"الجيش الوطني" يقطع رؤوس الأسرى في البيضاء

YNP - إبراهيم القانص :

مشاركة المجاميع الإرهابية والعناصر الأكثر تشدداً وتطرفاً في القتال إلى جانب التحالف والشرعية، لم يكن خافياً ولا مستغرباً، فمنذ السنة الأولى لبدء عمليات التحالف العسكرية في اليمن كانت تلك المجاميع والعناصر حاضرة بكل مسمياتها المعروفة، داعش والقاعدة وأنصار الشرعية والسلفيين، مدعومةً بأموال التحالف وأسلحته، ومغطاةً بطيرانه الحربي، في مختلف الجبهات.

 امتلأت محافظة مارب بالآلاف من عناصر القاعدة وداعش للقتال تحت راية التحالف، خصوصاً بعدما تمكنت قوات صنعاء من التقدم باتجاه المدينة واقترابها من إتمام السيطرة الكاملة عليها، وكما أفادت الأنباء المتواترة فقد جلب التحالف مجاميع كثيرة تنتمي للقاعدة وداعش من سوريا والعراق، وتم تدريب الآلاف منهم في معسكرات خاصة في تركيا، بتنسيق وترتيبات مسبقة أعدها قياديون في حزب الإصلاح مقيمون في تركيا، وبعدها تم جلبهم إلى مارب لمحاولة إسناد التحالف والشرعية بعد الفشل الذريع لقواتهما أمام هجمات وتقدم قوات صنعاء، ولا يزال التحالف يدفع بالآلاف من الإرهابيين إلى مارب ومؤخراً إلى البيضاء، أما المحافظات الجنوبية فتتعرض للإغراق المتواصل بآلاف العناصر المتشددة.

 

وكان مقتل الكثير من زعماء وقيادات داعش والقاعدة في معارك مارب وإعلان مقتلهم، أكثر الأدلة التي أثبتت المشاركة الفعلية للتنظيمات الإرهابية في معارك مارب وغيرها، بل مكنهم التحالف من قيادة العمليات العسكرية في كثير من الجبهات، لكنهم وبالرغم من ذلك لم يستطيعوا تغيير معادلة المواجهات على الأرض ولا تزال قوات صنعاء مسيطرةً على الوضع ومستمرةً في التقدم.

 

التصعيد العسكري الأخير في محافظة البيضاء، تم أيضاً بالمجاميع الإرهابية نفسها، من القاعدة وداعش، والجماعات السلفية التي تشكل قِوامَ ما يسمى ألوية العمالقة، التي شكلتها وتمولها الإمارات لخوض معاركها في الساحل الغربي، كل ذلك لم يعد خافياً ولا مستغرباً، لكن المستغرب أن يُطلق التحالف والشرعية على تلك المجاميع صفة "الجيش الوطني"، رغم أن هيئاتهم ومظاهرهم وشعاراتهم يعرفها العالم كله بأنها تخص داعش والقاعدة، في وقت يروج التحالف والمبعوثون الأمريكيون والأمميون أن حربهم على الإرهاب مستمرة؛ يقدمون الإرهابيين على أنهم ما تعتبره الشرعية "الجيش الوطني"، وبموافقة الشرعية نفسها، وتنسب إليهم في كل وسائل إعلامها أي تقدم يحققونه، لكن ما يشاهده الناس من التسجيلات المرئية التي تبثها تلك الوسائل تحت شعار تقدمات الجيش الوطني هو صور لعناصر إرهابية متطرفة أصبح الجميع يعرفها من هيئاتها التي لا تتغير.

 

مراقبون أبدوا استغرابهم من إقدام الشرعية على تسمية تلك المجاميع ونسبتها إلى "الجيش الوطني"، خصوصاً وبغض النظر عن أشكالها البعيدة عما يفترض أنه جيش نظامي، أن ممارساتها وطرقها البشعة تتنافى مع كل الأعراف والقيم والقوانين التي تحكم الحروب، فقد قطعت تلك العناصر رأس أحد أسرى قوات صنعاء في جبهة الزاهر بمحافظة البيضاء، موثقة العملية بتسجيل مرئي بحضور مجندين من ألوية العمالقة، وعلى مرأى عدد من سكان المنطقة، فهل يليق هذا التصرف بقوات يطلقون عليها صفة جيش وطني، يتساءل المراقبون.