعلينا أن نستعد لذلك ولهذا السبب بالذات يعد الخفض الاستباقي لطلبنا على الغاز استراتيجية حكيمة".

وفي مؤشر إضافي على مدى انقسام روسيا مع الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، قررت روسيا مغادرة محطة الفضاء الدولية "بعد العام 2024"، وفق ما أفاد الرئيس الجديد لوكالة الفضاء التابعة لموسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء.

وكان استكشاف الفضاء حتى الآن من بين عدد ضئيل للغاية من المجالات التي بقي التعاون بشأنها بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها بمنأى عن التوتر المرتبط بأوكرانيا وغيرها.

في غضون ذلك، كان القتال مستمراً في أوكرانيا. وقالت كييف إن القوات الروسية شنت ضربات صاروخية على أهداف في ساحل البحر الأسود قرب مدينة أوديسا الساحلية (جنوب) وفي ميكولايف.

وتأتي الضربات الروسية رغم توقيع موسكو الأسبوع الماضي اتفاقاً لاستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية المهمة لتحقيق أمن غذائي عالمي، عبر ثلاثة موانئ في منطقة أوديسا.

وفي الشرق، أعرب رئيس بلدية كراماتورسك، آخر مدينة كبرى في دونباس ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية، لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء عن قلقه من أن يكون فصل شتاء "صعباً جداً" بسبب عدم القدرة على "إصلاح خطوط أنابيب الغاز المتضررة" وبالتالي تدفئة 60 ألف شخص ما زالوا يعيشون فيها.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إن روسيا تتعمد قطع إمدادات الغاز الطبيعي لفرض "إرهاب سعري" على أوروبا، ودعا إلى فرض مزيد من العقوبات على موسكو.

وأضاف في خطاب مصور في وقت متأخر من الليل "تبذل موسكو، من خلال غازبروم، كل ما في وسعها لجعل الشتاء المقبل قاسياً بقدر الإمكان على الدول الأوروبية. يجب الرد على الإرهاب بفرض عقوبات".

فيما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أزمة الغذاء العالمية بأنها أحد "أسلحة الحرب" الروسية خلال زيارة للكاميرون رافضاً التلميحات إلى أن العقوبات الغربية هي المسؤولة عن الأزمة تلك.