أوكرانيا: مخطط روسي لربط محطة زابوريجيا النووية بالقرم

في وقت واصلت فيه القوات الروسية قصف العديد من البلدات في شرق أوكرانيا، كشفت كييف عن مخطط روسي لربط محطة زابوريجيا النووية بشبه جزيرة القرم، التي شهدت انفجارات في مستودع ذخيرة في مطار عسكري. وفي الأثناء، أوقفت روسيا شحنات النفط عبر أوكرانيا.

في موازاة ذلك، بدأت عمليات الإبحار المنتظمة عبر البحر الأسود لإمداد أسواق السلع الزراعية العالمية، الأسبوع الماضي، بموجب اتفاق وقعته الأطراف المتحاربة في 22 يوليو واستمرت بمغادرة سفينتين، الثلاثاء، ميناء تشورنومورسك الأوكراني وهما تنقلان 70 ألف طن من الحبوب.

ربط محطة زابوريجيا النووية بالقرم

أعلنت شركة "إينرغوآتوم" الأوكرانية، أن القوات الروسية تستعد لربط محطة زابوريجيا النووية في جنوب شرقي أوكرانيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، محذرة من أن إعادة توجيه إنتاج المحطة من الكهرباء يهدد بإلحاق الضرر بها.

ومحطة زابوريجيا النووية هي الأكبر في أوروبا، واحتلتها روسيا في بداية هجومها على أوكرانيا، والأسبوع الماضي تبادلت كييف وموسكو اتهامات بقصفها.

وصرح بترو كوتين رئيس شركة "إينرغوآتوم" المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية الأربع للتلفزيون الرسمي الأوكراني بأن "القوات الروسية الموجودة في محطة الطاقة النووية في زابوريجيا تنفذ برنامجاً لشركة روسآتوم (المشغل الروسي) يهدف إلى ربط المحطة بشبكة كهرباء القرم".

وأضاف، "للقيام بذلك يجب عليك أولاً إتلاف خطوط الطاقة الخاصة بالمحطة المتصلة بنظام الطاقة الأوكراني. ومن 7 إلى 9 أغسطس أتلف الروس ثلاثة خطوط. وتعمل المحطة حالياً بخط إنتاج واحد، وهي طريقة عمل تشكل خطورة كبيرة".

وحذر كوتين من أنه "عند فصل خط الإنتاج الأخير، سيتم تشغيل المحطة بمولدات تعمل بالديزل. وسيعتمد كل شيء بعد ذلك على قدرة المولدات ومخزون الوقود المتوافر".

ومحطة زابوريجيا التي تقع في القرب من القرم تضم ستة مفاعلات من أصل 15 تملكها أوكرانيا وهي قادرة على توفير الطاقة لأربعة ملايين منزل.

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، من خطر حدوث كارثة نووية في زابوريجيا، مطالباً بفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن أي هجوم على محطات للطاقة النووية عمل "انتحاري"، داعياً إلى وقف العمليات العسكرية في محيط زابوريجيا حتى يتسنى للوكالة الدولية للطاقة الذرية الوصول إليها.

ودفع القتال حول المحطة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى التحذير من "خطر حقيقي للغاية من وقوع كارثة نووية".

انفجارات في القرم

وقعت انفجارات خلفت قتيلاً وجرحى، الثلاثاء، في مستودع ذخيرة في مطار عسكري في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

وأعلن الجيش الروسي، في بيان، "انفجار ذخائر تابعة لسلاح الجو في مستودع يقع في مطار ساكي العسكري قرب بلدة نوفوفيودوروفكا".

وقال، إنه لم يتسبب إطلاق نار أو قصف في هذه الانفجارات التي أبلغت عنها أولاً سلطات شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، وهي تقع على خط المواجهة في الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي انطلق في 24 فبراير.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كرة نار تتشكل بعد انفجار مدوٍ، في حين تصاعدت سحب كثيفة من الدخان الأسود في السماء وراح مصطافون يغادرون الشاطئ القريب بعدما أصيبوا بالذعر.

وقال زعيم القرم سيرغي أكسيونوف، إن شخصاً قتل في هذه الانفجارات، فيما أفاد وزير الصحة كونستانتين سكوروبسكي أن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح بينهم طفل.

وقال النائب الروسي المنتخب في شبه الجزيرة أليكسي تشيرنياك "السياح ليسوا في خطر. نطلب منكم الحفاظ على هدوئكم".

وعلى الرغم من النزاع ظلت شبه جزيرة القرم مكاناً مثالياً لتمضية العطلة بالنسبة إلى العديد من الروس.

وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، مساء الثلاثاء، خلال خطابه اليومي، "القرم أوكرانية ولن نتخلى عنها. لن ننسى أن احتلال شبه جزيرة القرم كان بداية حرب روسيا ضد أوكرانيا". وأضاف، "بدأ العالم يدرك أنه كان مخطئاً عام 2014 عندما قرر عدم الرد بكل قوته على الأعمال العدوانية الأولى لروسيا".