هزيمة البيضاء تغسل يد السعودية بشأن الشمال وتفتح الباب لمرحلة جديدة من الصراع جنوبا – تقرير

خاص –YNP ..

على ايقاع الهزائم الجديدة في شمال اليمن، بدأ صراع دولي و اقليمي يتصاعد جنوبا،  فهل قررت السعودية تنفيذ الخطة "ب" لإنقاذ سمعتها في مستنقع الحرب على اليمن والتي تقودها منذ 7 سنوات أم أن الامر مرتبط بالأجندة من الحرب منذ بدايته و  مع قرب التوصل إلى اتفاق سلام؟

بحسم معركة البيضاء ووصول طلائع قواتها إلى منطقة الحبج على حدود يافع ، جنوبا، تكون قوات صنعاء قد افشلت  المحاولة التالية  لتغير خارطة اهتماماتها الحالية في مارب وحصنت  مناطق سيطرتها في الشمال  عبر حصر  الفصائل الموالية للتحالف والمتناحرة  في مناطق الجنوب والشرق، وربما قد تشهد مأرب  خلال الايام المقبلة تطورات جديدة بشأن حسم صنعاء لملفها عسكريا نظرا للتحركات التي عاشتها المدينة خلال الساعات الماضية  والتطورات في جبهات القتال.

كانت البيضاء اخر اوراق التحالف لإحداث اختراق للكتلة الصلبة في شمال اليمن ،  لذا حشد لها بمعية الولايات المتحدة   كافة طاقته علها تحرك المياه الراكدة في هذه المناطق ولو بتحريك خلايا، لكن وقد اكتشف هشاشة  ما يدعيها "مقاومة" وغياب الحاضنة الشعبية حتى وقد استعان بمقاتلين من تلك المناطق نفسها ومؤدلجين بفكر القاعدة وداعش،  يسعى الأن  للخطة التالية وقد ظهرت ملامحها تتجلى بوضوح بمحاولته اجراء تغيير ديمغرافي في مناطق بين الجنوب والشمال تسمح بإعادة توطين الفصائل الموالية له بما فيها القاعدة وداعش والاصلاح والانتقالي  وعلى أن تظل هذه الفصائل المتناحرة  تخوض صراعاتها العقيمة في مساحة لا تتعد ما يصفها الباحث في الاكاديمية الروسية، علي الزامكي، بالمثلث ذاك الذي يبدأ في لحج وينتهي بابين مرورا بعدن.   

هذه الخطة  تبدو  ناجعة حاليا لإشغالها القوى اليمنية  الموالية للتحالف بصراعات جانبية واستخدام مقاتليها كمتارس في الخطوط الامامية  لعرقلة اية محاولة لصنعاء للتوغل في مناطق النفط هذا من ناحية أما من ناحية اخرى  فاقتصار المعارك جنوبا  يمنح التحالف الفرصة لرسم خطة بشان مستقبل المحافظات النفطية في الهلال الشرقي الذي يمتد من شبوة وحضرموت وصولا إلى مأرب،  فهذا  الهلال بثرواته من النفط والغاز  إلى جانب موقعه الاستراتيجي على خط الملاحة الدولية هو الهدف في نهاية المطاف من الحرب القاتلة إلى تفكيك القوى اليمنية  عبر استحضار صراعات مناطقية ومذهبية وبما يجعلها هشة وخانعة للتحالف ومصدر القرار في العواصم الدولية.  

عموما لا يمكن للسعودية ومن خلفها  الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السماح لأي طرف حتى لوكان موالي لها بالتمدد في الهلال النفطي،  بما فيه الانتقالي الذي حاول خلال الايام الماضية  استحضار  شعبيته بتظاهرات لا تقدم ولا تؤخر  كونه لا يهدف من خلالها سوى البحث عن مزيد من  المناصب في "الشرعية" ، وتعرض لتكشيرة سعودية غير مسبوقة  بدأت ببيانات التهديد الرسمية  التي صدرت عن وزارة الخارجية السعودية ومن بعدها مجلس الوزراء برئاسة سلمان بن عبدالعزيز وصولا إلى بيانات امريكية – فرنسية – بريطانية، تحاول السعودية من خلالها تحجيم الانتقالي خارجيا وشيطنته مع بدء مسؤوليها على راسهم  السفير السعودية توصيفه بـ "التخادم مع ايران" تمهيدا لضربه.

على كلا هذه التحركات ليست في سبيل "الشرعية" ولا اعادتها وانما في سبيل حفظ مصالح تلك الدول التي تحتفظ بشركات نفطية واخرى للغاز في عموم المناطق النفطية  لليمن وتديرها كإقطاعية خاصة بها  تشرف عليها السعودية بعيدا عن الدولة في اليمن منذ عقود، وحتى التكشير ضد الانتقالي ليس  بصفته بل رسالة للأمارات التي تحاول منذ اغسطس من العام 2019، تاريخ اعلانها انهاء عملياتها العسكرية  في اليمن، البحث عن موطئ قدم في المحافظات النفطية، هو ما قد يدفع نحو حربا جديدة هناك ليس فقط على مستوى الامارات التي تخوض صراعا فعليا ضد السعودية على اكثر من جبهة بل ايضا من قبل اطراف دولية كروسيا التي ظهر مندوبها في الأمم المتحدة  بتصريح جديد يلمح فيه  إلى  دعم القوى الجنوبية المنادي بالانفصال ضمن 3 خيارات اقربها حكم فيدرالي.