اشتداد المعارك بالخرطوم وام درمان وغارات على نيالا

زادت وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، اليوم الاثنين على جبهات قتالية عدة بمدينتي أم درمان والخرطوم أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.

وتجددت الاشتباكات في مدينة نيالا، غرب البلاد، حيث تعرضت أحياؤها، بخاصة حي المطار، لغارات جوية من قبل الطيران الحربي التابع للجيش مستهدفاً تمركزات قوات "الدعم السريع" ما أدى إلى هروب أعداد كبيرة من المواطنين إلى خارج المدينة.

وبحسب الجيش السوداني، فإنه تمكن من تأمين محيط سلاح المدرعات في منطقة الشجرة، جنوب الخرطوم، وطرد قوات "الدعم السريع" من الأحياء المحيطة بواسطة قوات العمل الخاص التي نفذت أيضاً عمليات تمشيط لتنظيف منطقة جنوب ووسط الخرطوم من جيوب التمرد. وسارعت قوات "الدعم السريع"، في المقابل، ببث فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أفراداً من قواتها يتجولون في الأجزاء المحيطة بسلاح المدرعات.

وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبدالله إن "قوات الدعم السريع قامت، الأحد، بقصف عشوائي استهدف مناطق بمحلية كرري بخاصة الجرافة وود البخيث أدى إلى مقتل 13 شخصاً من المدنيين وجرح آخرين.

 كما أطلقت النار على منطقة المسيد جنوب الخرطوم أسفر عن مقتل ثلاثة من المدنيين، وهو سلوك متكرر درجت عليه هذه القوات باستهداف مناطق سكنية خالية من أي ثكنات عسكرية". وأوضح أن "اشتباكاً وقع بين الجيش وميليشيات الدعم السريع في حي اللاماب جنوب غربي الخرطوم وتمكّن الجيش من القضاء على القوات المتمردة والاستيلاء على أسلحتها، وأن القوات المسلحة السودانية ستواصل عملياتها وهي في كامل الجاهزية".

في غضون ذلك، أفادت مصادر بأن قوات "الدعم السريع" أطلقت قذائف المدفعية بكثافة على مواقع سلاح المهندسين بأم درمان، وشنّ الجيش، بدوره، هجوماً بالطيران والمدفعية الثقيلة على أحياء منطقة أمبدة بمدينة أم درمان وأحياء منطقة شرق النيل بمدينة بحري.

ووفق شهود، فإن ستة مدنيين قتلوا وجرح أربعة آخرون في انفجار قذيفة بمنطقة الخودير شمال أم درمان، وبيّن الشهود أن الطيران الحربي التابع للجيش ظلّ يحلق فوق سماء أم درمان فيما جوبه بمضادات "الدعم السريع"، وتمّ تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين الطرفين في وسط وشرق مدينة أم درمان.

ورأى الخبير العسكري السوداني العقيد شاكر شمس الدين أن "قوات الدعم السريع فقدت كثيراً، في الآونة الأخيرة، بخاصة في جوانب الاتصالات والقيادة والإمداد، وأصبحت المعركة بين الجانبين غير متكافئة من الناحية العسكرية، لكنه يعتقد أن الوقت ما زال مبكراً لانتهاء الحرب لعدم استجابة هذه القوات للنداءات الصادرة عن الجيش والمنظمات الدولية والإقليمية والمواطنين بخروجها من المنازل والمرافق الاستراتيجية من مستشفيات وخدمات الكهرباء والمياه وغيرها، وبالتالي، فإن إخراجها بالقوة يتطلب عملاً نوعياً وخاصاً من قبل الجيش السوداني الذي بدأ بتحرير عدد من أحياء مدينة أم درمان من هذه الميليشيات".

وأضاف شمس الدين "الجيش السوداني فرضت عليه الظروف في بداية الحرب أن يكون في وضع دفاعي، وبالتالي، أجرى التحسينات الدفاعية لصدّ أي هجوم متوقع من الدعم السريع".

وأكد تقرير أصدره محامي الطوارئ في السودان حول المعتقلات تعرّض مئات المدنيين لجرائم ضد الإنسانية، إذ واجهوا أصنافاً واسعة من التعذيب، شملت التجويع حتى الموت في 52 معتقلاً للجيش السوداني و"الدعم السريع"، داخل ولاية الخرطوم منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل .

ونوّه التقرير إلى إن المعتقلات تعاني من عدم التهوية والرطوبة العالية التي تؤدي إلى صعوبة في التنفس، ما قاد إلى وفاة عدد من المعتقلين، كما لا توجد فيها مراحيض، لافتاً إلى وجود 44 مركز اعتقال لقوات "الدعم السريع" وثمانية مراكز اعتقال للجيش، فضلاً عن مراكز اعتقال موقتة يُجمع فيها المعتقلون وعادة ما تكون في مبانٍ سكنية أو مدارس أو أعيان مدنية، قبل أن يتم فرزهم ونقلهم إلى مراكز الاعتقال الدائمة، لكن عادة ما تكون مراكز الاعتقال الدائمة في المقار العسكرية ومباني المؤسسات الحكومية البعيدة نسبياً من الأحياء السكنية.

وأشار التقرير، أيضاً، إلى أن القاسم المشترك لمراكز اعتقال الجيش و"الدعم السريع"، ممارسة التعذيب والمعاملة القاسية في مواجهة المدنيين والأسرى العسكريين. ويخضع المعتقلون للاستجواب تحت التعذيب، إلى جانب إجبارهم على القيام بأعمال شاقة وحفر القبور لقتلى للطرفين.

ولفت التقرير إلى انعدام الخدمات الطبية والصحية في المعتقلات، ما تسبب بوفاة معتقلين مكثوا أشهراً عدة من دون تلقي الرعاية الطبية للإصابات الناجمة عن التعذيب، مؤكداً أن بعض المعتقلين من أصحاب الأمراض المزمنة يعانون من عدم تلقي العلاج والأدوية المنقذة للحياة.

وشهد معتقل، كان محتجزاً في مركز تابع لـ "الدعم السريع" وفاة مريض بأزمة تنفس وآخر بالسكري. وحض التقرير الأمم المتحدة وشركاء السودان الإقليميين والدوليين على تكثيف الضغوط على الجيش و"الدعم السريع" من أجل الإفراج عن المعتقلين وتوثيق الانتهاكات وتشكيل لجنة أممية لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان.

وأكد تقرير لغرفة طوارئ جنوب الحزام في الخرطوم استقبال مستشفى بشائر 1194 حالة، خلال أغسطس الماضي، بينها 373 إصابة بالرصاص، و108 حالات طعن واعتداء، و250 إصابة جراء القصف، و463 حادثة طبيعية وأمراضاً مزمنة.

وبحسب التقرير، أيضاً، سجلت 35 حالة وفاة، وحالتا اغتصاب، فضلاً عن إجراء 473 عملية جراحية خلال أغسطس.