معركة البيضاء .. محاولة سعودية لنقل الحرب إلى عقر دار الانتقالي – تقرير

خاص – YNP ..

مع احتدام المعارك  في مديرية الزاهر، على حدود محافظة البيضاء مع يافع، ابرز معاقل الانتقالي جنوب اليمن،  يدور العديد من التساؤلات في اذهان المتابعين  حول الهدف من نقل المعركة  إلى هذه المنطقة بالتحديد على الرغم من وجود خيارات  لفتح جبهات  اخرى اكثر اهمية ، فما ابعاد وتوقيت فتح جبهة الزاهر – يافع ؟

خلال صياغة اتفاق الرياض، حرصت السعودية على اضافة بند  في ملحقه العسكري والامني يتضمن  فتح جبهة يافع باتجاه الزاهر،  وظل هذا البند  يحضر في كل لقاءات قيادة الانتقالي والقوات السعودية وحتى السفير، حيث كان يضع  الاخير   سؤال في وجه الانتقالي متى ستفتح جبهة يافع.

كان الهدف السعودي من هذه الخطوة هو اضعاف التركيبة القبلية  لقوة الانتقالي الذي تشكل فصائل يافع  ابرز قوام قواته في عدن وتشكل العائق  أمام اجندة السعودية  في تمرير مشاريعها بالسيطرة على المدينة، ناهيك عن الانتقام الذي تطمح السعودية  لتحقيقه باستهداف ابرز رموز يافع وقبائلها خصوصا بعد التهديدات التي اطلقها كبر مشايخ يافع ، عبدالرب النقيب،  في بيانه  الذي سبق  قيادته انقلاب الانتقالي على حكومة هادي الموالية للسعودية في اغسطس من العام  2019، وتوعد فيه النقيب السعودية باستعادة الارضي اليمنية منها وهو بذلك يشير إلى اتفاقيات  جدة والطائف والتي  استولت السعودية بموجبها على اراضي واسعة  في الحدود الشمالية والشرقية لليمن.

بمعنى اكثر  توصيفا يعني نقل المعركة وفتح جبهات اخرى على الحدود اليمنية – السعودية تضاف إلى تلك التي تخوضها صنعاء في الشمال.

كان الانتقالي مدركا  للمخطط السعودي من تفجير معركة يافع، وقد احبط محاولة تفجير الوضع هناك بطرق عدة ابرزها محاولة ابقاء يافع كخط امداد لفصائل القاعدة في مديرية الزاهر المجاورة ، وقد صارت فصائله العديد من شحنات الاسلحة السعودية،  لكن الأن يبدو بان المجلس في مأزق حقيقي وقد  استقوت السعودية عليه بألوية العمالقة السلفية لدعم  التيار الجهادي فيها والمعروف بـ"تنظيم القاعدة" والذي تعد الزاهر ابرز معاقله..  

حتى الأن نجحت هذه الفصائل بخرق اتفاقيات سابقة  والهجوم على مواقع صنعاء ، لكن النتائج لم تحسم بعد، وكل المؤشرات على أن ردة فعل صنعاء التي امتصت الهجوم باحتوائه في مناطق سيطرة  التحالف ، قد تكون اقوى من تلك التي  شهدتها مناطق الضالع خلال السنوات الماضية وتمكنت قوات صنعاء خلالها  من التوغل إلى تخوم المدينة ..

فتح جبهة الزاهر  مع أن جبهات اخرى في المحافظة لا تزال  متوقفة يشير إلى حقيقة واحدة تتمثل في أن الهدف هو الانتقالي، فجميع المعارك التي تم تفجيرها في البيضاء خلال السنوات الاخيرة حسمت لصالح قوات صنعاء، وهو ما يؤكد على وجود تعزيل سعودي وحتى من قبل اطراف داخل الشرعية ذاتها على انتصار الحوثيين في هذه الجبهة وتحقيق  تقدم صوب مديريات يافع المحاذية  ما يفرض القتال على الانتقالي  وهو ما يعني فتح جبهة جديدة لاستنزاف قواته واخراجها من عدن في الوقت الذي يحشد فيه خصومه إلى تخوم المدينة عبر مساري ابين ولحج  ناهيك عن المواجهات في الضالع، بعدها سيجد الانتقالي نفسه  خارج الحسابات سياسيا وعسكريا.

بدون خطوات عملية للانتقالي تخلط اوراق وحسابات خصومه في "الشرعية" وتزيل الكابوس الذي يتهدد مستقبله ويراد له  استئصاله ولو بنقل المعركة إلى شبوة وحضرموت،  سيكتب المجلس نهايتها قبل أن ترى دولة الجنوب  التي يزعم مساعيها لاستعادتها "النور".