"طارق صالح" يثبّت "الوجود الإسرائيلي" في السواحل والجزر اليمنية

YNP -  إبراهيم القانص :

يستقبلهم في المخا، ويستقبلونه في مدينة شرم الشيخ المصرية، في لقاءات يصفونها بالسرية لكنها لا تحتمل الكتمان فسرعان ما تشتعل كالفضيحة وتصبح في متناول الجميع على منصات التواصل ومواقع الأخبار وشاشات الفضائيات،

تلك هي اجتماعات ضباط مخابرات الكيان الإسرائيلي مع رجلهم الأول في اليمن طارق عفاش الذي يقود فصائل مسلحة مدعومة وممولة وموجهة من الإمارات، التي تنسق- حسب مصادر في حكومة الشرعية- للقاءات الضباط الصهاينة مع طارق عفاش ضمن ترتيبات تهدف إلى توسيع نطاق غرفة العمليات المشتركة بين مسلحي طارق والقواعد الصهيونية.

 

قبل حوالي أسبوعين، وصل عدد من ضباط مخابرات الكيان الإسرائيلي، (الموساد)، إلى مدينة المخا الساحلية، وعقدوا عدداً من اللقاءات مع قائد الفصائل الإماراتية هناك، طارق صالح، بحضور ضباط إماراتيين، وتأتي تلك اللقاءات من أجل تأمين المصالح الإسرائيلية في مياه البحر الأحمر، وتمهيداً لتحقيق الحلم الإسرائيلي القديم المتجدد بأن يكون للكيان موطئ قدم في باب المندب، الذي يبني عليه آمالاً كبيرة تسعى لتحقيقها الآن أدواته في المنطقة، وفي مُقدَّمِها الإمارات.

 

مصادر مطلعة، كشفت أن لقاءً سرياً عقد، اليوم السبت، في مدينة شرم الشيخ المصرية، جمع طارق عفاش، قائد مسلحي الإمارات في الساحل الغربي، مع ضباط من استخبارات الكيان الإسرائيلي، وحسب إعلامي جنوبي موالٍ للتحالف، فإن عفاش يسعى إلى الإطاحة بحكومة هادي وتشكيل حكومة بديلة بدعم إماراتي ومباركة إسرائيلية، لتكون ملائمة لخدمة مصالح الكيان في اليمن وتوسيع نفوذه في المنطقة، الأمر الذي يعده مراقبون سبباً محتملاً وراء استعداد حكومة هادي للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، حسب تلميحات المفلحي، أحد مستشاري هادي، خلال مقابلة مع قناة "روسيا اليوم".

 

وتبذل الإمارات جهوداً كبيرة لتثبيت وجود دائم للكيان الإسرائيلي في اليمن، خصوصاً في المناطق الساحلية والجزر ذات المواقع الاستراتيجية المهمة، وأبرزها أرخبيل سقطرى، الذي تصله بشكل شبه يومي أفواج من الإسرائيليين تجلبهم الإمارات عن طريق أبوظبي تحت غطاء السياحة، رغم أن غالبيتهم ضباط وأفراد يتبعون الموساد الإسرائيلي، ومؤخراً استحدثت الإمارات مركزاً عسكرياً مشتركاً مع بحرية الكيان الإسرائيلي في جزيرة عبدالكوري، التابعة إدارياً لمحافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، بهدف أن يكون موقعاً متقدماً للمراقبة البحرية باتجاه مضيق باب المندب، والقرن الأفريقي، وحسب مصادر متطابقة فقد بدأ خبراء من البحرية الإسرائيلية بتركيب أنظمة مراقبة حديثة مرتبطة بغواصات تجسسية في جزيرة عبدالكوري، موضحةً أن مركز المراقبة مرتبط بغرفة العمليات المشتركة الإماراتية الإسرائيلية التي تقع في منطقة "رأس قطينان"، جنوب غربي أرخبيل سقطرى.

 

وتغطي الإمارات أنشطتها المشتركة مع الكيان الإسرائيلي بأنها أعمال إنسانية أو إنشاء مراكز للإنزال السمكي، وفي وقت تؤكد المصادر أنها أعمال عسكرية بحتة، يروج لها محللون وسياسيون موالون للتحالف على أنها في إطار منع الهيمنة الإيرانية على خط الملاحة البحري إلى ميناء إيلات في فلسطين المحتلة.