تعقيدات تنذر بفشل المبعوث الجديد قبل بدء مسيرته – تقرير

خاص – YNP ..

مع تسمية الأمم المتحدة، السويدي هانس جرودنبرغ،  كمبعوث دولي إلى اليمن، سارعت العديد من الاطراف المحلية  لطرح  رؤيتها  للطريق الاقرب للحل من وجهة نظرها، لكن وبغض النظر عن موقف القوى اليمنية المناهضة للتحالف والتواقة لسلام حقيقي يحفظ لليمني كرامته وللأرض وحدتها وسيادتها ، تبرز الاجندة الخاصة في رؤى الاطراف الاقليمية والدولية المشاركة في الحرب ما يضع مستقبل  المبعوث الجديد على المحك قبل بدء مسيراته، فما امكانية  نجاح جرودنبرغ؟

بغض النظر عن خبرته السابقة  كسفير للاتحاد الاوروبي لدى اليمن، وعمله الدبلوماسي، وفق متحدث الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق والممتد إلى 20 عاما، قد يواجه جرودنبرغ  وضعا اخر في   الملف اليمني  مع تعددا الاجندة واتساع الاطراف  المشاركة في الحرب والمتدثرة بالسلام خصوصا في ظل محاولة كل طرف خارجي تفصيل الحل السياسي وفقا لأجندته فقط وبعيدا عن  الوضع الذي يعيشه اليمنيون منذ 7 سنوات.

اكبر تعقيد قد يواجهه المبعوث الجديد في اليمن، تعدد الرؤى الدولية والاقليمية، وابرزها الامريكية تلك التي دفعت سلفه مارتن غريفيث للاستقالة طواعية لإدراكه المسبق بأن دخول الامريكيين  الذين عينوا مؤخرا مبعوث إلى اليمن،  على الخط السياسي قد  يبقيه مجرد سمسار في بورصة واشنطن للحل في المنطقة ، وقد بدأت امريكا بالفعل بتقيد حركة المبعوث الجديد عبر  رسم اجندة حذرت في بيان الخارجية الجديد من مغبة تجاوزها وحددتها بوقف معركة مأرب تلك التي يدور  المبعوث الامريكي منذ تعينه في فبراير الماضي في حلقة مفرغة لمنع سقوط  المدينة الاهم بالنسبة للتحالف الذي تدعمها امريكا.

وليس بعيدا عن الامريكيين الذين يريدون سلام في اليمن من نافذتهم التي تحفظ مصالح امريكا القديمة والمتجددة في هذا البلد الثري بالنفط والغاز وذي الموقع الاستراتيجي، تبرز بريطانيا، التي خاضت معركة ضد الاتحاد الاوروبي  بعد الخروج منه،  كمعضلة حقيقية  في طريق السلام بعد فشلها في ابقاء  منصب المبعوث إلى اليمن بيدها، وهي الان  كشرت عن انيابها في وجه الدبلوماسي الاوروبي  بتعيين سفير جديد في اليمن اكد في اول تصريح على حضور الدور البريطاني في  المشهد اليمني ولو بارتداء يافطه الشباب والنساء اولئك الذين لا يملكون دورا اصلا في اي منعطف وليسوا طرفا في  الازمة.

التعقيدات في طريق المبعوث تتسع كلما اقترب من اطراف الحرب، فالسعودية التي تحاول صياغة  حل سياسي من منظورها ذلك الذي فشلت في تمريره عسكريا، وهي الأن بدأت المناورة مجددا في وجه جردونبرغ بتحريك ورقة التعاون الخليجي الذي جدد تمسكه بالمرجعيات الثلاث وهدفه الضغط لإبقاء تحركات هانس بيد الرياض التي تمول عمليات المبعوث الدولي ومكاتبه الاقليمية والدولية، ناهيك عن الإمارات التي تحاول خلط الاوراق لفرض رؤيتها للحل نكاية بالسعودية او رغبة بالنفوذ مستقبلا..

عموما، تبدو طريق جرودنبرغ طويلة ومشاوره ملي بالعقبات، لكن  في حال صحت الانباء التي تتحدث عن مداولات دولية لانضاج حل سياسي يتضمن ازاحة منظومة "الشرعية" التي تعد ابرز معوقات الحل في اليمن ناهيك عن فسادها الذي اغرق الشعب في فاقة وفوضى  قد يكون جرودنبرغ  قدم جديد يستحق من الاطراف اليمنية النظر فيه خصوصا صنعاء التي تشكل الطرف الاقوى وسبق لها وأن قدمت عرض للسعودية بمفاوضات بعيدا من ما وصفها حسين العزي بـ"المرتزقة"..