تشارلز الثالث يعلن ملكا رسميا على عرش بريطانيا اليوم

ستجري مراسم الإعلان عن تتويج تشارلز الثالث رسميا ملكا للمملكة المتحدة في حفل تاريخي في قصر سانت جيمس صباح يوم السبت.

وسترفع الأعلام التي نكست عند منتصف السارية حدادا على الملكة الراحلة من جديد، بعد انعقاد هيئة الجلوس على العرش، والذي سيتم بثه على التلفزيون لأول مرة.

وستستمر موجة من الإعلانات الرسمية الأخرى في جميع أنحاء بريطانيا حتى يوم الأحد، عندما تعود الأعلام منكسة عند منتصف السارية.

يأتي ذلك بعد أن تعهد الملك بمتابعة حياة "والدته العزيزة" في أول خطاب عاطفي.

وأبلغ الأمة مساء الجمعة بـ "حزنه العميق" على وفاة والدته، مشيدا بدفئها وروح الدعابة التي تتمتع بها و"قدرتها الراسخة على رؤية الأفضل دائما في الناس".

ووعد الملك بخدمة الأمة بنفس "التفاني الذي لا يتزعزع" الذي كانت تتمتع به الملكة الراحلة خلال فترة حكمها التي استمرت 70 عاما.

أصبح تشارلز ملكا في اللحظة التي ماتت فيها والدته، لكن هيئة الجلوس على العرش تنعقد في أقرب وقت ممكن لإصدار إعلان رسمي لتتويجه خلفا لها.

وفي الهيئة، سيصدر الملك إعلانا شخصيا عن وفاة الملكة ويؤدي قسما للحفاظ على كنيسة اسكتلندا، لأنه يوجد في اسكتلندا فصل للسلطات بين الكنيسة والدولة.

ومن بين الحضور ستكون كاميلا زوجة الملك منذ 17 عاما والتي تحمل الآن لقب الملكة القرينة، وابن الملك ويليام، أمير ويلز الجديد.

من المقرر أن يتم الإعلان العام الأول من شرفة "فراير كورت" في قصر سانت جيمس في لندن في الساعة 11:00، وهي لحظة يصاحبها عادة مهرجان عمره قرون، حيث يعزف عازفو البوق وتلقى تحية بالأسلحة النارية في هايد بارك وفي برج لندن.

على الرغم من أنها ليست جزءا من الإعلان الرسمي، إلا أنه غالبا ما تضاف بعد ذلك عبارة "الملكة ماتت، عاش الملك".

وقد استقبل تشارلز يوم الجمعة، بهتافات "حفظ الله الملك"! كما التقى بأشخاص من بين الحشود التي تجمعت في قصر باكنغهام.

في وقت لاحق، ألقى خطابه المتلفز، معربا عن رغبته في أن يواصل الأمير ويليام وزوجته كاثرين، بصفتهما أميرا ويلز الجديدين "إلهام وقيادة الخطاب الوطني".

وعبّر عن "حبه لهاري وميغان" وأشاد بـ "التفاني الراسخ في أداء الواجب" للملكة القرينة.

واعترف الملك بأن حياته قد تغيرت الآن، قائلا إنه لن يكون قادرا على منح "الكثير من وقتي وطاقاتي" للجمعيات الخيرية والقضايا التي كان يدعمها على مدى عقود باعتباره وريثا للعرش.

وأعلن الملك الجديد أن الحداد الملكي الذي يشمل أفراد العائلة الملكية والعاملين فيها والحرس المشارك في المراسم، سيتواصل سبعة أيام بعد جنازة الملكة التي لم يؤكد موعدها بعد إلا أنه يتوقع أن تكون في 19 سبتمبر وستبقى الدارات الملكية مغلقة حتى مراسم الدفن والأعلام منكسة. أما الحداد الوطني فيستمر إلى يوم الجنازة.

وتقاطر آلاف البريطانيين منذ الخميس إلى أمام قصر باكنغهام فضلاً عن بالمورال حيث توفيت، ووندسور. وتصدرت صور الملكة الراحلة الصفحات الأولى للصحف البريطانية الجمعة مع إصدارات خاصة تكريماً للراحلة التي كرست حياتها في خدمة التاج البريطاني وتجاوزت حقبات وأزمات بهدوء وابتسامة.

والملكة الراحلة المعروفة بحس الواجب والفكاهة، حاضرة جداً في حياة البريطانيين، ويظهر وجهها على الأوراق النقدية كما على الطوابع التي يتعين تغييرها الآن.

وحلت صورها مكان الإعلانات في محطات الحافلات في لندن فيما فتحت سجلات تعاز في بعض الكنائس وعبر الإنترنت على موقع العائلة الملكية الرسمي.

ومع بدء الحداد الوطني، ألغيت فعاليات رياضية وثقافية بينما قررت متاجر كبرى إبقاء أبوابها مغلقة وعلق عمال السكك الحديد والبريد إضراباتهم المخطط لها في مواجهة أزمة غلاء المعيشة.

وأعلن بنك إنجلترا المركزي إرجاء اجتماعه للسياسة النقدية المرتقب جداً مدة أسبوع.

مرحلة صعبة

وأصبح تشارلز أكبر ملوك بريطانيا سناً عند توليه الحكم. وسيكون أمام الملك الجديد الحفاظ على تمسك البريطانيين بالنظام الملكي إذ يعتبر البعض أنه بالٍ، إلا أن إليزابيث الثانية تمكنت من المحافظة على رونقه.

ويتولى تشارلز العرش في مرحلة صعبة إذ تواجه المملكة المتحدة أسوأ أزمة اقتصادية في السنوات الأربعين الأخيرة. وتشهد البلاد توترات داخلية ناجمة من تبعات بريكست والطموحات الاستقلالية والتوتر في اسكتلندا وإيرلندا الشمالية. 

وفي المستعمرات البريطانية السابقة التي لا تزال تابعة للمملكة المتحدة، تكثر الانتقادات للماضي الاستعماري فيما يتعزز المنحى الجمهوري فيها.

وبات تشارلز أكثر حضوراً في الأشهر الأخيرة ومثّل والدته التي عانت مشاكل صحية، إلا أنه يواجه تحدياً آخر بعدما أصبح ملكاً ورئيس 15 دولة من نيوزيلندا إلى بهاماس.

خلال عهدها التاريخي عاصرت إليزابيث الثانية 15 رئيس وزراء بريطانياً كانت تستقبلهم في جلسات أسبوعية وتصغي إليهم وتسدي النصح لهم من دون أن يرشح أي شيء عنها.

والتقت ليز تراس في غضون أربعة أيام عاهلين اثنين وهو أمر غير مسبوق في تاريخ بريطانيا. وبعد الجنازة ستوارى الملكة الثرى في كنيسة قصر وندسور في إطار مراسم عائلية.