قصف متبادل يصيب الهدنة في السودان

 

YNP:    

شهدت العاصمة السودانية ضربات جوية وانفجارات اليوم الأربعاء، بعد انهيار اتفاق برعاية أمريكية لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهو ما دفع السكان للبقاء في منازلهم واليابان للإعداد لإجلاء مواطنيها.

تسبّب القتال بانقطاع الكهرباء والمياه وفاقم معاناة السكان في رمضان

وسُمع دوي قصف مستمر وانفجارات عالية في وسط الخرطوم بالمنطقة المحيطة بمقر وزارة الدفاع والمطار، الذي جرت معارك ضارية بين الجانبين للسيطرة عليه وخرج من الخدمة منذ اندلاع القتال في مطلع الأسبوع. وتصاعد دخان كثيف إلى السماء.

وسعت قوى خارجية من بينها الولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع للسماح للسكان العالقين بسبب القتال لتدبير احتياجاتهم.

وأشار الجانبان إلى اتفاقهما على وقف إطلاق النار اعتباراً من السادسة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش) أمس الثلاثاء لكن إطلاق النار لم يتوقف وأصدر كل منهما بياناً يتهم فيه الآخر بخرق الهدنة.

 

عمليات مستمرة للجيش

وقالت القيادة العليا للجيش إنها مستمرة في عمليات تأمين العاصمة والمناطق الأخرى.

وقالت واحدة من السكان على الأطراف الشرقية للخرطوم، إنه بعد ضربات جوية وقصف بالمدفعية قرب منزلها أمس، استؤنف القتال الكثيف في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء قبل أن يهدأ مجدداً.

وقالت، "لم نستطع النوم. فترة الهدوء الوحيدة كانت بين الثالثة والخامسة صباحاً".

وأعلن الجيش، استلام القصر الجمهوري بالكامل، بعد عملية إنزال جوي قامت بها قوات المظلية، وأدت إلى دحر كل "المتمردين". وقال الجيش في بيان له، تم طرد مجموعة حراسة القصر الجمهوري التي كانت في السابق تابعة للدعم السريع وتم قتل 6 من ضباطها ومجموعة كبيرة من أفرادها.

وتحدث الجيش أيضاً، عن تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير عدد من عرباتها القتالية.

وأفاد مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة، اليوم الأربعاء، "كان من السهولة ضرب تجمعات المتمردين بالقوات الجوية داخل تمركزاتها بوسط الخرطوم والقضاء على التمرد في ساعات، لكن لا يمكن للقوات المسلحة أن تسلك هذا المسلك وتضع حياة الناس على المحك وهذا هو الفرق بين الجيوش الوطنية والمليشيات".

وجدد الجيش الدعوة، لأفراد الدعم السريع لتسليم أنفسهم لأقرب وحدة عسكرية والانضمام لصفوفها للخروج من حالة التمرد.

حصيلة جديدة

ولقي قرابة 270 شخصاً حتفهم في أحداث العنف التي تهدد باجتذاب قوى من دول مجاورة للسودان تدعم كل منها أحد طرفي الصراع وربما تزيد من شدة التنافس على النفود بالمنطقة بين روسيا والولايات المتحدة. وقالت مصادر سودانية، إن من بين الضحايا، 7 أطباء.

ومنذ صباح السبت الماضي يجري قتال كثيف لأول مرة منذ عقود في أنحاء العاصمة السودانية التي تضم الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري على الجانب الآخر من النيل الأبيض والنيل الأزرق.

وقوض القتال أحدث خطة مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم ديمقراطي يقوده المدنيون بعد مرور أربعة أعوام على الإطاحة بعمر البشير وعامين على انقلاب عسكري.

معاناة

وسبَّب انقطاع الكهرباء والمياه المتكرر نتيجة القتال معاناة للسكان في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وأدى لتوقف العمل بمعظم المستشفيات.

وطلبت شركة توزيع الكهرباء من سكان الخرطوم ترشيد استهلاك الكهرباء وقالت، إن الخوادم المسؤولة عمليات شراء الكهرباء عبر الإنترنت تعطلت.

وأضافت الشركة في بيان أن المنطقة التي توجد بها الخوادم شديدة الخطورة على المهندسين.

وأغلقت الشركات والمدارس أبوابها في العاصمة منذ بدء القتال، ووردت أنباء على نطاق واسع عن أعمال نهب واعتداء وتكونت طوابير طويلة أمام المخابز التي لا تزال تعمل.

وقال أحد السكان في مدينة بحري، إن اسمه محمد "معظم السلع غير متوفرة. الناس يبحثون عن احتياجات لكنهم لا يجدونها".

تداعيات إنسانية

تقول وكالات تابعة للأمم المتحدة، إنه جرى تعليق الكثير من برامجها في الدولة مترامية الأطراف التي تعاني بالفعل من وضع إنساني غير مستقر.

وكان كثير من السكان يخطط للانتقال جنوباً إلى مناطق ريفية في ولاية الخرطوم أو ولاية الجزيرة في حالة استمرار وقف إطلاق النار.

وكان أحمد عمر، وهو منسق لخدمات الاتصالات في المجلس النرويجي للاجئين يعمل في القضارف بشرق السودان، يأمل في الوصول إلى الخرطوم لزيارة والديه في نهاية شهر رمضان، لكن الاشتباكات حالت دون ذلك.

وقال، "كنا جميعا نأمل في سلام وشيك وتشكيل حكومة ... لقد حطموا كل أحلام الشباب السوداني والثورة السودانية".