دعوات واشنطن للسلام في اليمن.. استراتيجية أمريكية مكشوفة

YNP -  عبدالله محيي الدين

بدا واضحا الموقف الأمريكي الداعم للتحالف في الحرب التي يخوضها في اليمن، منذ أول يوم من هذه الحرب، ووقوفه إلى جانب كل من السعودية والإمارات اللتين تقفان على رأس هذا التحالف،

خلال سنوات الحرب الست، وهو الأمر الذي يعتبره خبراء وسسياسيون، داحضا ﻷي دعوى تطلقها الولايات المتحدة من قبل وقف الحرب في اليمن، كما يؤكدون أن دور الوسيط الذي حاولت إدارة بايدن أن تتقمصه، لم يكن إلا من باب التضليل، وذلك لاعتبارات سياسية، وتغير في الاستراتيجية الإدارة الأمريكية، في سبيل تحقيق الأهداف ذاتها، وفق خطوات جديدة للعبة.

إيقاف الحرب في اليمن، وتر عزف عليه الرئيس الأمريكي منذ بداية حملته الانتخابية، ﻷهداف سياسية، تتعلق بمرحلة الانتخابات، كما لها علاقة باستمالة الرأي العام الأمريكي المعارض للدور الأمريكي في هذه الحرب، وكذا النخب السياسة الأمريكية المنادية بوقف دعم هذه الحرب التي أعلنت من العاصمة الأمريكية قبل قرابة سبع سنوات، وحظي التحالف بالدعم الأمريكي كما الإدارة الأمريكية ودول غربية بعشرات المليارات من الدولارات في صفقات السلاح التي باعتها للتحالف بقيادة السعودية.

وبالنظر إلى حيثيات هذه الحرب التي تم الإعلان عنها من العاصمة الأمريكية واشنطن، كدلالة صريحة على وقوف الولايات المتحدة على رأس قوى التحالف وداعما رئيسا لها لحربها، فإنه كان يمكن لتصريحات الرئيس الأمريكي حول إيقاف الحرب أن تنعكس على الواقع منذ الأيام الأولى لحكمه، غير أن ذلك لم يحدث، حيث ظلت الحرب قائمة، وظل الدعم الأمريكي لها مستمرا.

ومع تقلده الحكم، عين بايدن مبعوثا خاصا له إلى اليمن، في محاولة لتقمص دور الوسيط لحل الأزمة اليمنية وإيقاف الحرب، وخلال جولات قام بها المبعوث الأمريكي إلى اليمن وكل من السعودية والإمارات وسلطنة عمان، والتقى بجميع الأطراف الفاعلة في الأزمة اليمنية، دون أن يبدو من قبل هذا المبعوث ما يعزز دور الوسيط الذي يحاول تقمصه، في حين اصطدمت الحلول الجاهزة التي تحاول أمريكا تمريرها عبر مبعوثها، وفقا لحساباتها في اليمن والمنطقة بالرفض من قبل صنعاء التي تتمسك بموقفها الرافض لأي مقترحات مفروضة من الخارج، وتؤكد على أن أي اتفاق لا بد أن يتضمن وقف الحرب بشكل كامل ورفع الحصار والتعويض عن الأضرار.

ويرى خبراء وسياسيون أن ذلك الخطاب الناعم من قبل الرئيس الأمريكي، لم يكن ليعبر عن تغير في الموقف الأمريكي تجاه الحرب في اليمن، بقدر ما كان محاولة للخداع وتظليل الرأي العام، ومحاولة تمرير المخطط الأمريكي من خلال السياسة، بعد أن عجزت الآلة العسكرية عن تنفيذه.

وأضافوا أن الموقف الأمريكي الثابت في تأييده ودعمه للتحالف لاستمرار حربه في اليمن، هو ما عكست حقيقته الدعوات الأمريكية الأخيرة لاستمرار هذه الحرب، ولا سيما ما جاء على لسان المبعوث الأمريكي، خلال لقائه الأسبوع الماضي وزير خارجية هادي في العاصمة البحرينية المنامة، حيث دعا ليندركينغ الأطراف اليمنية الموالية للتحالف إلى التوحد في  مواجه. ما أسماه "الاستفزازات الحوثية"، وهو ما اعتبر دعوة صريحة لاستمرار الحرب، والتصعيد للعمليات العسكرية، في تجاوز من قبل المبعوث الأمريكي لدوره كوسبط من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، مشيرين إلى أنه بذلك تحول إلى داعية للتصعيد واستمرار الحرب، وهو ما يعد تعبيرا عن حقيقة الموقف الأمريكي، الذي حاولت إدارة بايدن تمويهه عبر التشدق بدعوات السلام.