هل يتحكم الذكاء الاصطناعي بمجال الطب مستقبلاً؟

 

YNP:

لم تحل تقنيات الذكاء الاصطناعي -لغاية اليوم- محل الطبيب بل باتت داعماً له، وما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي و"الروبوتات" قد يشكلان مستقبل قطاع الرعاية الصحية.

فقد تطور الذكاء الاصطناعي على مدى أعوام بوتيرة متسارعة ودخل في مختلف القطاعات الحياتية، ومنها القطاع الطبي، اذ شهد الطب تحوّلاً تُرجم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي إن كان من خلال تشخيص الأمراض أو من خلال تسهيل عمل الأطباء خاصة فيما يتعلق بالأعمال الإدارية أو عبر جمع عدد كبير من البيانات والمعلومات والتاريخ الصحي للمرضى وحفظها بشكل أسرع وأسهل.

وهذا ما يهدف إليه تطبيق "Dragon Ambient eXperience Express" أو "DAX Express" والذي اطلقته شركة "Nuance Communications" التابعة لـ مايكروسوفت، والذي يُسهّل مهمة تدوين الملاحظات للعاملين في مجال الرعاية الصحية مدعوم بالذكاء الاصطناعي.

 

مساعدة إدارية للأطباء

يساعد الذكاء في تقليل الأعباء الإدارية للأطباء من خلال إنشاء مسودة للملاحظات تلقائيًا في غضون ثوانٍ بعد زيارة المريض، ويتم تشغيل هذه التقنية الجديدة من خلال الذكاء الاصطناعي. فاذا قمت بزيارة طبيب يستخدم هذه التقنية، فلن تراه يأخذ ملاحظات كما جرت العادة بل سيوثق التطبيق كل ما تحدثت عنه بطريقة ممنهجة وواضحة، وتختصر تلك التقنية الوقت على الأطباء وتخفف عنهم عبء الكتابة "ما يتيح لمقدمي الخدمات التركيز على مرضاهم" بحسب الموقع الرسمي لـ "Nuance" وهي شركة رائدة في ابتكارات الذكاء الاصطناعي للمحادثة وتعمل مع آلاف المؤسسات في مجال الرعاية الصحية والاتصالات وغيرها.

وكانت مايكروسوفت  قد استحوذت على "Nuance"  مقابل حوالى 16 مليار دولار في عام 2021، وتحقق الشركة الإيرادات من خلال بيع أدوات للتعرف على الكلام وتحويله إلى نص مكتوب أثناء زيارات الطبيب ومكالمات خدمة العملاء ورسائل البريد الصوتي.

تقنيات الذكاء

على الصعيد اللبناني مثلاً، لا يوجد من يستخدم تلك التقنية، بحسب بعض الأطباء والممرضين، ولكن يستخدم بعض الأطباء تقنيات أخرى تسهل عملهم وهي عبارة عن نظام اسمه "Epic" المُستخدم في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، الذي يساعد الطبيب على ادخال بيانات المريض من فحوصات وعوارض وغيرها، ويستطيع المريض أيضاً أن يحمل تطبيقاً على هاتفه ليتابع مع طبيبه وبإمكان التطبيق أن يذكره بموعده مع الطبيب.

في سياق متصل، نشرت مجلة "لانسيت" المتخصصة في مجال الأورام السرطانية تقريراً عن دور الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة التشخيص المبكر لسرطان الثدي بنحو 20%، إلى جانب كونه أكثر أماناً وفاعلية في إجراء الفحوصات. وأشارت الدراسة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تساعد في خفض عبء عمل الأطباء في قراءة التصوير الإشعاعي بنحو 50%.

وبعد موجة المخاوف التي أثارها بوت الدردشة "جي بي تي" والتي دفعت رجال أعمال وخبراء وأكاديميين إلى المطالبة بوقف تعليم الذكاء الاصطناعي مشيرين إلى المخاطر المحتملة على المجتمع والإنسانية، عبّر رجل الأعمال الميلياردير بيل غيتس عن رأيه حيال هذا الموضوع في منشور على مدونته "غيتس نوتس" فرأى أن الذكاء الاصطناعي يُعدّ من أكثر التكنولوجيات التي سيراها أي منا في حياته قدرة على إحداث تحولات جذرية في العالم.

وبحسب مدير أبحاث الأخلاقيات والابتكار المسؤول في معهد ألان تورينغ في المملكة المتحدة، ديفيد ليسلي فإن غيتس كان واحداً من الذين تحدثوا عن الخطر الوجودي للذكاء الاصطناعي منذ عقد مضى معتبراً أن "موقفه أصبح أقل حدة على ما يبدو".

اذاً لم تحل تقنيات الذكاء الاصطناعي -لغاية اليوم- محل الطبيب بل باتت داعماً له، وما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي و"الروبوتات" قد يشكلان مستقبل قطاع الرعاية الصحية، ولكن ما هي التحديات التي تواجه تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستشفيات والمرافق الصحية، وكيف يمكن التغلب عليها لتحقيق أكبر مكسب للمرضى والعاملين في القطاع الصحي؟