طرفا الصراع في السودان يمددان هدنة معلنة رغم مواصلة القتال

فيما تستمر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الـ18 على التوالي من دون أفق لحل وشيك، وسط تعالي التحذيرات من كارثة شاملة في هذا البلد قد تمتد إلى المنطقة بأسرها، اتفق الجنرالان القويان، عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو على هدنة لمدة 7 أيام، وفق ما أعلنت جوبا.

وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان لها، إن قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية اتفقا من حيث المبدأ على هدنة لسبعة أيام تبدأ في الرابع من مايو .

وجاء في البيان أن رئيس جنوب السودان سلفا كير شدد على أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول وتعيين ممثلين في محادثات سلام. وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على تعيين ممثلين للمحادثات.

وورد أن جنوب السودان ضمن الدول التي ستستضيف المحادثات، وعرضت التوسط في الصراع الدائر في السودان.

وأعلنت الأمم المتحدة أن المعارك الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع خلّفت أكثر من 334 ألف نازح و100 ألف لاجئ.

كما حذرت المنظمة الأممية من أن برامجها المخصصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى الثلاثاء سوى 14 في المئة من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع القتال.

ودعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، الذي أطاحه انقلاب عسكري، إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإقامة ممرات إنسانية دائمة وموثوقة وآمنة، والمباشرة بحوار بين الجيش وقوات الدعم السريع وإشراك المدنيين في مفاوضات شاملة تهدف إلى وقف الحرب، وصولاً إلى استئناف العملية السياسية والانتقال الديمقراطي في البلاد. وحذر حمدوك من أن استمرار الحرب في السودان قد يضر العالم بأسره.

وأدت الاشتباكات الدامية إلى نزوح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى. وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الإثنين من أن "أكثر من 800 ألف شخص" قد يفرون من السودان.

وتحولت الأزمة الصحية التي كان يعانيها السودان قبل اندلاع القتال إلى "كارثة بكل معنى الكلمة"، بحسب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط أحمد المنظري.

في الأثناء، تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من هذا البلد، وفي جديدها إعلان روسيا إخراج أكثر من 200 شخص من السودان.