في يومه العالمي.. نموذج العمل الإنساني للتحالف في اليمن

YNP -  إبراهيم القانص :

يكثر الحديث عن الشعارات التي تُرفع باسم حقوق الطفل والمرأة وحريات الرأي والتعبير والفكر، حتى وصلت بعضها حد تخصيص يوم للاحتفاء بها عالمياً، وعادةً ما يبرز من يدعون أنهم رموزاً لتفعيل تلك الشعارات والعمل بها، من أجل الإنسانية وسعادتها واستقرارها، بينما تتكشف الحقائق يوماً بعد يوم عن كمية كبيرة من التزييف والتضليل تحت تلك الشعارات،

إذ أصبحت واجهة لأغراض وأهداف وسياسات لا علاقة لها بالإنسان ولا بحقوقه التي يزايدون بها، ويدعون أنهم من يصونها ضد الانتهاكات والعبث، وهم عبارة عن غطاء لأبشع عمليات انتهاك حقوق الإنسان، ومع ذلك يكونون في مُقَدِم المحتفلين بها.

 

يصادف اليوم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، الشعار الذي ترفعه منظمات وجمعيات وكيانات وأنظمة وشخصيات اعتبارية، وما الذي سيقوله كل هؤلاء بشأن العمل الإنساني وغالبيتهم يستغلونه كوسيلة للثراء وتحقيق المكاسب الشخصية، وآخرون يتخذونه وسيلة لخدمة أنظمة وحكومات لتحقيق مكاسب سياسية وأطماع استعمارية في عدد من البلدان الضعيفة المنهكة، وإذا ما نفذت أي جهة تعمل تحت هذا الشعار عملاً أو نشاطاً استهدف شريحة منهكة في بلدٍ ما تجدها تُشهِّر بتلك الفئة وتفضح فقرها وعوزها وحاجتها إلى تلك المساعدات الضئيلة، بتصويرهم والتشهير بهم في كل وسائل الإعلام، في أكبر عملية انتهاك لكرامتهم وإنسانيتهم التي يرونها فيما بعد مهدورة مستباحة على شاشات الفضائيات وواجهات الصحف والمواقع الإخبارية.

 

على الصعيد نفسه، تستخدم السعودية والإمارات الطرق والوسائل نفسها، التي تحمل شعارات العمل الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية في الحرب التي تقودانها على اليمن منذ أكثر من ست سنوات، فما يسمى مركز الملك سلمان للإغاثة ليس سوى مؤسسة استخباراتية تنفذ خططاً توسعية في مناطق الثروات اليمنية، بحفنات من القمح وعلب من التمر وزيوت الطهو، مشهّرة باليمنيين الذين تستهدفهم بتلك المساعدات التي ترقى حتى إلى مستوى أن توصف بهذه الصفة، منتهكةً كرامتهم وآدميتهم عبر وسائل إعلامها التي تنقل طوابيرهم على أبواب مخازنها وقد أهدرت كرامتهم وثرواتهم الكفيلة بالاستغناء عن كل ما يدعونه من تقديم العون والمساعدة.

 

الطريقة نفسها تستخدمها الإمارات، من خلال ما يسمى الهلال الأحمر الإمارات ومؤسسة خليفة للإغاثة والعمل الإنساني، وهما مؤسستان استخباريتان، موكلتان بأجندة مزدحمة من الأطماع، وتغطيان عملهما الحقيقي بتلك الواجهات الإنسانية، حتى سيطرت أبوظبي على أهم الموانئ والجزر والسواحل اليمنية، جنوباً وشرقاً، ورغم كل ذلك السقوط بادعاء العمل الإنساني، تفرد وسائل الإعلام التابعة للدولتين والموالية لهما داخل اليمن وخارجه مساحات كبيرة من خارطاتها الإخبارية والبرامجية للتغني بالأبعاد الإنسانية التي تتصف بها المملكة وحكامها والإمارات ومشائخها من خلال عملهم وسياساتهم في اليمن، في وقت لم يعد لدى اليمنيين مجال للتنفس وقد سيطرت الدولتان على جوهم وبحرهم وبرهم.