بعد إغراقها بالقاعدة والسلفيين.. التحالف يخسر الكثير من قبائل مارب

YNP -  إبراهيم القانص :

يستمر غرق التحالف في المستنقع اليمني، بدون تحقيق أي إنجاز على الأرض، سوى المزيد من تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي للمواطنين اليمنيين، الذين قرر التحالف قبل أكثر من ستة أعوام التدخل العسكري في بلادهم، تحت شعار تحريرهم مما أسماه الاحتلال الحوثي،

لكن ما رآه المواطنون اليمنيون، تحديداً في المحافظات التي يسيطر عليها التحالف وحكومة هادي، من تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية والخدماتية جعلهم يفقدون ثقتهم في التحالف والحكومة.

 

مراقبون أكدوا أن معدل تأييد التحالف تراجع بشكل كبير، خصوصاً في ما يخص المواجهات الميدانية، فالهزائم التي تُمنى بها قوات التحالف والشرعية في مختلف الجبهات أمام قوات صنعاء رغم الفارق الكبير في التجهيزات والعتاد الحربي، تعتبر مؤشراً على تراجع رغبة المقاتلين في صفوف التحالف والشرعية وحماستهم، وتحوّل المسألة بالنسبة لهم إلى مكاسب مالية يسعون إلى حصد أكبر نسبة منها، وقد أدركت ذلك قيادة التحالف وأصبحت على يقين بأنها تتعرض لعملية استنزاف وابتزاز من قِبل الفصائل التي تقاتل في صفوفها.

 

خلال الأسبوع الماضي، جددت وسائل إعلام تابعة للتحالف، يمرر من خلالها رسائله إلى الموالين له، اتهامها لقيادات عسكرية تابعة للشرعية بابتزاز التحالف واستنزافه مالياً، من خلال ألوية عسكرية وهمية تضم كشوفاتها مئات الآلاف من المجندين الذين لا وجود لهم الميدان، ويتم رفع تلك الكشوفات إلى قيادة التحالف للحصول على مخصصاتهم المالية تحت مسميات الرواتب والتغذية والنفقات اليومية وغيرها، بينما لا يوجد على أرض الواقع سوى أقل من ربع تلك الأعداد التي تضمها كشوفات الألوية المرفوعة، والبقية أسماء وهمية لمجندين افتراضيين.

 

وأشار خبراء عسكريون موالون للتحالف أن قيادات عسكرية تخفي الإحصاءات الفعلية لقوات الشرعية، مؤكدين أن أقرب مثال يثبت حقيقة ما يقولون أن المنطقة العسكرية الرابعة التابعة للشرعية ترفع كشوفات تحمل عدد 127 ألف مجند هم قوام قوات ألويتها، بينما الحقيقة أنه لا يوجد حتى الربع من ذلك العدد، وحين تتسلم قيادات المنطقة مخصصات تلك الألوية تصرف النزر اليسير منها على القلة المتواجدة فعلياً من المجندين، وتستحوذ على بقية المبالغ التي تقدر بالمليارات من الريالات، حسب الخبراء العسكريين.

 

ومع كل هزيمة لقوات الشرعية يحمل التحالف قيادات الشرعية مسئوليتها، ويتهمها بالتخاذل والاهتمام فقط بالحصول على أكبر نسبة من الأموال التي ينفقها التحالف على نفقاتهم ومرتباتهم، وخلال الفترة الأخيرة وبالتزامن مع تقدم قوات صنعاء في جميع الجبهات، خصوصاً في جبهات مارب، كثف التحالف من عملية استقدام مجاميع كبيرة من مسلحي تنظيم القاعدة، نتيجة فقدانه الثقة في ألوية الشرعية، كان آخرها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث جلب التحالف مجاميع من مسلحي التنظيم المتطرف، بينهم أجانب يرتدون الزي الأفغاني، قدموا من الأراضي السعودية إلى مارب، على متن 3 حافلات كبيرة دخلت عبر منفذ الوديعة الحدودي، وتم استقبالها في منزل قيادي في حزب الإصلاح، الشيخ علي بن حسن بن غريب، في منطقة آل شبوان بوادي عبيدة، الأمر الذي أثار حالة من السخط في أوساط أبناء القبائل الذين يقاتلون في صفوف التحالف، وحسب مصادر محلية فقد توجه عدد من أبناء مارب بعبارات الرفض والطرد لعناصر القاعدة أثناء توقفهم لشراء ما يحتاجونه من بقالة بجوار محطة بن معيلي.

 

ويرجع المراقبون ارتفاع مؤشر السخط على التحالف وتراجع نسبة التأييد في أوساط أبناء القبائل في مارب، إلى إصرار التحالف على إغراق المحافظة بالعناصر المتطرفة من تنظيم القاعدة للقتال في صفوف قواته، وكذلك بالمتطرفين من السلفيين الذين يجلبهم التحالف تحت مسمى طلاب العلم، ليتم بعد ذلك تدريبهم وتأهيلهم للانضمام إلى صفوف المقاتلين من عناصر القاعدة، حسب ما يتوقعه المراقبون، خصوصاً أنه تم افتتاح مركز للجماعات السلفية في مديرية الجوبة بمحافظة مارب، وذكرت مصادر محلية أن تكلفة بناء المركز الذي أصبح جاهزاً لاستقبال أعداد كبيرة من السلفيين، تجاوزت عشرة مليارات ريال، أنفقتها السعودية على بنائه وتجهيزه، ووفق شروط التمويل السعودي بدأ المركز فعلياً باستقبال من يصفونهم بطلاب العلم، بينهم فرنسيون وأفارقة وعدد من الجنسيات العربية والأجنبية.