وذكر التقرير، أن "الحرب التي اندلعت بعد السابع من تشرين الأول 2023 يعد الصراع الأكثر تحولاً في الشرق الأوسط منذ الربيع العربي. ومع ذلك، وبعد أكثر من 22 شهراً من شنّ الجيش الإسرائيلي حملةً عسكرية لا تزال إسرائيل تفتقر إلى نهاية سياسية محددة، و تعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأدى فشل إسرائيل في تصوّر "اليوم التالي" للحرب إلى تعميق الكارثة الإنسانية في القطاع، والتي تشمل الآن تفاقم الجوع، ومع تزايد تحوّل الصراع إلى مشكلة إقليمية ودولية مميتة، تتدخل جهات فاعلة من خارج إسرائيل لمحاولة إيجاد حل".
وأضاف ان " غياب أي رؤية إسرائيلية طويلة الأمد ترك إسرائيل وغزة والمنطقة بأسرها في حالة فوضى عارمة، ولا يمكن كسب الحروب التي لا هدف سياسي واضح لها، ولا يمكن إنهاؤها، و كلما طال أمد الفراغ في التخطيط الإسرائيلي، كلما اضطرت الجهات الدولية الفاعلة إلى التكاتف لمنع كارثة أسوأ من تلك التي تتكشف حاليًا".
وتابع ان " الحرب التي تخوضها إسرائيل الان في قطاع غزة أصبحت ظالمة وغير أخلاقية وذات نتائج عكسية، مما ألقى بمسؤولية الكارثة الإنسانية في غزة على عاتق إسرائيل، وكان ينبغي على القادة الإسرائيليين والأمريكيين أن يدركوا أنه على المدى البعيد، سيؤثر الربيع العربي على كيفية استجابة مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة الإقليمية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وانه وعلى الرغم من الاختلافات الدينية والمذهبية بين المسلمين وبين الدول الإسلامية ستظل القضية الفلسطينية هي التي توحد بين مختلف هذه المذاهب والطوائف والاختلافات العرقية كما كانت الحرب في غزة بمثابة توبيخ للافتراضات الأمريكية بأن الدول العربية ستمضي قدمًا في تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل دون بذل جهود جادة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
