الخلافات بين واشنطن وكييف تطفو على السطح

 

YNP:    

تطفو الخلافات بين واشنطن وكييف على السطح، فثمة ما يدفع الولايات المتحدة لانتقاد حليفتها التي تخوض حرباً مع روسيا منذ فبراير (شباط) 2022، بسبب إصرارها على دحر روسيا من باخموت، بعد فوات الآوان، كذلك تورط أوكرانيا بعمليات تفجير خط نورد ستريم، إضافة لطلبها المستمر للمساعدات الأمريكية، دون إبداء إي امتنان.

ومع تلك الخلافات لا تزال العلاقات مستقرة بين البلدين، إذ تواصل الولايات المتحدة دعمها القوي لأوكرانيا، وتسليحها في مواجهة روسيا، ومدها بالأموال اللازمة لصمودها اقتصادياً، مع مرور عام على الحرب، لكن ومع ذلك هناك ما يزعج الولايات المتحدة، في تصرفات أوكرانيا، بحسب صحيفة "بوليتيكو".

ومن الأمور الرئيسية التي أججت الخلافات بين البلدين بحسب 10 مسؤولين ومشرعين وخبراء أمريكيين، تورط أوكرانيا في تخريب خط أنابيب نورد ستريم للغاز الطبيعي في قاع المحيط الأطلسي، كذلك الدفاع المستنزف عن مدينة باخموت غير المهمة من الناحية الاستراتيجية، وخطة كييف لاستعادة القرم، التي أصبحت ضمن السيطرة الروسية منذ عام 2014.

حرب استنزاف

ومع احتدام المعارك في باخموت، وتقدم قوات فاغنر  في المدينة، تدعو الولايات المتحدة حليفتها أوكرانيا للانسحاب، إذ لا إمكانية لكسب المعركة. وبدأ القلق يساور العديد من مسؤولي الإدارة الأمريكية حيال خسارة أوكرانيا أكواماً من السلاح الغربي والأمريكي، وفقدانها أعداداً هائلة من المقاتلين على جبهة باخموت، دون تقدم يذكر.

يقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي مايكل ماكول، "لا أرى أي بوادر لكسب أوكرانيا الحرب في الوقت الحالي، نحن ندعمهم بما يكفي لصمودهم".

تفجير نورد ستريم

وأصبح لتورط كييف في تفجير خط نورد ستريم وقع على العلاقات مع الولايات المتحدة. وكشفت الأدلة الأخيرة عن ضلوعها في العملية، وأشار تقييم أجرته المخابرات الأمريكية إلى أن "مجموعة مؤيدة لأوكرانيا" كانت مسؤولة عن تدمير خط الأنابيب الروسي الذي ينقل الغاز إلى أوروبا. 

وأدى طلب أوكرانيا المستمر للمزيد من الأسلحة الأمريكية إلى إحباط المسؤولين في إدارة الرئيس جو بادين. ورغم أن الولايات المتحدة دعمت كييف بكل الأسلحة الممكنة، إلا أن الأخيرة كانت تتطلع إلى ما هو أكثر، حتى بدأت وزارة الدفاع الأمريكية بالتذمر، خاصة وأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يظهر في بعض الأحيان، الامتنان المناسب لواشنطن، وفقاً لاثنين من مسؤولي البيت الأبيض.

وترتفع نبرة الجمهورييين الرافضين لتقديم دعم مطلق إلى كييف، وبدأ عدد من أعضاء الحزب الجمهوري، بالتعبير علناً عن شكوكهم حيال الكرم الأمريكي المفرط في دعم أوكرانيا، مع تراجع الأمل في نهاية الحرب قريباً.

كذلك، أصبح إصرار زيلينسكي على استعادة القرم، عبئاً إضافياً على الولايات المتحدة، وهو ما دفع وزير الخارجية أنتوني بلينكين لتحذير كييف من الخطوة، معتبراً أنها خطاً أحمر بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد تدفع نحو تصعيد دراماتيكي للحرب.