السعودية تعيد إنتاج "المسرحية الإماراتية" بإعلان انسحابها من المهرة

YNP - إبراهيم القانص :
مع تصاعد الغضب الشعبي الرافض للتواجد العسكري الأجنبي في محافظة المهرة، تتخذ السعودية مسارات جديدة لضمان بقاء قواتها وبقية القوات الأجنبية التي تم جلبها إلى هناك بتنسيق سعودي،

مثل القوات البريطانية، وضباط المخابرات الإسرائيلية الذين وصلوا مؤخراً إلى المهرة، ومن هذه المسارات محاولة امتصاص الغضب الشعبي بإعلان انسحاب القوات السعودية من مواقع في المحافظة، والذي يشبه إلى حد التطابق إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن، وفي كلتا الحالتين هو عبارة عن انسحاب شكلي فقط، إذ أن خارطة الأطماع لا تزال في طور التوسع وإن اتخذت أشكالاً ومسارات توحي بغير ذلك.

وحسب تصريحات القيادي في لجنة اعتصام ابناء المهرة، سالم بلحاف، فالانسحاب الذي أعلنت عنه القوات السعودية من بعض المواقع والمعسكرات تم بدون التنسيق مع الجهات الرسمية، وما حدث فعلياً هو عملية تسليم لمتنفذين ومجندين تابعين للسعودية، وقد سلمتهم قوات الرياض أسلحة خفيفة ومتوسطة، كنوع من الإرباك والتأسيس لمسارات جديدة ستخلق بؤراً جديدة للتوتر الأمني، حسب توقعات سالم بلحاف، الذي أكد أن أبناء محافظة المهرة لن يرضوا إلا بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من جميع المواقع والمنافذ البرية والبحرية والجوية وتسليمها للجهات الرسمية.

ومنذ إعلان الانسحاب الشكلي للقوات السعودية من مواقع ومعسكرات في المهرة، أفادت مصادر محلية بأن الطيران السعودي والبريطاني كثف تحليقه على علو منخفض في سماء المحافظة، بعد نقل عتادها الحربي من تلك المواقع التي أعلنت الانسحاب منها إلى مطار الغيضة، الذي تتخذه القوات السعودية مقراً لها ولبقية القوات الأجنبية التي تتوافد إلى المحافظة.

مراقبون، اعتبروا الانسحاب السعودي المزعوم من بعض المواقع في المهرة، منها منطقة المسيلة، مجرد تكتيك من أهدافه التخفيف من الأعباء المالية التي يكلفها الإنفاق الباهظ على القوات، وأن تسليمها لمجندين ومتنفذين تابعين لها سيكون أقل كلفة حيث تعطي تابعيها المحليين الفتات فقط.

ويبدي المراقبون مخاوف من التحركات السعودية الأخيرة في محافظة المهرة، معتبرين إعلان انسحاب القوات من بعض مواقع ومعسكرات المحافظة بدايةً لتحول جديد في خطط الرياض لتوسيع دائرة بسط النفوذ والقوة، وقد يكون مقدمةً لإغراق المحافظة بالمزيد من العناصر التابعة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وهو العذر الأكثر استخداماً لجلب المزيد من القوات البريطانية تحت شعار مكافحة الإرهاب، بعد أن تلاشى مفعول المبرر السابق للسيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية، وهو منع تهريب الأسلحة إلى مناطق الحوثيين، وهو ما ثبت أنه لمجرد تضليل الرأي العام للتمكن من السيطرة على منافذ المحافظة وفقاً للمصالح السعودية، ووفقاً أيضاً للأطماع البريطانية التي تجددت ونبشت الأحلام القديمة بفضل تعاون وتنسيق القوات السعودية.