دائرة القتال تتسع في السودان ولا خطوط حمراء

 

YNP:    

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، تكثيفاً لعمليات القصف في محاولة من الجيش السوداني لصد هجمات تنفذها قوات الدعم السريع، للسيطرة على قواعد رئيسية عسكرية.

واتهمت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها، قوات الدعم السريع باستهداف البعثات الدبلوماسية في السودان، بعد إعلان الأردن والكويت، تعرض سفارتهما في السودان للتخريب والاقتحام.

تكثيف الضربات

وقال شهود إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة اليوم الثلاثاء، في وقت يسعى فيه الجيش للدفاع عن قواعد رئيسية أمام هجوم قوات الدعم السريع، بعد دخول المعارك بين الجانبين شهرها الثاني.

وذكر شهود أنهم سمعوا دوي ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم بالإضافة إلى قصف عنيف في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين اللتين يفصلهما نهر النيل عن العاصمة.

ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة، لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان خاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.

ويعتمد الجيش السوداني بشكل أساسي على الضربات الجوية والقصف في ظل سعيه لطرد قوات الدعم السريع التي انتشرت في أحياء في الخرطوم بعد وقت قصير من اندلاع القتال في 15 أبريل (نيسان).

وهاجمت قوات الدعم السريع، قواعد عسكرية رئيسية في شمال أم درمان وجنوب الخرطوم الثلاثاء، في مسعى لمنع الجيش من نشر أسلحة ثقيلة وطائرات مقاتلة على ما يبدو.

وأعلنت قوات الدعم السريع في السودان اليوم الثلاثاء، الاستيلاء على مواقع تابعة للقوات المسلحة السودانية في الخرطوم.

ويعمل الجيش على قطع خطوط إمداد قوات الدعم السريع من خارج العاصمة، وتأمين مواقع استراتيجية من بينها المطار بوسط الخرطوم، ومصفاة الجيلي الرئيسية للنفط في بحري حيث احتدم القتال مرة أخرى اليوم الثلاثاء.

وبالإضافة إلى الخرطوم ودارفور اتّسع نطاق الاشتباكات إلى مناطق أخرى، وأسفرت أعمال عنف عرقية في ولايتي غرب كردفان والنيل الأبيض، عن مقتل أكثر من خمسين شخصا، بحسب الأمم المتحدة.

اتهامات متبادلة

واتهم الجيش، قوات الدعم السريع باستخدام أسرى الجيش وأسرهم دروعاً بشرية، وهو ما تنفيه قوات الدعم السريع.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها أسرت المئات من قوات الجيش في هجوم مضاد في بحري ونشرت لقطات فيديو تظهر رجالا يرتدون الزي العسكري ويجلسون على الأرض بينما يحتفل عناصر من القوة شبه العسكرية حولهم.

ومن جانبها، قالت القوات المسلحة السودانية، إن قوات الدعم السريع واصلت "نهجها المخطط في ممارسة سلوكها الإرهابي البربري كاتِّخاذ المرافق الصحية والخدمية ثكنات عسكرية بالعاصمة القومية الخرطوم".

وأشار إلى أنه "إزاء ذلك دفعت وزارة الخارجية بمذكرة رسمية إلى منظمة الصحة العالمية عبر بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة بجنيف".

وأوضح البيان أن عدد المرافق الصحية التي تعدّت عليها المليشيات مُتخذةً منها ثكنات عسكرية وأخرجت منها المرضى والحوامل مع الاعتداء على الكوادر الطبية، بلغ 22 مرفقاً.

وأدانت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها اليوم نهج قوات الدعم السريع وهجومها على البعثات الدبلوماسية، وانتهاكها للأعراف الدولية.

وقال البيان: "في خرق للتهدئة وللقوانين والأعراف الدولية، قامت قوات الدعم السريع، الأحد، بالاعتداء والدخول عنوة إلى مقرات البعثات الدبلوماسية الأردنية والسعودية والكويتية وسفارة جمهورية جنوب السودان وسفارة الصومال الفيدرالية وسفارة يوغندا".

وأضاف "قامت القوات المتمردة بالعبث بالمستندات وإتلاف الأثاث وسرقة الأشياء الثمينة بما في ذلك أجهزة الحاسوب والسيارات الدبلوماسية دون مراعاتها للقانون الدولي الأعراف المعنية بحرمة وحماية مقرات وممتلكات البعثات الدبلوماسية."