"الطاقة الذرية" تطالب بـ"منطقة أمنية" حول محطة زابوريجيا النووية

رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدعوة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إنشاء منطقة حماية آمنة حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وحذرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة من أن قصف المحطة قد يؤدي إلى انتشار مواد مشعة، مشيرة إلى أن وجود معدات عسكرية روسية في المنشأة يقوض سلامتها.

ودعت إلى إنشاء "منطقة أمنية" في محيط المحطة، وذلك بعد زيارة وفد منها المنشأة الأسبوع الماضي.

واحتلت روسيا المحطة منذ بداية الحرب، وتعرضت لهجمات متكررة منذ ذلك الحين.

وقال زيلينسكي إنه سيدعم المنطقة الأمنية المقترحة إذا كانت تهدف إلى نزع السلاح من محيط المحطة النووية.

وتبادل الطرفان الروسي والأوكراني الاتهامات بشأن المسؤولية عن قصف المحطة.

واتهمت روسيا يوم الثلاثاء الجانب الأوكراني بقصف المنطقة المحيطة بالمحطة ثلاث مرات خلال 24 ساعة.

وتقول أوكرانيا إن القوات الروسية تستخدم المنشأة لإطلاق النار منها باتجاه المدن المحيطة، وذلك رغم إصرار الروس على أنهم يقومون بحراسة المحطة.

لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حرصت على عدم إلقاء اللوم على أي من الطرفين.

وكان القصف قد استمر خلال زيارة وفد الوكالة المؤلف من 14 عضوا للمنشأة الأسبوع الماضي.

وحذّر رئيس الوكالة رافاييل غروسي خلال الزيارة من خطر كبير وحقيقي يهدد بحدوث كارثة نووية.

ورغم مغادرة معظم أفراد الوفد بعد يومين على الزيارة، بقي خبيران من الوكالة في المنشأة بشكل دائم.

أصدرت الوكالة الدولية تقريرها الثلاثاء الذي ألقى الضوء على "الظروف العصيبة للغاية"، التي يواجهها 907 موظفين أوكرانيين يعملون في ظل سيطرة الروس على المحطة.

وشدد التقرير على حق الموظفين في الحصول على دعم أسري وظروف عمل مناسبة.

وعرضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفاصيل الأضرار التي طالت المحطة، وقالت إن القصف المستمر لم يتسبب بعد في حالة طوارئ نووية، إلا أنه يشكّل تهديدًا دائمًا على السلامة.

وأوضحت الوكالة أن هناك حاجة ماسة إلى "إجراءات مؤقتة" لمنع وقوع حادث نووي ناجم عن عمل عسكري.

وقالت إنه يتعين على جميع الأطراف المعنية الموافقة على إقامة "منطقة حماية لضمان السلامة والأمن النوويين" وتجنب المزيد من الضرر.

وأشارت الوكالة إلى مشاهدة مركبات عسكرية وعتاد روسي حول المنشأة، وإلى وجود "عدة شاحنات عسكرية" داخل قاعات التوربينات في اثنين من مفاعلات المحطة.

وحذرت من أن المعدات العسكرية الموجودة في الموقع والاشتباكات بالقرب من مناطق حيوية قوّضت نظام حماية المحطة، وطالبت بإزالة المركبات التي يمكن أن تتداخل مع أنظمة السلامة.

وذكرت الوكالة أن الموظفين اضطروا للحصول على إذن من الجيش الروسي لزيارة أحواض التبريد في المحطة. وانتقدت وجود مسؤولين نوويين من شركة روساتوم النووية الروسية. وقالت إن ذلك قد يؤدي إلى تصادم محتمل، حين يتعيّن اتخاذ قرارات مهمة.

وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة إنه كان على الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلقاء اللوم على أوكرانيا في قصف محطة زابوريجيا.

وخلال جلسة لمجلس الأمن بحضور غروسي، قال السفير فاسيلي نبينزيا: "نأسف لأنه في تقريركم...لم يذكر مصدر القصف بشكل مباشر".

ومن بين المفاعلات الستة، اعتمدت المحطة على تشغيل مفاعلين فقط منذ بدء الحرب. ولم يبق سوى مفاعل واحد يعمل خلال الأيام الأخيرة.

وأعلن مسؤولون أوكرانيون الاثنين فصل آخر مفاعل يعمل في المحطة عن شبكة الكهرباء الرئيسية بعد تعطّل آخر خط يمده بالطاقة.