روسيا تعلن اكتمال التعبئة الجزئية للقتال في أوكرانيا

أعلنت روسيا اكتمال استدعاء قوات من الاحتياط للقتال في أوكرانيا قائلة إنها جندت مئات الآلاف في غضون شهر واحد ذهب أكثر من ربعهم إلى ميدان القتال.

وينهي الإعلان على ما يبدو عملية تعبئة أثارت الانقسام في البلاد، وهي الأولى في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، ودفعت عشرات الآلاف من الشبان المستهدفين بالتجنيد إلى الفرار إلى الخارج كما أعطت دفعة للاحتجاجات المناهضة للحرب.

وخلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين أذيع على التلفزيون الرسمي، قال وزير الدفاع سيرغي شويغو "اكتملت المهمة التي حددتها (بتعبئة) 300 ألف فرد. لا توجد خطط لتدابير إضافية".

وأضاف شويغو أنه تم نشر 82 ألفاً من المجندين الجدد في منطقة الصراع في حين يواصل الباقون تلقي تدريباتهم.

وشكر بوتين جنود الاحتياط "على تفانيهم في أداء الواجب، وعلى وطنيتهم، وإصرارهم الحازم على الدفاع عن بلادنا، الدفاع عن روسيا التي تعني بالنسبة لهم الوطن، الأسرة، مواطنينا، شعبنا".

وأقر كل من بوتين وشويغو بمشاكل حدثت في الأيام الأولى للتعبئة الجزئية.

وألقت السلطات الروسية القبض على أكثر من ألفي شخص خلال احتجاجات على التعبئة خاصة في مناطق روسيا التي تسكنها أقليات عرقية اشتكت من كثافة التعبئة فيها وإرسال أبنائها إلى جبهات القتال.

وأمر بوتين بإجراء "تعبئة جزئية" في سبتمبر الماضي في نفس الوقت الذي أقر فيه خططاً لضم أراض أوكرانية. ويصف الغرب هذه الإجراءات بأنها تصعيد للصراع رداً على

سلسلة الهزائم العسكرية التي منيت بها القوات الروسية، والتي جعلت روسيا تبدو في الطريق إلى خسارة الحرب.

وقال محللون عسكريون غربيون إن التعبئة يمكن أن تساعد في تخفيف نقص القوات المقاتلة لدى روسيا على جبهة القتال التي يبلغ طولها ألف كيلومتر، لكن القيمة العسكرية للتعبئة ستعتمد على ما إذا كانت موسكو قادرة على تسليح وتدريب جنود الاحتياط بشكل ملائم.

وتلوح في الأفق الآن إحدى أهم معارك الحرب في جنوب أوكرانيا بعد تقدم القوات الأوكرانية هذا الشهر صوب خيرسون.

وتقع المدينة عند مصب نهر دنيبرو الذي يقطع أوكرانيا، وتتحكم المنطقة المحيطة بها في المداخل البرية وإمدادات المياه إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.

ومع ذلك يبدو أن التقدم الأوكراني تباطأ في الأيام الماضية مع شكوى كييف من الطقس السيء وصعوبة التضاريس.

وتبادلت القوات الأوكرانية والروسية، المتحصنة في خنادق شمالي العاصمة الإقليمية، التي تسمى أيضاً خيرسون، إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر ونيران المدفعية الجمعة، وهي عمليات اعتيادية يومية منذ أن دفعت أوكرانيا القوات الروسية إلى التراجع للمدينة الساحلية الشهر الماضي.

وأطلق جنود أوكرانيون من مدفع مورتر عيار 120 ملليمتراً تم إخفاؤه في الأدغال طلقات شديدة الانفجار في موجات مدوية على مواقع روسية قرب صومعة حبوب، على بعد أقل من كيلومتر.

وقال هينادي (51 عاماً) إن الروس يستخدمون الصومعة للاحتماء والمراقبة، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأضاف أن رجال المدفعية يستهدفون المركبات المدرعة والذخيرة الروسية خلف الصومعة ويتجنبون ضربها لأهميتها للمنطقة الزراعية. لكنه قال إنه لم يكن لديهم ما يكفي من القذائف.

وقال وسط دوي إطلاق النار "مقابل كل قذيفة نطلقها يردون بخمس... يطلقون النار علينا في معظم الأوقات".

وقال سيرغي أكسيونوف، حاكم شبه جزيرة القرم الذي عينته روسيا، إن العمل اكتمل في ما يتعلق بنقل السكان الذين يسعون إلى الفرار من خيرسون إلى مناطق في روسيا قبل هجوم مضاد أوكراني متوقع.

واتهمت أوكرانيا موسكو بنقل بعض الأشخاص قسراً وتجنيد آخرين للقتال ضد إرادتهم. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن ما وصفته بالإجلاء الروسي مازال مستمراً مع إزالة المعدات الطبية والمستشفيات وانتشار قوات روسية إضافية في منازل خالية.

صعد بوتين الصراع في الأسابيع الأخيرة وتحدث عن استخدام الأسلحة النووية وأعلن عن تعبئة جزئية للقتال في أوكرانيا. وقالت إلفيرا نابيولينا، محافظة البنك المركزي الروسي، الجمعة إن التعبئة قد تؤدي إلى زيادة التضخم من خلال التأثير على سوق العمل لكنها تعهدت باحتواء ارتفاع الأسعار.