روسيا تحمل تركيا وأوكرانيا مسؤولية خرق "تبادل الأسرى"

احتج الكرملين، في وقت متأخر من مساء أمس السبت، على عودة عدد من قادة "كتيبة آزوفستال" التي تصنفها موسكو "إرهابية" من تركيا إلى أوكرانيا برفقة رئيسها فولوديمير زيلينسكي الذي استقبلهم في مطار إسطنبول، حيث كان في زيارة إلى تركيا التقى خلالها نظيره رجب طيب أردوغان وجرت بينهما مفاوضات في شأن الأسرى.

وأكدت الرئاسة الأوكرانية أنها أعادت خمسة قادة من الكتيبة التي دافعت عن مدينة ماريوبول على رغم ما يمثله ذلك من خرق لاتفاق تبادل الأسرى العام الماضي ويقضي ببقائهم في تركيا حتى نهاية الحرب.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "عودة قادة كتيبة آزوف من تركيا إلى أوكرانيا ليست سوى خرق مباشر جديد لشروط اتفاقات مبرمة"، وحمل أنقرة وكييف مسؤولية خرف الاتفاق، وفق ما أوردت وكالات الأنباء الروسية.

وقال بيسكوف لوكالة الإعلام الروسية "لم يبلغنا أحد بهذا. بحسب الاتفاقات، كان على هؤلاء البقاء على أراضي تركيا حتى نهاية الصراع".

وأضاف بيسكوف أن الإفراج عنهم من تركيا جاء نتيجة ضغوط شديدة من حلفاء أنقرة في حلف شمال الأطلسي قبيل قمة يعقدها هذا الأسبوع، والتي تأمل أوكرانيا أن تتلقى خلالها إشارة إيجابية في شأن نيلها العضوية في المستقبل.

وربط بيسكوف عودة هؤلاء القادة بـ"فشل الهجوم المضاد" الذي بدأته كييف مطلع يونيو (حزيران) لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها، ورغبة أنقرة في إظهار "تضامنها" مع كييف قبيل قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا الأسبوع المقبل. وأورد أنه "تجري التحضيرات لقمة (الناتو)، وبالطبع مورست ضغوط كبيرة على تركيا".

زيلينسكي الذي اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، في إسطنبول لإجراء محادثات أعلن قوله، "عائدون إلى الوطن من تركيا، وسنعيد أبطالنا إلى الديار". كما نشر مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة يظهر فيه هو ومسؤولون آخرون وهم يصافحون ويعانقون القادة قبل أن يستقلوا معا طائرة تشيكية.

وفي السياق، لم يقدم زيلينسكي في تصريحاته أي تفسير للسماح للقادة بالعودة إلى بلدهم الآن. ولم ترد دائرة الاتصال التركية بعد على طلب للتعليق.

ويتهم الكرملين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية "كتيبة آزوف" بأنها جماعة نازية جديدة مرتبطة بأوساط القوميين المتشددين ارتكبت جرائم حرب. وصنفها القضاء الروسي منظمة "إرهابية" في أغسطس 2022.

وعلى صعيد ميداني، قال الجيش الأوكراني إن قصفاً مدفعياً روسياً أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين وإصابة 13 آخرين في ليمان بمنطقة دونيتسك، السبت.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أيضاً في تقريرها المسائي أن القوات الروسية قامت بمحاولات باءت بالفشل للتقدم في قطاع ليمان. وتعرض ما لا يقل عن 10 بلدات وقرى للقصف.

وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو في وقت سابق إن قصفاً مدفعياً استهدف مدينة ليمان في نحو الساعة العاشرة صباحاً (0700 بتوقيت غرينتش) وأصاب منطقة سكنية في المدينة الصغيرة. وذكر أنه أسفر عن مقتل ستة مدنيين في الأقل.

وقال عبر تطبيق "تيليغرام"، "تضرر منزل ومتجر. الشرطة تباشر مهامها في الموقع".

وتعد مدينة ليمان مركزاً لخطوط السكك الحديدية في دونيتسك بشرق البلاد. وقال الجيش الأوكراني في إفادة يومية إنه صد محاولات القوات الروسية لشن هجوم بالقرب من ليمان.