حصص صفقة "ميون" تفجر خلافات في البرلمان – تقرير

خاص – YNP ..

فجأة وبدون سابق انذار، فجر نائب رئيس برلمان هادي، عبدالعزيز جباري، قنبلة مدوية بشأن ما يبرم في كواليس هذا المكون الذي استحدثه تحالف الحرب على اليمن في العام 2019 لتمرير اجندته في اليمن  على غرر استحداثه لـ"الشرعية" اليافطة التي تأكلت على مدى السنوات السبع الماضية من عمر الحرب ، فإلى اين تقود القوى الموالية للتحالف البلاد؟

لم يستطيع جباري، الذي عرف بانتقاده العلني للتحالف وصراحته ، هذه المرة مكاشفة العامة فأوحى إلى صحفيين كبار كمراسل الجزيرة في اليمن احمد الشلفي ومحمد الخامري لنشر غسيل الجلسة التي عقدت في القاهرة في وقت سابق هذا الاسبوع وكان يفترض ان تقف على تداعيات  احتلال الامارات للجزر اليمنية على واقع الشطحات التي اظهرها نواب هادي  اعلاميا في محاولة لتسويق انفسهم كمدافعي عن السيادة وابعاد شبهة الصفقات التي يعقدونها خلف الكواليس.

الصدمة الفعلية، إن الجلس لم تضع جزيرة ميون التي هزت تقارير دولية عن عسكرتها من قبل الامارات على جدول اعمال الجلسة التي حضرها  برلمانيين بعدد اصابع اليد،  بأن ان النقاش المحتدم ارتكز على كيفية ارسال فريق   يضم 20 نائبا في برلمان هادي على راسهم رئيس المجلس ورؤساء الكتل  الموالية للتحالف  إلى السعودية  للبحث عن صفقة جديدة لتمرير  فضيحة ميون، وبحسب ما سربه جباري، فإن البركاني  قائد جناح الامارات في البرلمان  وعد بالحصول على 500 الف ريال سعودي  للبرلمانيين وحماية امنية من نائب وزير الدفاع السعودي ، وهذه كانت محل اجماع كافة  برلمانيو هادي المشاركين في الجلسة، لكن المشكلة حدثت عندما لوح البركاني باستبعاد جباري خصمه اللدود والذي صعد من وتيرة هجومه على التحالف في محاولة لابتزازه كما يبدو، فأومي إلى جباري بانه لم يعد مرغوب لدى السعوديين وأن السعودية لن تمنحه تأشيرة دخول إلى اراضيها بفعل موقفه الاخير من ميون مع أنه كان يحاول من خلاله الحصول على امتيازات اكبر وليس بدافع وطني.

حديث البركاني استفز جباري ودفعه للمطالب بحل هيئة رئاسة برلمان هادي وعينه على منصب الرئيس ما ادى إلى رفع الجلسة.

لم يكتفي جباري في تسريبه الأخير  الحديث عن ما دار في جلسة القاهرة  بل واصل  انتقامه من السعودية بكشف كواليس صفقة جلسة سيئون تلك التي حشدت لها السعودية وضخت لأجلها نحو نصف مليون ريال سعودي لكل عضو حضر الجلسة، وكان المقابل  توقيع هؤلاء البرلمانيين  عريضة بيان  يبيح للسعودية قصف اليمن ارضا وانسانا باعتبارهم اهداف عسكرية ،  ويسمح لها بتدمير البنى التحتية والقطاعات المختلفة ولديها صك براءة من اعضاء تجردوا من كافة القيم والاخلاق وارتهنوا  لمصالحهم الذاتية ليبيعوا وطن بشعبه وارضه مقابل اثمان بخسة.

لم  تكن  ما كشفه جباري، وفق ما اكده البركاني في بيانه على تسريبات نشره الصحفيين سالفي الذكر،  سوى  جزء من  ما يدور  خلف الكواليس ، لكنها تبقى  شهادة مهمة على تورط الموالين للتحالف من سياسيين وبرلمانيين  وشخصيات اجتماعية  وحكومية  ممن ارتهنوا على مدى العقود الماضية  للجنة الخاصة السعودية  بالمتاجرة بقضايا السيادة وأن حاولوا التدثر بثوب الوطن.