كييف تقنن إمدادات الكهرباء وواشنطن تعلن مساعدة مالية طارئة لأوكرانيا

 

أفاد مسؤولون أميركيون بأن واشنطن ستعلن، الثلاثاء على هامش اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي في بوخارست، عن مساعدة مالية "كبيرة" لكييف للتخفيف من وطأة الأضرار التي سببها القصف الروسي لشبكة الطاقة الأوكرانية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لصحافيين طالباً عدم نشر اسمه إن هذه المساعدة التي سيعلن عنها بالتفصيل وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي وصل مساء الإثنين إلى بوخارست "ستكون كبيرة وهذه ليست النهاية".

ولم يحدد المسؤول الأميركي قيمة هذه المساعدة، مكتفياً بالقول إن إدارة الرئيس جو بايدن خصصت 1.1 مليار دولار لدعم قطاع الطاقة في أوكرانيا ومولدافيا. وأوضح أن هذه المساعدة الطارئة تندرج في إطار التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر دولي للمانحين في شأن "دعم المقاومة المدنية الأوكرانية" سيعقد في فرنسا في 13 ديسمبر .

وبحسب المسؤول الأميركي، فإن "ما يفعله الروس هو أنهم يستهدفون تحديداً محطات المحولات العالية الجهد"، وليس محطات إنتاج الطاقة فحسب، وذلك بهدف تعطيل السلسلة بأكملها من الإنتاج إلى التوزيع.

ويجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء والأربعاء، في العاصمة الرومانية لمناقشة مواضيع شتى أبرزها دعم الحلف لأوكرانيا.

وقالت أوكرانيا إنها اضطرت لقطع التيار الكهربائي بمناطق في أنحاء البلاد بعد انتكاسة في جهودها لإصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضررت إثر هجمات صاروخية روسية.

وقالت شركة "يوكرنرجو" المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية في أوكرانيا إنها اضطرت إلى إيقاف وحدات الكهرباء في عدة محطات لظروف طارئة، موضحة أن الطلب على الكهرباء يشهد ارتفاعاً مع دخول الشتاء وسقوط الثلوج في العاصمة وباقي أنحاء البلاد. وأضافت، "ستعود الوحدات إلى العمل فور إزالة أسباب القطع الطارئ للكهرباء، وهو ما سيقلل العجز في منظومة الكهرباء ويقلل حجم القيود على المستهلكين".

وقالت شركة "دي تي إي كيه"، أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا، إنها ستقلل إمداداتها من الكهرباء بواقع 60 في المئة لمشتركيها في كييف التي تحوم درجات الحرارة فيها حول الصفر المئوي (32 درجة فهرنهايت).

وفي شأن النسبة المتبقية من الإمدادات أوضحت الشركة أن 42 في المئة فقط تبقى للاستهلاك اليومي بعد تلبية احتياجات البنية التحتية الأساسية.

وكتب فرع الشركة في كييف على صفحته بموقع "فيسبوك"، "نبذل ما بوسعنا لتوفير الكهرباء لكل المشتركين لمدة ساعتين إلى ثلاث مرتين يومياً". وقالت "يوكرنرجو" إن العجز بمنظومة الطاقة الوطنية انخفض إلى 27 في المئة.

وتقول موسكو إن هجماتها على البنية التحتية الأساسية هجمات مشروعة من الناحية العسكرية، مضيفة أن كييف يمكنها إنهاء معاناة شعبها بالرضوخ للمطالب الروسية. وتقول أوكرانيا إن الهجمات التي تهدف للتسبب في مأساة مدنية هي جريمة حرب. 

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن روسيا ستواصل على الأرجح مهاجمة شبكة الكهرباء والبنية التحتية للغاز في أوكرانيا، وكذلك الخدمات الأساسية فيها. وأضاف في مؤتمر صحافي في بوخارست قبل اجتماع على مدى يومين لوزراء خارجية دول الحلف، "القيام بذلك ونحن على أعتاب الشتاء يظهر أن الرئيس (فلاديمير) بوتين يحاول حالياً استخدام الشتاء سلاح حرب ضد أوكرانيا".