قائد "الدعم السريع" يطالب بتنحي قيادة الجيش السوداني لإتاحة الفرصة للسلام

طالب قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو بتنحي خصومه في هيئة قيادة الجيش السوداني من أجل اتاحة الفرصة لإنهاء القتال المستمر منذ ثلاثة أشهر.

وتوجه دقلو في فيديو من خمس دقائق نشر على "تويتر"، ويعتقد أنه الأول له منذ اندلاع المعارك مع الجيش في 15 أبريل الماضي، إلى الجنود السودانيين بالقول إنه يمكن تحقيق السلام "خلال 72 ساعة" في حال قاموا بتسليم قائدهم الجنرال عبدالفتاح البرهان ومساعديه. وقال "نقول لإخواننا في القوات المسلحة، إذا كنتم تريدون الحل العاجل غيروا هذه القيادة... غيروها وخلال 72 ساعة" سنتوصل إلى اتفاق.

وحذر "حميدتي" من أن أحمد هارون المسؤول السابق في عهد الرئيس السابق عمر البشير الذي فر من السجن في أواخر أبريل يترأس اللجنة الأمنية في الأجزاء الشرقية من البلاد التي يسيطر عليها الجيش. واتهم "حميدتي" الجيش في رسائل صوتية سابقة بتلقي أوامر من موالين للبشير الذي مكث في السلطة نحو ثلاثة عقود.

وشدد دقلو الذي ظهر في المقطع المصور بزيه العسكري وسط مقاتلين من "الدعم السريع" يرددون الهتافات، على أنه من دعاة السلام وليس الحرب، مقدماً اعتذاره من الشعب السوداني "عن المأساة التي خلفتها هذه الحرب التي فرضت علينا".

لكن القتال لم يهدأ الجمعة، إذ أفاد سكان بحصول غارات جوية جديدة، كما ذكر شهود عيان أن انفجارات وقعت داخل مجمع اليرموك للصناعات العسكرية. وأسفرت الحرب المتواصلة من دون أي أفق للحل عن مقتل 3900 شخص في الأقل حتى الآن، بحسب منظمة "أكليد" غير الحكومية، علماً أن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.

من جانبها، دعت السفارة الأميركية في السودان الجمعة الجيش وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.

وقالت السفارة في بيان إن حصيلة الصراع والمعاناة الإنسانية "مروعة"، ووصفت التقارير الواردة عن سقوط مزيد من الضحايا المدنيين بسبب القصف المكثف من الجانبين بأنها "مفزعة".

وطالبت السفارة الأميركية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "بضمان احترام قواتهما لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والتمييز بين المدنيين والمقاتلين"، وتجنب الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.

وكان الجيش السوداني قد أعلن في بيان الخميس أن وفده إلى محادثات مدينة جدة السعودية الرامية إلى إعادة السلام للبلاد عاد للسودان "للتشاور"، وسيكون مستعداً لمواصلة المحادثات "متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".

وتهدف المحادثات للتوصل لإنهاء أو حتى وقف موقت للقتال الذي اندلع وسط تنافس الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية على السلطة. ومنذ ذلك الحين، نزح أكثر من 3.5 مليون شخص هرباً من القتال مما تسبب في واحد من أسوأ الأوضاع الإنسانية في العالم.

وقال الجيش في بيانه إن الخلاف على قضايا "من بينها إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بجميع مناطق العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات". ورداً على ذلك، قالت قوات "الدعم السريع" إن لجنة مشتركة من الطرفين أكدت خلو جميع المرافق التي زارتها من أي مظهر عسكري لقوات "الدعم السريع".

وشددت قوات "الدعم السريع" على عدم صحة ما جاء في بيان الجيش بأن محادثات الطرفين تجري بصورة غير مباشرة، وقالت إن الجيش انخرط في محادثات مباشرة مع وفدها الذي لا يزال في جدة.

وأشارت إلى أن ما يعوق التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات وإعلان المبادئ العامة لمفاوضات الحل الشامل هو إصرار وفد الجيش "غير المبرر على فك الحصار عن قياداته في القيادة العامة".

وعلى رغم إبداء الطرفين المتحاربين انفتاحاً على جهود الوساطة التي تقودها جهات إقليمية ودولية، لم يؤدِّ أي منها إلى وقف إطلاق نار مستدام.

واستأنف الجانبان المحادثات التي تيسرها السعودية والولايات المتحدة في جدة هذا الشهر.