قبائل مراد تُخيّب آمال التحالف

YNP- إبراهيم القانص :
موقف قبائل جبل مراد في محافظة مارب، كان مخيباً لآمال التحالف إلى درجة مُحبِطة جداً، حيث قررت التخلي عن التحالف والشرعية، حرصاً على أمان مناطقها وقراها وتجنيبها كوارث المواجهات العسكرية، وهي بذلك تضع حداً لاستغلال التحالف أبناءها الذين كان يزج بهم في معاركه العبثية التي لا مصلحة فيها لليمن ولا لليمنيين

كما كان يصور لهم، بل لمصلحته فقط وأجندات أطماعه في هذه المحافظة النفطية الاستراتيجية، ولن يكون المشائخ الموالون للتحالف من أبناء مراد حُجة على قبائل المديرية بارتهانهم للأموال السعودية ومتاجرتهم بأرواح أبناء القبائل، فالقرار الأخير يرتبط دائماً بما يجمع عليه العقلاء، وهو ما حدث فعلاً، وقد وضعت قبائل مراد نفسها في الموقف الصحيح حيث ينبغي لها أن تكون، وكما هي مواقفها المشرفة على مدى تاريخ اليمن.

لم يبقَ سوى القليل من القادة الموالين للتحالف، ممن لا يزالون تحت تأثير الشعارات التي غررت بهم في بداية الحرب، مثل دعم وإعادة الشرعية ووقف التمدد الفارسي الإيراني، وهي شعارات لا أساس لها حسب ما كشفته سلوكيات وممارسات التحالف خلال السنوات الماضية من الحرب، حيث لم يظهر ما يثبت الحرص على إعادة الشرعية بإبقائها خارج البلاد مرتهنة ومسلوبة القرار والموقف، ولا دور لها منذ ذلك الحين سوى تنفيذ ما يملى عليها من قيادة التحالف، وما نتج عن ذلك من تبعات أدت إلى انهيار اقتصاد البلاد وأمنها وأحوال مواطنيها، خصوصاً في المحافظات التي يسيطر عليها التحالف، أما شعار محاربة ووقف المد الإيراني فهي عبارة عن استخفاف بعقول البسطاء وتغطية ماكرة على أكبر عملية انتهاك للسيادة الوطنية على مدى تاريخ اليمن، وهي المسألة التي لم يستطع التحالف إثباتها على الإطلاق وذلك لانتفائها وعدميتها المطلقة، بل هو من أغرق البلاد بالمقاتلين الأجانب الذين جلبهم من جنسيات مختلفة للقتال في صفوف قواته، وكلما أشعل عواطف أتباعه المغرر بهم من خلال ذلك الشعار الزائف والمستخف؛ كلما وسّع رقعة سيطرته وبسط نفوذه على مناطق الثروات النفطية، والمواقع الاستراتيجية والمنافذ البرية والبحرية والمطارات والجزر.

في المقابل، بدأ التحالف يلوِّح بالتخلي عن البقية القليلة التي ما زالت تقاتل في صفوفه، حسب تصريحات الصحافي السعودي، عبدالعزيز الشهري، الذي قال إن التحالف يدرس حل من وصفه بـ"الجيش الوطني"، ويأتي ذلك بعد رفض التحالف تمويل تلك القوات بالأسلحة، واتجاهه إلى محاولات أخيرة بائسة لم يعد بمقدورها تغيير المعادلة، منها جلب مجاميع كبيرة من عناصر داعش والقاعدة، فرس الرهان الخاسر، من وادي حضرموت إلى مدينة مارب، على متن عشرات المدرعات والأطقم، يرتدون الزي الأفغاني، ويحملون أنواعاً من الأسلحة غالبيتها أمريكية الصنع، وهو الأمر الذي يفسر وصول قوات من المارينز الأمريكي، بينهم ضباط كبار، حيث عقدوا اتفاقاً مع قيادات التنظيم المتطرف الذين يتخذون من مديرية الغيل معقلاً لهم، حسب مصادر مطلعة، بالإضافة إلى التخندق والتمترس في مخيمات النازحين على أطراف مدينة مارب تمهيداً لاتخاذهم دروعاً بشرية، واستغلالهم كورقة إنسانية.

مراقبون أكدوا أن محاولات التحالف الأخيرة ليست سوى أساليب مبتذلة تنم عن عجز وفشل، ولن تُحدث أي تغيير في ما يحدث على الأرض، خصوصاً بعد طلب عدد من مشائخ ووجهاء مارب فرصة أخيرة من قوات صنعاء لتجنيب المدينة عواقب وتبعات المواجهات، وبعد موافقة صنعاء على الطلب وصل أولئك المشائخ والوجهاء كوساطة قبلية إلى مدينة مارب لترتيب تسليمها سلمياً، وقد تتمكن الوساطة من ذلك خصوصاً أن المدينة هي المديرية الرابعة عشرة المتبقية تحت سيطرة التحالف والشرعية، أما المديريات الثلاث عشرة من مديريات محافظة مارب فقد أصبحت بيد قوات صنعاء.