التحالف يصفِّي حساباته في مارب.. وقيادات الشرعية تنسق مع القبائل لنهب السلاح

YNP -  إبراهيم القانص :

خسائر فادحة يحصدها التحالف على المستويات كافة، فقد تكشفت تباعاً خططه التضليلية لليمنيين في المناطق التي سيطر عليها ونشر فيها قواته، خصوصاً بعدما أدرك الجميع أن مناطق الثروة النفطية والموانئ والجزر والمواقع الاستراتيجية كانت هدفه الأول، من خلال تكثيف تواجده العسكري وإحكام سيطرته عليها، وبعد الوعود والأوهام التي استطاع من خلالها كسب ثقة الأهالي كشف وجهه الحقيقي وكشر عن أنيابه محولاً حياتهم إلى جحيم،

بما تسبب به عبر أدواته المحلية من انهيار كامل للأوضاع الاقتصادية والخدماتية والأمنية، وتفكيك النسيج المجتمعي بإثارة الصراعات البينية، كل ذلك أدى إلى تغير المزاج العام في مناطق سيطرة التحالف، التي اشتعلت بتظاهرات احتجاجية مطالبة برحيله وإنهاء تدخله في اليمن، وعزز من وتيرة رفض بقاء التحالف الانتصارات التي تحققها قوات صنعاء في جبهات القتال كافة، حيث تهاوت أمام تقدمها ألوية ومعسكرات ومواقع قوات التحالف والشرعية، بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى سيطرة صنعاء على عدد من مديريات محافظة شبوة، واقترابها من إسقاط مدينة مارب أكثر من أي وقت مضى.

 

كالعادة، كلما خسر التحالف جبهة أو منطقة يبدأ انتقامه بالطريقة التي تعودها أتباعه، وهي تحميلهم مسئولية الهزائم وتذكيرهم بما أنفقه عليهم من المال والسلاح، ومن ثم البدء باستهدافهم بغارات طيرانه الحربي، والتي يبررها لاحقاً بأنها أخطاء غير مقصودة، بينما يدركون هم أنها متعمدة وأنها عقوبات يكافئهم بها نتيجة ما قدموه من أجل إرضائه وتنفيذ مخططاته، ورغم أنهم يبذلون أرواحهم ويدفعون بأبنائهم إلى معاركه العبثية، إلا أنه لا يقابل ذلك إلا بالجحود والنكران، فالمعيار لديه هو ما استطاعوا تحقيقه مقابل ما أنفقه عليهم.

 

وعلى خلفية تقدم قوات صنعاء على تخوم مدينة مارب، آخر معاقل حزب الإصلاح، بعد سيطرتها على مديرية حريب، ومديريتي بيحان وعين في شبوة، وإبرامها اتفاقاً مع الأهالي لإدارة شؤون مديرية العبدية ضمن ترتيبات لاقتحام المدينة، بدأ التحالف بتصفية حساباته مع أتباعه وبطريقته المعتادة، حيث قصفت طائراته الحربية، بعدد من الغارات، مزرعة الشيخ مبخوت بن عبود الشريف، رئيس فرع الإصلاح وأبرز رموزه في مدينة مارب، جاء ذلك عقب أنباء عن قبول الشريف مبادرة قائد أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي بشأن مارب، مع مطالبته بإجراء بعض التعديلات على نقاط المبادرة، إضافة إلى أن أحد أبناء الشريف كشف على إحدى منصات التواصل أن أسرته ترغب في الالتحاق بصنعاء.

 

يبدو أن القيادات الموالية للتحالف تدرك أن مصيرها سيكون واحداً كلما تقدمت قوات صنعاء باتجاه المدينة، حيث أن من يسلم من نيرانها سيكون هدفاً لنيران طائرات التحالف، وهو الأمر الذي يدفع ببعضهم إلى نهب ما يقدر على نهبه من السلاح المتاح في معسكره أو موقعه، ومحاولة الاختفاء أو الهرب إلى حيث لا يستطيع التحالف استهدافه، وحسب مصادر محلية في مارب فقد أقدم قيادي إصلاحي على بيع مدرعة ضمن عهدته إلى أحد مشائخ المحافظة، مؤكدةً أن العميد عبدالله مطوان الفرجة، قائد ما يسمى "لواء الحسم" التابع للتحالف باع مدرعة من نوع "بي إم بي" لأحد المشائخ.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع فوضى غير مسبوقة في مدينة مارب، حيث قالت المصادر إن معسكرات ومخازن أسلحة التحالف في المدينة تتعرض لعمليات نهب كبيرة، منوهةً بأن قوات التحالف سحبت الكثير من الأسلحة والعتاد الحربي بأنواعه من بعض معسكراتها في المنطقتين العسكريتين الرابعة والسابعة، لكن رجال القبائل وبالتنسيق مع بعض القادة التابعين للتحالف نهبوا عدداً من مخازن الأسلحة بعد فرار قوات التحالف من حريب والعبدية والجوبة.