سعوديون يتساءلون : لماذا يفرُّ جنودنا بدون أسلحة ؟

YNP -  إبراهيم القانص :

مؤشرات خطيرة بدأت تلوح في أفق السعودية المظلم، على مستوى الداخل السعودي، فبعد دخول الحرب التي تقودها المملكة على اليمن عامها السابع، وتداعيات هذه السنوات العجاف وآثارها التي بدأ المواطنون السعوديون يلمسونها في واقعهم المعيش؛ أصبح النظام السعودي قاب قوسين أو أدنى من مواجهة غضب شعبي، يتوقع مراقبون أنه سيخرج عن سيطرة حكام المملكة الذين يمارسون سياسة قمعية لا تسمح بارتفاع أي صوت معارض مهما كانت مشروعيته وأحقيته.

 

الغضب الشعبي ضد قمع واعتقال وتغييب الكثير من المعارضين لسياسات وممارسات السلطات السعودية بحق أبناء شعبها من ناشطين حقوقيين ورجال دين، لم يعد التحرك الوحيد في الداخل السعودي، فقد بدأت تحركات شعبية أيضاً مناهضة للزج بالجنود السعوديين إلى محارق الموت في الحد الجنوبي للمملكة، خصوصاً بعد العمليات الأخيرة التي بثها إعلام صنعاء الحربي في منطقة جيزان، والتي وضعت السلطات في موقف أقل ما يوصف بأنه مخزٍ، غير الخسائر الكبيرة التي تستنزف خزائن المملكة في الإنفاق على أتباعها داخل المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة التحالف، والتي ظهرت انعكاساتها السلبية على الاقتصاد السعودي ومعيشة المواطنين هناك.

 

لم تترك السعودية باباً إلا وطرقته للبحث عن وسيط يخرجها من المأزق الذي وضعت فيه نفسها بالحرب على اليمن، فالاستنفار العالمي لوقف الحرب يكشف عن حجم ذلك المأزق، إلا أنها- بحسب المراقبين- وصلت إلى نقطة اللاعودة، ما يعني أنها لا بد أن تدفع ثمن ما أقدمت عليه، خصوصاً بعدما ارتفعت أصوات أهالي وأقرباء الجنود السعوديين في الحدود الجنوبية، مطالبةً بتفسيرات مقنعة للفشل العسكري الذريع الذي جعل أبناءهم عرضةً للموت أو الفرار وترك كل ذلك العتاد العسكري المهول خلفهم.

 

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أطلق الأهالي والناشطون السعوديون حملة تغريدات كبيرة، طالبوا خلالها ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان بتقديم استقالته والكف عن العبث بأرواح أبنائهم، مشيرين إلى أن الرواتب والمزايا الممنوحة لأبنائهم الجنود تُعدّ الأقل على مستوى العالم إذا ما قيست بإمكانات المملكة، حسب الناشط السعودي محمد العتيبي، الذي أكد أن السعوديين لن يتغافلوا عن فشل ولي العهد الذي أدى لإزهاق أرواح أبنائهم، متسائلاً عن أسباب هروب الجنود هكذا بدون أسلحة؟، كما ذكّر مغردون السلطات السعودية بخسائر القوات المصري في اليمن إبان عهد الرئيس جمال عبدالناصر.

 

الشيخ السعودي المعارض سعد بن ناصر الغامدي، قال إن ضابطاً سعودياً أكد له أنه لا يوجد ما يوقف قوات صنعاء، وأنها تستطيع الوصول إلى ما هو أبعد من الخوبة بجيزان وتحديداً منطقة الدرب غرب أبها، حسب قوله، واصفاً ما حدث في جيزان من وصول الحوثيين إلى الخوبة وقتل أعداد كبيرة من الجيش السعودي وأخذ كميات أسلحة ومعدات، بالتمدد الخطير في مسار الحرب، متسائلاً من المسئول عن ذلك، مؤكداً أن معاداة غزة وفلسطين وإسكات المساجد وتوسيع هيئة الترفيه لم تنفع بشيء.

 

مواقع إخبارية سعودية معارضة قالت إن ما تنفقه المملكة على صفقات الأسلحة يفوق كل المنافسين في المنطقة، خصوصاً إسرائيل وإيران، بحسب تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية.. مشيرةً إلى أن بين الفاعلية السياسية والعسكرية لإيران والمملكة، بوناً شاسعاً، مؤكدةً أن المشكلة ليست في التسليح، بل في العقلية الطفولية التي تدير الموارد، في إشارة إلى سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يُجمع الكثير من السعوديين على أنه يستحق محاكمة عسكرية بسبب ما يحدث للجيش وترسانته الحربية في اليمن.