السعودية تُفرج عن أحد معتقلي الرأي بوساطة إسرائيلية

YNP - إبراهيم القانص :
انتكاسات متواصلة في السياسات السعودية الداخلية، ترفع من وتيرة السخط الشعبي الذي يتنامى يوماً بعد آخر، ضد سياسات ولي العهد محمد بن سلمان التي فاقمت قمع الحريات ووضعت الاقتصاد السعودي في مهب التدهور، بالإضافة إلى السياسات الجديدة التي تتعارض كلياً مع قيم وأعراف المجتمع السعودي المحافظ، وتسيء بشكل عام إلى القيم الدينية، حيث تحاول سلطات بن سلمان إجبار المجتمع السعودي على الانسلاخ من تلك القيم واستبدالها بعادات غربية دخيلة يرفضها المجتمع ولا يبدي أي استعداد للتأقلم معها.

في متوالية الفضائح الأخلاقية التي تتكشف تباعاً في السياسات الداخلية، أقدمت السلطات السعودية، خلال الأيام الماضية، على اعتقال حوالي أكثر من خمسين حاجاً من داخل الحرم المكي، بذريعة الدخول بطريقة مخالفة وبدون تصاريح، وقررت السلطات تغريم كل واحد من الحجاج المعتقلين 10 آلاف ريال سعودي، وهو مبلغ مكلف بالنسبة للحجاج، لكنه لا يعني شيئاً للسلطات التي بدأت بتحويل الحج إلى موسم للسياحة الدينية، حيث انتفت من أدبياتها القيمة الدينية والشعائرية العظيمة للحج في نفوس كل المسلمين الذين منعتهم من تأدية الفريضة لهذا العام، وحصرت من يحق لهم الحج في ستين ألفاً من مواطنيها والمقيمين في أرضها وبشروط مجحفة وتعجيزية.

أما الإجراء الأكثر سقوطاً أخلاقياً فهو ما فعلته السلطات السعودية مؤخراً، فمن بين المئات من معتقلي الرأي السعوديين المطالبين بالإصلاحات السياسية والمالية، أفرجت سلطات ولي العهد عن أحد المحللين السياسيين بوساطة إسرائيلية، كونه أحد الدعاة إلى التطبيع مع كيان الاحتلال، بل وزفَّ الخبر صحافي إسرائيلي مطلقاً على الكاتب والمحلل السعودي المفرج عنه صفة "داعية السلام"، بينما تسوم السلطات السعودية بقية معتقلي الرأي سوء العذاب داخل سجونها الظاهرة والخفية.

المحلل السياسي السعودي عبدالحميد الغبين، كان قد اعتقل قبل حوالي سنة، بتهمة التخابر مع دولة أجنبية- من المؤكد أنها ليست إسرائيل- وكذلك بتهمة تهريب أموال طائلة إلى خارج المملكة، لكن الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين وصف الإجراءات السعودية بأنها تعسفية، بدءاً من اعتقال الغبين ومروراً بمنعه من الكتابة في شبكات التواصل الاجتماعي، أو التحدث عن قضيته لوسائل الإعلام الأجنبية ومنعه من السفر، وانتهاء بسحب جنسيته، وأبدى الصحافي الإسرائيلي نوعاً من التفاخر بأن كل التهم التي وجهت للغبين تم إسقاطها، كونه أحد أشهر دعاة السلام مع إسرائيل، حسب وصف كوهين.

ويرى مراقبون أن الإفراج عن أكثر المحللين السعوديين تأييداً للتطبيع مع إسرائيل، وأكثرهم ظهوراً على شاشات القنوات الإسرائيلية، ما كان ليحدث إلا بوساطة مباشرة من مسئولين إسرائيليين مقربين من ولي العهد، الذي تربطه بهم علاقات سرية لكنها ناجزة وفاعلة في مسار العلاقات بين الرياض وتل أبيب، في وقت لا يزال المئات يقبعون في السجون لمجرد مطالبتهم بالإصلاحات أو اعتراضهم على استبدال فريضة الحج بمواسم للترفيه منافية للقيم والأعراف التي يتحلى بها المجتمع السعودي، مؤكدين أن تلك الممارسات ستتحول إلى مسار تحرري في ثقافة ووعي الشعب السعودي للخلاص من ظلم وقمع سلطاتهم.